خطاب أوباما في وسائل الإعلام العربية والعالمية.. بين الإعجاب والانتقاد

البعض ينتظر قرن الفعل بالقول

TT

احتل خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة أول من أمس صدر الصفحات الأولى ومساحات كبيرة في الصفحات الداخلية للصحف العربية والعالمية بينما تفاوتت المواقف والتقييمات للخطاب حسب انتماء كل من هذه الصحف.

الصحافة المصرية

* اشتعلت المنافسة الإعلامية في القاهرة حول خطاب أوباما، أمام مشاهدي للفضائيات وقارئي الصحف، فتنوعت التغطية للبحث عن الجديد، كما تأثرت في أغلبها بآيديولوجية الوسيلة ونمط ملكيتها. خصصت معظم الفضائيات ساعات مفتوحة لنقل الحدث على الهواء، تخللها تعليقات من محللين، وحققت بعضها سبقا على الهواء كنقل برنامج «القاهرة اليوم» بشبكة «أوربت» لحوار مع المرشدة السياحية إيمان عبد الفتاح التي رافقت الرئيس الأميركي داخل مسجد السلطان حسن. وقدمت قناة «دريم» تغطية تفسيرية لما احتواه خطاب أوباما هل هو آمال أم مجرد أوهام.

وفي صحافة القاهرة الصادرة أمس تباينت تغطية الحدث، فركزت الصحف القومية الرسمية كالأهرام والأخبار الجمهورية على لقاء الرئيس مبارك بأوباما أكثر من تركيزها على خطابه للعالم الإسلامي، واستعرضت مباحثات الرئيسين، كما نقلت لقطات مصورة لزيارة أوباما للأهرامات، ومسجد السلطان حسن، إضافة إلى نشر نص الخطاب كاملا.

وركزت تغطية صحيفة «الدستور» الخاصة على سر غياب الرئيس مبارك عن خطاب الجامعة، بينما جاء عنوان صحيفة «المصري اليوم» الخاصة الرئيسي «أوباما المنتظر.. خطاب تصالحي يرضي جميع الأطراف»، واشتملت التغطية على حوار مع داليا مجاهد مستشارة أوباما للشؤون الإسلامية، وتحليل للغة الجسد لدى أوباما في أثناء إلقاء الخطاب ودلالاتها.

وجاءت تغطية جريدة «الشروق الجديد» الخاصة لتضم متابعة الصحافة الأجنبية للحدث، ونقل كواليس زيارة أوباما لقصر القبة وتفاصيل مائدة إفطاره، وتأثير الزيارة على الحياة في القاهرة والمحافظات، ثم قراءتها لتأثير الزيارة على الموقع الإلكتروني للخارجية المصرية والأميركية.

واكتفت الصحافة المعارضة بتغطية مقتضبة، وتحليل الخطاب، فجاء مانشيت الوفد: «أوباما يغازل الجميع في خطابه إلى المسلمين»، ونشرت صورة تقارن طريقة صعود جمال مبارك من جهة وأوباما من جهة أخرى لدَرَج لقصر الرئاسي.

من جانبه، وصف الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلان والعلاقات العامة بجامعة القاهرة والمتحدث الرسمي باسمها في أثناء زيارة أوباما، تعامل الإعلام المصري مع الحدث بالمثالي، مشيرا إلى تسهيلات تقنية عديدة قُدمت لأكثر من 500 مراسل لنقل الحدث مباشرة من داخل قاعة المؤتمرات التي شهدت الخطاب أو عبر المركز الصحافي.

وسائل الإعلام الفلسطينية

* لاقى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما اهتماما كبيرا في مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية، الرسمية والخاصة، رغم تزامنه مع مسألة ثانية، احتلت مساحة واسعة، وهي اشتباكات قلقيلية بين مسلحين من حماس والأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وعكست التغطية مواقف الفصائل والأحزاب السياسية من السياسة الأميركية. فبينما بث التلفزيون الفلسطيني الرسمي الخطاب كاملا، امتنع تلفزيون الأقصى التابع لحماس عن بثه، واهتم أكثر بتغطية اشتباكات قلقيلية.

ومثل تلفزيون «الأقصى» فعلت مواقع تابعة لحماس، رغم أنها اختارت من الخطاب، أجزاء يبدو أنها رأت فيها ما يعزز قوة حماس. ونشر موقع «فلسطين الآن»، المحسوب على حماس، مقتطفات من خطاب أوباما، وقال: «إن الرئيس الأميركي أكد أن حماس لديها دعم من الشعب الفلسطيني، لكنه أوضح أن الحركة عليها مسؤوليات للشعب الفلسطيني» دون الإبحار في التفاصيل.

