أوباما في باريس: التقدم في الشرق الأوسط يعني بدء مفاوضات جادة قبل نهاية العام

الرئيس الأميركي يدعو الدول العربية للمساهمة بالحل سياسيا واقتصاديا

(من اليسار) الرئيس الاميركي باراك أوباما وولي العهد البريطاني الامير تشارلز ورئيس الحكومة البريطاني غوردن براون ونظيره الكندي ستيفن هاربر والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في طريقهم للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الخامسة والستين لمعارك النورماندي التي حسمت الحرب العالمية الثانية لمصلحة الحلفاء (أ ب)
TT

شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستضيفه الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي عقب لقائهما في باريس أمس، على وحدة الرأي والموقف في ما يخص ملفي الشرق الأوسط والنووي الإيراني. وأوضح أوباما ما عناه في خطابه في القاهرة لجهة حصول تقدم في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي قبل نهاية العام الجاري. وقال أوباما «التقدم يعني أن تتخذ كل الأطراف المعنية، بدعم ليس فقط من الولايات المتحدة وفرنسا، بل من الدول العربية، خطوات بناءة باتجاه تطبيق الحل القائم على دولتين». ودعا إلى تجاوز الجمود الحالي و«بدء مفاوضات جادة» قبل نهاية العام الجاري من أجل الوصل إلى حل الدولتين وإلى اعتراف الإسرائيليين والفلسطينيين بأن مصيرهما «مرتبط ببعضهما البعض». وجدد أوباما الدعوة للفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ التزاماتهم، مشيرا بشكل خاص إلى وقف الاستيطان وضرورة محاربة العنف من الجانب الفلسطيني. وبينما أكد أوباما توجه مبعوثه الخاص جورج ميتشل إلى المنطقة غدا، فقد سعى إلى شراء الوقت بقوله إنه «لا يمكن أن تحل مشكلة عمرها 60 عاما بين ليلة وضحاها» مطالبا بالصبر والعمل الدؤوب. لكن الإشارة اللافتة في كلامه قوله «لا يعود إليّ أن أفرض الحل على الجانبين، بل عملي يقوم على مساعدتهما» على الوصول إليه. ولم ينس أوباما الدول العربية التي دعاها إلى الانخراط في مسار البحث عن حل وإلى «أن تكون جزءا من العملية السلمية... ليس فقط لأنها مهمة سياسيا بل لأنها مهمة اقتصاديا أيضا». وسبق لأوباما أن كشف جزئيا عما يعنيه بذلك، مشيرا إلى إقامة علاقات تجارية ودبلوماسية مع إسرائيل وفتح الأجواء وخلافه، وهو ما يمكن إدراجه، كما تقول مصادر فرنسية، تحت باب تشجيع إسرائيل على المضي على درب السلام. ووعد أوباما بتكريس «أكبر قدر ممكن من الطاقة للعملية السلمية» في الشرق الأوسط. وحظي الملف الإيراني بكثير من الاهتمام خصوصا بعد الاجتماع الذي حصل الأربعاء الماضي بين ساركوزي ووزير خارجية إيران، منوشهر متقي، في قصر الإليزيه. وقال الرئيس الفرنسي إنه أبلغ متقي رسالة من ثلاث نقاط: ضرورة تلقف يد الرئيس الأميركي الممدودة باتجاه إيران من أجل حوار مباشر وطلب تحديد تاريخ للاجتماع الموعود بين مجموعة الست (الخمس دائمة العضوية وألمانيا) وهو ما شكل موضوع الرسالة التي بعث بها الممثل الأعلى للدبلوماسية الأوروبية، خافيير سولانا، للقادة الإيرانيين قبل عدة أسابيع ولكنها بقيت حتى الآن من غير رد، وأخيرا دعوة إيران إلى إخضاع جميع إنشاءاتها النووية للتفتيش إذا كانت حقيقة تملك برنامجا نوويا سلميا فقط. وشدد ساركوزي على «وحدة الرأي والموقف» حول إيران وعلى أن البلدين «يعملان يدا بيد».

أما الرئيس الأميركي فقد أوجز سياسته إزاء إيران بالقول إنه يدعوها إلى الحوار المباشر من جهة ويتمسك معها، من جهة أخرى، بدبلوماسية متشددة. وحذر أوباما، الذي رفض المقارنة بين إيران وكوريا الشمالية، من أن تحول إيران إلى قوة نووية «لن يكون فقط عاملا يهدد الاستقرار في المنطقة ولإسرائيل، بل للعالم أجمع، ونحن لا يمكن أن نسمح بهذا الخطر». وذهب إلى حد اعتبار حصول إيران على السلاح النووي خطرا عليها. وتساءل أوباما «يقول الإيرانيون إنهم لا يريدون النووي العسكري.. هذا عظيم ولكن هل نستطيع تصديقهم»؟ وذكّر بجملة كان يرددها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان بخصوص الروس وهي تقول: «ثق ولكن تحقق». وذهب أوباما إلى القول إنه لا يمكن مطالبة الآخرين بالامتناع عن البحث عن السلاح النووي بينما الآخرون يحتفظون بترساناتهم النووية، مذكرا بأنه يريد الوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية. غير أنه سارع إلى القول إن هذا الهدف «لن يتحقق في حياتنا».