الشيخ شريف متهما معارضيه بالجهل: لا يعرفون معنى آية واحدة في القرآن

مبعوث الجامعة لـ«الشرق الأوسط»: مقديشو تحولت إلى كانتونات يتقاسم السيطرة عليها القوات الحكومية والمتمردون

نازحة صومالية تحمل متاعها هربا من المعارك في مقديشو أمس (رويترز)
TT

قال السفير إبراهيم الشويمى مبعوث الجامعة العربية لدى الصومال لـ«الشرق الأوسط» إن العاصمة الصومالية مقديشو تحولت إلى ما يشبه الكانتونات التي تتنازع القوات الحكومية وقوات المتمردين الإسلاميين المناوئة لها للسيطرة عليها.

ولفت الشويمى في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقديشو، إلى أن المدينة لا تزال تشهد عمليات كر وفر متبادلة بين الطرفين المتناحرين دون أن يملك أحدهما القدرة العسكرية على حسم الأمور لصالحه نهائيا، مشيرا إلى أن «هذا الوضع قد يستمر لفترة طويلة، ما يعنى احتمال اندلاع المزيد من المعارك الدامية بين الجانبين».

وأكد الشويمي على استمرار الجهود المكثفة التي تقوم بها الجامعة العربية لإقناع كافة أطراف الأزمة الصومالية بالقبول بالمفاوضات والحوار بديلا عن اشتعال المعارك مجددا لتفادى سقوط المزيد من القتلى والجرحى المدنيين العزل.

واعتبر الشويمي أن الوضع الراهن في العاصمة مقديشو مرشح للتدهور في أي وقت مع استعداد الفريقين المتناحرين لخوض جولات جديدة من الصراع الدامي بينهما، لافتا إلى أن القوات الحكومية الموالية للرئيس الصومالي الشيخ شريف باتت في وضع أفضل عسكريا بعد إعادة تنظيم صفوفها وتحديد مهام عناصر المحاكم الإسلامية التابعة لها.

وأضاف: «محاولات الحكومة مستمرة للسيطرة على مواقع خاضعة لحركة الشباب والحزب الإسلامي جنوب العاصمة مقديشو، لكن عمليات الكر والفر وتبادل السيطرة على المواقع الرئيسية في المدينة لاتزال مستمرة». وقال: « كل يوم هناك قتال، أحينا تسمع أصوات مدافع الهاون والرشاشات، الوضع سيطول، القوة ليست متعادلة، الأمر شبيه بما كان عليه الحال أيام أمراء الحرب، إذا سيطرت الحكومة على موقع استرده المتمردون قبل أن يفقدوه وهكذا العملية دواليك».

وتبادل أمس قادة الحزب الاسلامي الذي تخوض تحت لوائه أربعة حركات مسلحة متشددة قتالا شرسا للإطاحة بالسلطة الانتقالية مع الشيخ شريف اتهامات عنيفة بعدما قال «شريف» إن «95 في المائة منهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام».

وتعهد شريف خلال لقاء عقده بمقره الرئاسي في العاصمة الصومالية مع جماعة أهل السنة والجماعة الصوفية باستمرار الحرب ضد المعارضة التي اتهمها بسفك الدماء المحرمة. وقال «من مسؤوليتنا كحكومة أن نفي بواجباتنا والتزاماتنا. لن نبقى مكتوفي الأيدي وسندافع عن سيادتنا، سنقاتل حتى الموت وحتى إرساء السلام».

وأضاف «إنهم (المتمردين) يقطعون رؤوس الناس باسم الإسلام وينهبون ممتلكاتهم.. أي نوع من المسلمين هذه المعارضة، 95 في المائة منهم لا يعرفون كيف يهتدون لمعنى آية واحدة في القرآن».

لكن مسؤولا رفيع المستوى في الحزب الإسلامي الذي يترأسه الزعيم المتشدد الشيخ حسن طاهر أويس المرشد الروحي السابق للشيخ شريف، اتهمه في المقابل بالجهل والخيانة. وقال المسؤول الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مكان غير معلوم داخل مقديشو، «لقد أصبح الرجل(الشيخ شريف) ألعوبة في أيدي أعداء الصومال، بعدما تنصل للمقاومة وخان أهدافها ومبادئها».