وعلى غير عادتها، بثت وسائل إعلام مسموعة ومرئية خاصة، الخطاب، التي وصفته السلطة بالتاريخي. وأفردت مواقع وكالات الأخبار الفلسطينية مساحة واسعة لتغطيته. ومثلا تقلب العنوان الرئيسي في وكالة «معا» الإخبارية، بين خطاب أوباما وأحداث قلقيلية، فساعة تركز على الخطاب وردود الفعل عليه، وساعة على أحداث قلقيلية، ومثلها تقريبا فعلت معظم المواقع الإلكترونية.

وخرجت الصحف الفلسطينية اليوم بعناوين رئيسية حول خطاب أوباما. وقالت صحيفة «القدس»، في عنوانها الرئيسي: «أميركا لا تعترف بشرعية الاستيطان ولن تدير الظهر لتطلعات الشعب الفلسطيني.. ترحيب فلسطيني وعربي واسع بخطاب أوباما التصالحي مع العالم الإسلامي». ووصفت صحيفة «الأيام»، المحسوبة على السلطة، في عنوانها الرئيسي، الخطاب بـ«التاريخي» وكتبت، «أوباما: وضع الفلسطينيين لا يطاق، وحل الدولتين يخدم مصالح فلسطين وإسرائيل وأميركا والعالم».

أما صحيفة «الحياة» المحسوبة أكثر على السلطة، فتركت العنوان الرئيسي لأحداث قلقيلية ونشرت على الصفحة الأولى خبرا قالت فيه: «أوباما لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات ولا نقبل مشروعية استمرارها».

واهتمت وسائل الإعلام الفلسطينية أكثر بتداعيات الخطاب على الساحة السياسية الإسرائيلية.

وترجمت وسائل الإعلام الفلسطينية، كيف أحدث الخطاب إرباكا على الساحة الإسرائيلية وفي مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتطرق الكتاب إلى مستقبل العلاقة بين أميركا وإسرائيل.

واهتمت وسائل الإعلام الفلسطينية أيضا بأن مسلمة محجبة شاركت في كتابة الخطاب لأوباما، وتركت بعض المواقع حرية التعليق للقراء على صورة للرئيس الأميركي، وجاءت التعليقات بين متحمس للتغيير ومن يراه خطابا إنشائيا، لكن من أطرف التعليقات ما قاله أحد القراء من غزة: «والله ما كان ناقص على الرئيس أوباما (أبو حسين) غير انو يحكي بآخر الخطاب جملة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأنت يا مؤذن أقم الصلاة».

الصحافة الإسرائيلية

* أجمعت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس، على اعتبار خطاب الرئيس أوباما تاريخيا، ولكن ليس فقط بالمفهوم الإيجابي. ورأت فيه بداية تغييرا استراتيجيا في العلاقات بين البلدين.

وكتب ألوف بن في «هآرتس»، إن هناك «انقلابا استراتيجيا في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل. ففي حين كانت إسرائيل في عهد الرئيس جورج بوش شريكا كاملا في الحرب على الإرهاب وفي حين منحت واشنطن لإسرائيل حرية العمل ضد الفلسطينيين وسورية وحزب الله مقابل إخلاء المستوطنات من قطاع غزة، يرسل أوباما حكومة إسرائيل للتربية من جديد على مكانة أخرى أدنى». وكتب أيضا أن على نتنياهو أن يدرك خطأه في فهم سياسة أوباما ويغير تركيبة حكومته ويدخل إليها حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني حتى ينسجم مع سياسة أوباما.

وكتب أيتان هابر المحرر السياسي في «يديعوت أحرونوت»، مقالا بدا فيه وكأنه يرثي للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وقال ما معناه أن «أوباما مش بتاعنا».

