خطاب أوباما يثير قلق أنصار إسرائيل في أميركا

مسؤولو البيت الأبيض سعوا لامتصاص ردود فعل المتخوفين

TT

جددت الصيغة الجديدة التي طرحها الرئيس أوباما بشأن الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، إلى جانب موقفه الصارم الجديد من المستوطنات في الضفة الغربية، المخاوف في أوساط عدد من المنظمات اليهودية الأميركية. ويسود الانطباع أن أوباما يبدو أقل تأييدا لإسرائيل بصورة رئيسية عن سابقيه. في هذا الصدد، قال عضو مجلس النواب، غاري إل. أكرمان، عن الحزب الديمقراطي في نيويورك، إن «الرئيس يسير على النهج الصحيح تماما. وبالقطع هو محق في أن توسع المستوطنات لا يساعد، بل يضر بعملية السلام». وأثنت عضو مجلس النواب، نيتا إم. لوي، عن الحزب الديمقراطي في نيويورك، على خطاب أوباما يوم الخميس في القاهرة، الذي أعرب خلاله عن تعاطفه إزاء «مظاهر الإذلال اليومي» التي يتعرض لها الفلسطينيون. وأضافت لوي: «يجب أن يأتي الاعتراف بالحقائق التاريخية والكرامة والحقوق والفرص التي يستحقها كافة الناس في قلب مساعينا لتحقيق الاستقرار والأمن». وما زال من المبكر الحكم ما إذا كان أوباما بإمكانه الاستمرار في الاعتماد على هذا التأييد من جانب أعضاء الكونغرس الموالين لإسرائيل.

وانطلاقا من إدراكهم لما قد يثيره خطاب القاهرة من قلق في أوساط يهود أميركا، عقد كبار مسؤولي البيت الأبيض مؤتمرا عبر الهاتف مساء يوم الأربعاء الماضي من العاصمة السعودية، الرياض، مع عشرات من قياداتهم، بهدف إطلاعهم على مجمل رسالة الرئيس ومحاولة الفوز بدعمهم. ومع ذلك، يتضح أنه يتعين على أوباما بذل المزيد من الجهود لطمأنة اليهود عندما يعود إلى واشنطن.

وكانت «المنظمة الصهيونية الأميركية» قد أصدرت بيانا أول من أمس وصفت فيه الخطاب بأنه «شديد التحيز» ضد إسرائيل. وأكد البيان الصادر عن رئيس المنظمة، مورتون إيه. كلين، أن تعليقات أوباما «ربما تشكل مؤشرا على بداية التخلي عن التحالف الاستراتيجي الأميركي مع إسرائيل». ورغم أن أوباما اختار تجنب زيارة إسرائيل خلال جولته، فقد أعلن عن إرسال مبعوثه إلى الشرق الأوسط، جورج جيه. ميتشل، إلى المنطقة الأسبوع المقبل، في مؤشر على عزمه متابعة خطاب القاهرة بإجراءات عملية سريعة. ومع ذلك، تبقى بعض المخاوف. في لقاء أجري معه يوم الجمعة، أعرب عضو مجلس النواب، أكرمان، عن اعتقاده بأن أوباما بحاجة لتوضيح ما كان يعنيه، بتجميد المستوطنات، وهي دعوة تركت توترا بالغا في نفوس المسؤولين الإسرائيليين. من جهته، قالت كلينتون الأسبوع الماضي، إن التجميد يعني عدم قبول «استثناءات للنمو الطبيعي»، مما دفع بعض المسؤولين الإسرائيليين للقول إن إدارة أوباما تخبر المستوطنين، فعليا، بأن عليهم التوقف عن الإنجاب. ويرى بعض الخبراء المعنيين بالشرق الأوسط أن «النمو الطبيعي» ينطبق على البناء الفعلي لوحدات إضافية داخل الحدود القائمة للمستوطنات. إلا أن الإحصاءات تشير إلى أن معدل النمو السنوي بين المستوطنين يبلغ 5.6%، مما يفوق بكثير المتوسط الإسرائيلي البالغ 1.8%. واشتكى الفلسطينيون من أنه حتى النمو الطبيعي لا يمكنه تبرير هذا التباين. من جهته، أبدى السيناتور جون كيري، عضو الحزب الديمقراطي في ماساتشوسيتس، تأييده لأوباما في تعامله مع قضية المستوطنات. وحث كيري الفلسطينيين على الضرب بيد من حديد على الإرهاب، ودعا الدول العربية إلى التقارب مع إسرائيل. وأضاف: «يجب على إسرائيل هي الأخرى اتخاذ خطوات صعبة، وكصديقة لإسرائيل، يجب أن تتحدث الولايات المتحدة بصوت واحد عن أهمية هذه الخطوات». وتابع القول «أتفق مع الرئيس أوباما حول أن النشاط الاستيطاني لإسرائيل يقوض جهود تحقيق السلام، وأن هذه المستوطنات يجب أن يتوقف بناؤها».

* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»