ممثل السيستاني يدعو إلى الهدوء في معالجة الأزمة العراقية ـ الكويتية

الكربلائي ناشد الكويت تفهم الأوضاع الإنسانية والسياسية في العراق

سنة وشيعة يحضرون صلاة الجمعة في مرقد الإمام الحسين في كربلاء أمس (رويترز)
TT

دعا ممثل للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني أمس إلى اعتماد الحوار الهادئ والابتعاد عن التصعيد في معالجة الأزمة بين العراق والكويت. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة في مرقد الإمام الحسين وسط كربلاء (جنوب بغداد) أمام مئات المصلين «ندعو إلى اعتماد لغة الحوار والتفاهم بين المسؤولين العراقيين والكويتين والابتعاد عن لغة التصعيد الإعلامي (التي) تشنج الأجواء». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، دعا الكربلائي المسؤولين العراقيين والكويتيين إلى «الابتعاد عن استخدام الساحة الإعلامية للصراع والتصعيد بين الطرفين لأن ذلك لا يخدم البلدين الشقيقين».

وتصاعد السجال الكويتي العراقي الأيام الماضية إثر مطالبة نواب كويتيين بسحب سفير بلادهم من العراق احتجاجا على مطالبة نظرائهم العراقيين بتعويضات من الكويت بسبب سماحها باجتياح العراق، وعلى دعوتهم لوقف دفع التعويضات للكويت. وطالب نواب عراقيون الاثنين الكويت بدفع تعويضات إلى العراق لسماحها لقوات أجنبية بغزو بلادهم عام 2003، وذلك في رد على تصريحات لمسؤول كويتي طالب فيها العراق بتطبيق جميع التزاماته الدولية لا سيما لجهة دفع التعويضات للكويت، قبل رفع العقوبات المفروضة عليه منذ غزو الكويت عام 1990.

وأكد الكربلائي أن البلدين «بأمس الحاجة بعد تلك السنين (...) إلى اعتماد لغة الحوار والتفاهم وإن طالت مدة من الزمن». وناشد الكربلائي أعضاء مجلس النواب العراقي ومجلس الأمة الكويتي «تجنب التصريحات التي تؤزم الأوضاع وتشنجها واعتماد رد الفعل الهادئ والعقلاني بعيدا عن لغة الاستفزاز». كما ناشد الكربلائي «الأشقاء في دولة الكويت تفهم الأوضاع الإنسانية والسياسية في العراق الجديد القائم على رغبة جميع الأطراف الدينية والسياسية والشعبية لبناء علاقات مودة ومحبة وسلام مع جميع الدول». وأكد ضرورة «الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تأزيم وتعقيد الأوضاع مع دول جميع الأطراف خصوصا دول الجوار».

وكانت الكويت عينت سفيرا لها في بغداد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمرة الأولى منذ الغزو العراقي للكويت. ودفع العراق أكثر من 13 مليار دولار كتعويضات للكويت وما يزال يتعين عليه أن يدفع أكثر من 25 مليار دولار فضلا عن ديون مستحقة للكويت تقدر بـ16 مليار دولار. وطالب العراق مرارا منذ سقوط نظام صدام حسين، الدول الأجنبية والكويت خصوصا بشطب عشرات مليارات الدولارت المستحقة عليه، أو بتخفيضها بشكل ملحوظ على الأقل.

ويأتي السجال في وقت يستعد مجلس الأمن الدولي لمراجعة الحالة بين العراق والكويت والتي تضع بغداد تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية، وتتطلب تطبيق التزامات عراقية لمصلحة الكويت، نتيجة لغزوه الكويت عام 1990، أبرزها معالجة ملفي الحدود والمفقودين والأسرى، إلى جانب مطالبة الكويت بغداد بإرجاع الأرشيف الرسمي للدولة، وتسليم بقية التعويضات المستحقة للأضرار التي تعرضت لها بيئيا. وتصر الكويت على وفاء العراق بالتزاماته هذه قبل رفع العقوبات عنه وإخراجه من تحت طائلة الفصل السابع.

وفي النجف رفض صدر الدين القبانجي، إمام الجمعة، المنهج التصعيدي بين العراق والكويت، واعتبر انه يؤدي إلى «إضعاف الصداقة بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين».

وثمن القبانجي وقوف الكويت مع التجربة العراقية الجديدة، ودعا إلى عدم نبش الماضي وعدم تأزيم العلاقات وتوتيرها، وقال: «العراق يحتاج إلى محبة الشعوب العربية والإسلامية، وندعو إلى التأكيد على الصداقة وعوامل المحبة بين العراق ومختلف الدول العربية والإسلامية ومنها الكويت باعتبارها دولة جارة».