وقسمت الصحيفة خطاب أوباما إلى نوعين: إيجابي وسلبي. وعددت الأمور الإيجابية على النحو التالي: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية واستنكار التهديد بتدميرها، واستنكار حاد لمن ينكر المحرقة اليهودية ولمن يتبنى الآراء المسبقة ضد اليهود، والإعلان أن عُرَى العلاقات بين إسرائيل وأميركا لا تنفصم، وعدم ذكر موعد محدد لقيام الدولة الفلسطينية ولا خطة تفصيلية للسلام، وذكره خريطة الطريق وضرورة أن يعمل الطرفان على تطبيقها، ولو عدم تطرقه إلى تفكيك المستوطنات، ومطالبته الفلسطينيين بنبذ العنف ومطالبته حماس بالاستجابة لشروط الرباعية الدولية، ودعوة الدول العربية أن تعترف بشرعية إسرائيل ولا تتذرع بالصراع حجة لعدم الاعتراف.

أما الأمور التي اعتبرتها «يديعوت أحرونوت» سلبية فهي: التسوية الوحيدة للصراع هي في إقامة دولتين للشعبين، ومطالبته بوقف كل بناء استيطاني، وتأكيد أن الاستيطان غير شرعي، والضغط على إسرائيل لكي تضع حدا للأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وذكر القدس كمدينة آمنة وثابتة لليهود والمسلمين والمسيحيين، وتفهُّم الادعاءات العربية بأن الولايات المتحدة كانت تغض الطرف عن التسلح الإسرائيلي النووي والعودة إلى مطالبة كل دول المنطقة بالتوقيع على ميثاق عدم نشر السلام النووي، والمساواة بين معاناة الفلسطينيين والمحرقة اليهودية، وهو رمز إلى حق العودة، والمساواة بين النضال الفلسطيني وبين نضال اليهود السود في الولايات المتحدة، والتعامل مع «حماس» كعنصر شرعي والامتناع عن وصفها بتنظيم إرهابي.

وكتب المحلل السياسي بن كاسبيت، أن هذا الخطاب يبرهن على أن «إسرائيل لم تعد ذلك الابن الوحيد المدلل، بل أصبحت ذلك الابن العاقّ غير الشرعي المعزول». ودعا الحكومة إلى التصرف بحكمة ورؤية الجوانب الإيجابية في خطاب أوباما. وكتب سيفر فلوتسكر أن الخطاب كان بمثابة فرض الحقيقة على الأطراف، «فالعرب يعرفون أن الإرهاب فشل وإسرائيل تعرف أن الاحتلال والضم فشلا. والعرب يعرفون أن إسرائيل لن تُمحى عن الخريطة، واليهود يعرفون أن فلسطين ستقوم. ولكنهما كليهما لا يقولان الحقيقة. وأوباما لم يأتِ بالصلح مع الإسلام فحسب، بل جاء بالصلح مع الحقيقية».

الصحف الأردنية

* خرجت الصحف الأردنية الوطنية اليومية بنبرة تفاؤل وتفاؤل الحذر تعليقا على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة أول من أمس، بينما قللت صحف حزبية من أهميته. ولكن الصحف أجمعت على دعوة أوباما إلى قرن الأقوال بالأفعال.

فقد احتل خطاب أوباما صدر الصفحة الأولى لصحيفة «الرأي» الرسمية تحت عنوان «أوباما يدعو إلى بداية جديدة مع المسلمين». ولم تُخفِ «الرأي» في افتتاحيتها «على أبواب مرحلة جديدة» تفاؤلها بما جاء في الخطاب الذي وصفته بالصريح والواضح والمختلف.

ودعت إلى أن يؤسس الخطاب لمرحلة جديدة يأمل الجميع بأن تكثف الجهود بجدية وفاعلية لدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين لأنه السبيل الوحيد لإخراج المنطقة من أتون الحروب والأزمات.

أما صحيفة الدستور الأردنية فحملت عنوان «أوباما يخاطب المسلمين بلهجة أميركية جديدة». وأفردت مساحات واسعة للخطاب وردود الأفعال. وتحت عنوان «خطاب أوباما بين النظرية والتطبيق» قالت الدستور في افتتاحيتها إن ما قاله الرئيس أوباما جادّ جدّا.

أما صحيفة «العرب اليوم» المستقلة فقد حملت صفحتها الأولى عنوان «أوباما يعرض مصالحة تاريخية مع المسلمين». وأُفردت نص الخطاب وردود الأفعال وصور للرئيس أوباما في صفحاتها الداخلية.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة طاهر العدوان مقالة بعنوان «خطاب أوباما... اختراق في حائط الكراهية» قال فيه: «بشكل عام حقق الرئيس الأميركي في خطابه، من حيث اللغة والمضمون اختراقا كبيرا في حائط الكراهية والعداء لسياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبانتظار ترجمة هذه السياسات إلى مواقف عملية، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، فإن مستقبل العلاقات بين أميركا والعرب والمسلمين يعد بمزيد من التطور الإيجابي.