وتعهد المسؤول الإسلامي بالإطاحة بالشيخ شريف الذي تولى منصبه في شهر يناير(كانون ثاني) الماضي ويحظى بدعم المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال الدبلوماسي الموريتاني أحمد ولد عبد الله.

إلى ذلك، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شارمارك لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته على علم بتسلل عناصر من الجيش الأثيوبي إلى الأراضي الصومالية بهدف تقييم الوضع العسكري والأمني في البلاد، لكنه أكد في المقابل أن هذا الاستطلاع لا يعنى أن القوات الإثيوبية قد تغزو الصومال على النحو الذي فعلته نهاية عام 2006 للإطاحة بتنظيم المحاكم الإسلامية الذي كان مسيطرا آنذاك على مقاليد الأمور في مقديشو.

وكان وزير الإعلام الإثيوبي بريكت سيمون قد أقر في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بأن جيش بلاده يقوم بما وصفه بمهمات استطلاعية« في الأراضي الصومالية. لكنه نفى تخطيط بلاده لغزو الصومال مجددا وقال «لسنا ننوي العودة إلى الصومال بل نبقى عند حدودنا ونتابع الوضع بانتباه. لم ندخل إلى الصومال».

وفي أول تأكيد من أديس أبابا لإرسالها أفراد استطلاع مجددا إلى الصومال قال «عندما يكون هناك تهديد يمكنك إرسال بعض أفراد الاستطلاع هنا وهناك. وأضاف «بعدما شن الشباب وبعض مهمشي العالم في الصومال هجوما مقتضبا لاحظنا أن الحكومة الصومالية قادرة على كبح حركة الشباب في وسط البلاد».

وكان شارمارك رئيس الحكومة الانتقالية الصومالية قد ناشد المجتمع الدولي التدخل العاجل وتقديم المساعدة لدحر المتمردين الإسلاميين المناوئين لها الذين يسعون عبر الاستعانة بمقاتلين أجانب من خارج البلاد للإطاحة بها والسيطرة على مقاليد الأمور في العاصمة الصومالية مقديشو.

وأعلن شارمارك عقب اجتماعه أمس الأول مع وزير الخارجية الكيني موسيس ويانجولا في العاصمة الكينية نيروبي إن حكومته تحقق انتصارا في الحرب الدائرة بالمدينة وأنها استعادت أجزاء رئيسية فيها كانت خاضعة لسيطرة المتمردين. وأضاف في تصريحات تلقت «الشرق الأوسط» نصها عبر مكتبه «إننا سنسيطر قريبا على الكثير من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات المتمردين وسنستعيد قريبا السيطرة الكاملة على مقديشو، ولكننا نصر على ضرورة مساعدة الحكومة الصومالية لقتال ميليشيات الشباب».

واعتبر أن حكومته في حاجة ملحة للحصول على مساعدات لوجستية ومالية وعسكرية لكي تتمكن من سحق المتمردين، مطالبا دول الجوار الجغرافي للصومال في منطقة القرن الأفريقي،، بالتنفيذ العاجل للقرارات التي تم التوصل إليها في أديس أبابا خلال الشهر الماضي بشأن فرض حصار على بعض المطارات والموانئ لمنع الإسلاميين من الحصول على الأسلحة والحيلولة دون تسلل أو دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي الصومالية.

وفي محاولة لتعزيز قدرات الحكومة الصومالية في مواجهة المتمردين الإسلاميين المناوئين لها الذين يسعون للإطاحة بسلطة الرئيس الانتقالي الشيخ شريف شيخ أحمد أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى الصومال«الشرق الأوسط» أن اجتماعا دام يومين انتهى أمس في العاصمة الأميركية واشنطن لكبار الضباط السابقين في الجيش الصومالي لبحث كيفية دعم حكومة الشيخ شريف.