السلطة تخشى انتقال المواجهات الى مدن أخرى.. وفتح تتهم حماس باعتقال كوادرها في غزة

المتحدث باسم الشرطة لـ «الشرق الأوسط» : لدينا المعلومات ونحن مستعدون لهم

سيدة فلسطينية تشارك في تظاهرة في مدينة غزة، احتجاجا على المواجهات التي وقعت في قلقيليلة بين السلطة وحماس، امس (ا. ب)
TT

عبرت مصادر في السلطة الفلسطينية عن مخاوفها من أن تنقل حركة حماس المواجهات العسكرية التي وقعت في قلقيلية شمالي الضفة الغربية في الأسبوع الماضي، وخلفت عشرة قتلى، إلى مدن أخرى، لا سيما الخليل في الجنوب التي تعتبر أحد معاقل حماس.

وفي الوقت الذي اتهمت فيه حركة فتح أجهزة أمن حماس في قطاع غزة، باعتقال كوادرها، قالت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية إن أجهزتها الأمنية اعتقلت أخيرا بعض الأشخاص. وحسب قولها، فإن حكومة سلام فياض في رام الله، كلفتهم «بجمع معلومات عن قيادات سياسية وبيوت مقاومين وإرسالها لرام الله لنقلها بعد ذلك لتل أبيب».

وقال العميد عدنان الضميري، المتحدث باسم أجهزة الشرطة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن لدى الأجهزة الأمنية معلومات مؤكدة أن حماس تسعى إما للقيام بانقلاب في الضفة الغربية أو على الأقل إثارة القلاقل والانفلات الأمني. وأضاف العميد الضميري «وهذا يتطلب منا الحذر.. ونحن لن ننتظر حتى يتكرر انقلاب غزة الدموي، لذا فإننا جاهزون ومستعدون لمواجهة أي عمل».

واعتبر العميد الضميري أن حماس لم تتوقف عن التحريض والدعوة إلى تنفيذ انقلاب في الضفة. وضرب مثلا على ذلك بما قاله نزار الريان، أحد قادة حماس، الذي قتل في الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد سيطرة حماس على غزة «سنصلي قريبا في المقاطعة برام الله مقر الرئاسة الفلسطينية» وكذلك دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، لانتفاضة في الضفة.

لكن العميد الضميري قال إن من الخطأ الاعتماد في المعلومات على وسائل الإعلام الإسرائيلية كما تفعل حماس، حسب قوله. وقال إن ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية يصب في مصلحة إسرائيل وأجهزة مخابراتها، وظهر ذلك في أكثر من مجال. وهو بذلك يشير إلى تقرير نشره موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أمس، جاء فيه، نقلا عن مصادر أمنية فلسطينية لم يسمها، أن السلطة تخشى من مواجهات مسلحة مع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في الخليل التي تحظى فيها بتأييد شعبي كبير انعكس في فوزها بكامل المقاعد البرلمانية المخصصة للمحافظة في الانتخابات الأخيرة.

وحسب المصادر فإن السلطة بدأت في مدينة الخليل بحملة تمهيد لمنع إعادة بناء البنى التحتية لحركة حماس في المدينة. ووفقا للمصادر فإن محافظ المدينة، بدأ في الأيام الماضية بإجراء لقاءات مع كبار ومخاتير الحمولات والعائلات الكبيرة في المدينة ليطالبهم بعدم التدخل في حالة وقوع مواجهات مسلحة بين عناصر الأمن الفلسطيني وحماس. وأن المحافظ حذر من مغبة العواقب التي سيتحملونها في حالة تدخل العائلات في حالة وقوع الصدام.

ووفقا للمصدر الأمني فإن السلطة الفلسطينية تفعل كل شيء لكي تستوعب العائلات في الخليل التي تؤيد حماس بشكل كبير، بتأكيدها أن ما ستقوم به السلطة في المدينة الغرض منه فقط القضاء على الفوضى وخاصة من أجل منع حماس من إعادة بناء البنى التحتية العسكرية لها داخل المدينة.

وأكدت مصادر مقربة من حماس في طولكرم لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية فعلا تطارد في هذه الأيام خلايا لكتائب القسام في مدينة طولكرم التي انطلق منها العديد من منفذي العمليات التفجيرية.

إلى ذلك اتهمت وزارة الداخلية المقالة في غزة، حكومة فياض بالتعاون مع إسرائيل في إقامة «بنك معلومات» جديد للاستناد إليه في أي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل مستقبلا في قطاع غزة. وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الأشخاص الذين اعتقلوا كلفوا بنشر الشائعات والفوضى والقيام باعتداءات وزرع الذعر في نفوس المواطنين وتقليص حجم شعور المواطنين الفلسطينيين بالأمن الشخصي. وقال البيان «تمت مضاعفة التحريات والبحث وتزايدت التحركات لجمع المعلومات والتحقيقات.. بشكل هادئ ومنهجي وقانوني.. وأسفر عن اكتشاف خيوط جرائم جديدة تنوي القيام بها مجموعات منحرفة ومجرمة». وأضاف أن هذه المجموعات «باعت نفسها للمال وللإغراءات من قبيل جمع معلومات عن قيادات سياسية وبيوت مجاهدين وتوريدها لحكومة فياض والمقاطعة لتصل لأسيادهم في تل أبيب الذين يجمعون ما بات يسمى بنك معلومات جديدة. كذلك نشر الشائعات والفوضى والقيام باعتداءات». وتعهدت الوزارة في البيان بوضع الرأي العام الفلسطيني في صورة كل التفاصيل في حال الانتهاء من التحقيق مع المعتقلين.

وفي رام الله اتهم متحدث باسم فتح أجهزة أمن حماس بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر الحركة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فهمي الزعارير القول إن «حماس تعاني من أزمة داخلية في غزة، وتحاول تصدير أزمتها إلى الضفة الغربية وتقديم دعم معنوي إلى أعضائها في الضفة الغربية من خلال هذه الاعتقالات». ولم يعط الزعارير أرقاما محددة عن عدد المعتقلين، إلا أنه أشار إلى أن «أكثر من مائة من كوادر الحركة باتوا منذ الليلة (قبل) الماضية ملاحقين من قبل حماس، وتم اعتقال العشرات منهم». وقالت مصادر في فتح طلبت عدم ذكر اسمها في غزة، إن «اعتقالات واستدعاءات طالت عشرات من عناصر وكوادر الحركة في قطاع غزة».