وأضاف: «خطاب باراك أوباما جديد في الشكل والمضمون، لكن يجب ان لا نستبعد فشله في تحقيق السلام، وفشله في تحقيق المصالحة بين الشرق والغرب، فأعداء السلام يحكمون في تل أبيب، كما أن الإرهاب (الذي يتغذى من الاستبداد) يعشعش في كل مكان في انتظار القيام بأعمال تُفرِح قادة إسرائيل، الذين يزعجهم رؤية أي تفاهم بين أميركا وبين العرب».

وأعرب معظم كتاب صحيفة «الغد» التي أفردت صفحات داخلية للمناسبة، عن تفاؤلهم بالخطاب وطالبوا تنفيذ هذه الوعود إلى أفعال على الأرض وبخاصة القضية الفلسطينية.

أما صحيفة «السبيل» الناطقة بلسان الحركة الإسلامية فقد عالجت الخطاب في تقرير على صفحتها الأولى تحت عنوان «أوباما: أميركا ليست في حرب مع الإسلام وعلاقاتها القوية مع (إسرائيل) لا يمكن زعزعتها». وأفردت مساحات كبيرة في صفحاتها الداخلية لردود الأفعال للحركة الإسلامية في الأردن والإخوان المسلمين في مصر وردود الفعل الإيرانية وحماس وحزب الله وغيرها من الحركات المناهضة للسياسة الأميركية.

الصحافة الأميركية

* قالت الصحف الأميركية إن الرئيس أوباما استعمل «لغة جديدة» في مخاطبة المسلمين، ولاحظت جميعا أن أوباما أسقط تعبير «إرهاب وإرهابيين» من قاموسه السياسي. الصحيفة الوحيدة التي اختارت عنوانا مغايرا كانت هي صحيفة «واشنطن تايمز» ذات التوجه اليميني، التي قالت في عنوان رئيسي: «أوباما يدعو إلى جهد جديد من أجل حل الدولتين» في حين كان العنوان الآخر يقول «كلمات الرئيس تثير قلق مؤيدي إسرائيل». صحيفة «يوإس إيه توداي» قالت إن مسلمين في العالم العربي وداخل الولايات المتحدة ممتنون لأن الرئيس أوباما سافر إلى مصر وخاطب من هناك العالم الإسلامي، رغم أن بعضهم شعروا بخيبة أمل لأن خطابه لم يكن شاملا حول النزاعات خصوصا النزاع العربي الإسرائيلي». أما صحيفة «واشنطن بوست» فاختارت أن تتماشى في تغطية شاملة خصصت لها صفحتين إضافة إلى المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى، مع الفكرة الرسمية للخطاب التي اعتبرته بمثابة «بداية جيدة». وقالت الصحيفة: «أطلق الرئيس أوباما نداء إلى العالم الإسلامي من أجل بداية جديدة مع الولايات المتحدة، وأقر بحدوث أخطاء تاريخية ارتُكبت على مر القرون باسم الثقافة والدين». وأشارت إلى أن الخطاب «ألهب مشاعر مسلمين كثيرين في الشرق الأوسط».

وقالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن خطاب أوباما كان بمثابة دعوة كاسحة لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وأضافت: «قابل مسلمون في مختلف الأقطار الخطاب باعتباره ينطوي على نزعة تصالحية تهدف إلى أن تضع جانبا الشكوك والمضي قدما في معالجة مشاكل تشمل الإرهاب والنزاع العربي الإسرائيلي». ولوحظ أن معظم المجلات اختارت الصورة الرئيسية لمسلمين يستمعون إلى الخطاب، حيث اختارت «واشنطن بوست» أسرة هندية تتكون من 11 شخصا يستمعون إلى الخطاب من قناة تلفزيونية، في حين اختارت «نيويورك تايمز» صورة فلسطيني يجلس على كرسي في صالون حلاقة وهو يتابع الخطاب عبر شاشة تلفزيون في مدينة القدس.

الصحافة الباكستانية

* أظهرت وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة داخل باكستان خطاب أوباما من القاهرة بصورة إيجابية. وأكدت معظم الصحف الباكستانية في تغطيتها للخطاب على فكرة أن الرئيس الأميركي مدّ يده لإقامة صداقة مع العالم الإسلامي. غير أن بعض الصحف أعربت عن أسفها لعدم تطرق أوباما إلى قضية كشمير.

وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت في عناوينها الرئيسة أمس تصريحا سابقا لأوباما حثّ فيه الحكومة الهندية على بذل مساع حثيثة لحل النزاع الكشميري مع باكستان.

وقال عنوان رئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة ناطقة باللغة الأردية: «في الواقع، من الغريب أن لا يذكر الرئيس أوباما كلمة واحدة عن قضية كشمير خلال خطابه». ورجع معظم الصحف ذلك إلى فشل السياسة الخارجية الباكستانية. وكانت العناوين الرئيسية داخل الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية البارزة تتناول تأكيد الرئيس أوباما على أن الإسلام والولايات المتحدة يجب أن لا يتنافسا، بل يجب أن يشكلا جبهة مشتركة ضد التطرف. وعلى الجانب الآخر أشارت معظم الصحف الناطقة باللغة الأردية إلى أن الرئيس أوباما أقر بأن الحرب في أفغانستان ليست حربا سهلة. وأشارت أيضا إلى إعرابه عن الرغبة في سحب القوات من أفغانستان والعراق. وأكدت معظم الصحف في مقالاتها الافتتاحية أنه «لا يمكن لخطاب واحد أن يمحو أعواما من عدم الثقة»، ومع ذلك قالت إنه على الأقل كان الخطاب دليلا آخر على أن الولايات المتحدة تترك وراء ظهرها الحدة التي اتسمت بها «أعوام (الرئيس السابق جورج) بوش» حسبما قالت صحيفة «الفجر» اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية.

الصحافة الهندية

* استحوذ خطاب أوباما الذي ألقاه من داخل جامعة القاهرة على اهتمام وسائل الإعلام في شبه القارة الهندية، التي يعيش فيه أكثر من 500 مليون مسلم، بالأساس داخل الهند وباكستان وبنغلاديش.

وغطت القنوات التلفزيونية طوال اليوم لردود الأفعال على الخطاب، بينما قامت وسائل الإعلام بنشر تغطية للخطاب على صفحاتها الأولى.

وكان العنوان الرئيسي في «هندستان تايمز»، الصحيفة الهندية الواسعة الانتشار: «أوباما يمدّ يده للمسلمين»، فيما كان العنوان الرئيسي في صحيفة «تايمز أوف إنديا»: «أوباما يعرض على المسلمين بداية جديدة».

وكان العنوان الرئيسي في صحيفة «ذي دالي ستار» البنغلاديشية يقول: «أوباما يمد يده للمسلين» وكان هناك عنوان جانبي لإشارة أوباما إلى قيادة المرأة في بلد مثل بنغلاديش.

وفي مقالها الافتتاحي قالت صحيفة «ذي تايمز أوف إنديا» إن أوباما عرض تغييرا يبعث السرور عن سياسات بوش «المعادية للإسلام» التي تسببت في فُرقة بين المسلمين وباقي العالم. إنها بداية جديدة، وقد بعث كلماته رسالة إيجابية إلى العالم بأسره وإلى أميركا. ولكن، سنرى كيف تترجم هذه الكلمات إلى أفعال.

وكتبت «آشين أيج»: «سوف يعلم ما إذا كان أوباما سوف يتبع كلامه الجيد بأفعال جيدة. ومع ذلك، فإنه يدعو القيادات الدينية كافة لكتابة ملاحظات على خطاب أوباما ودعمه».

وقال المقال الافتتاحي: «هذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس أميركي المسلمين من مدينة في العالم الإسلامي لا من البيت الأبيض. يجب أن نتصرف جميعا بصورة إيجابية تجاه الجهد الذي قام به».

وأثنت صحيفة «إنديان إكسبريس» على خطاب أوباما، ولكنها أشارت إلى أنه لا توجد إشارة إلى الهند في خطاب أوباما. «يوجد بالهند أكبر عدد من المسلمين في العالم بعد إندونيسيا، وكان من المفاجئ أن تجاهل المسلمين الهنود كلية. العمل العسكري ليس هو الحل، وتحتاج هذه العقلية بالكامل إلى تغيير». وقالت صحيفة «ذي ناشين» الباكستانية إن خطاب أوباما كان مختلفا في الأفكار والكلمات والنبرة عما كان يُدلي به الرئيس بوش في المعتاد.