الصومال: الحزب الإسلامي ينفي إصابة زعيمه أويس خلال اشتباكات قرب حدود إثيوبيا

القراصنة يتسلمون فدية عبر حوالة.. ويطلقون سراح زورق قطر نيجيري بعد احتجاز دام 10 أشهر

صومالية تنتظر لتسجيل اسمها في احد معسكرات اللاجئين التي اقامتها الامم المتحدة في دادآب شمال شرقي كينيا (رويترز)
TT

نفت مصادر في المعارضة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» ما تردد أمس عن إصابة الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي، الذي يقود قوات المعارضة المناوئة للرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد، والشيخ حسن تركي المحسوب على حركة الشباب المتشددة، في المعارك العنيفة التي اندلعت أول من أمس بين قوات الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهة، وميلشيات جماعة أهل السنة والجماعة الصوفية المدعومة من القوات الحكومية من جهة أخرى، في المناطق القريبة من الحدود الصومالية الإثيوبية.

وقال الدكتور إيمان أبو بكر عمر الرئيس السابق للحزب الإسلامي وأحد المقربين من أويس، لـ«الشرق الأوسط»، إن خبر إصابة الشيخين أويس وتركي مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أنهما بخير ويمارسان عملهما المعتاد في قيادة المعارضة التي تسعى للإطاحة بالسلطة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف.

من جهته قال محمد شيخ علي السكرتير الخاص للشيخ أويس لـ«الشرق الأوسط»، إن الشيخ أويس سيعقد صباح اليوم مؤتمرا صحافيا في العاصمة الصومالية مقديشيو للرد على شائعة تعرضه للإصابة خلال المعارك الدامية التي شهدتها مناطق وسط وجنوب الصومال على مدى اليومين الماضيين. وأضاف: «سيعقد مؤتمر تحضره مختلف وسائل الإعلام المحلية لكي يرى الجميع أن الشيخ على ما يرام وأن قصة إصابته مختلقة وكاذبة»، مؤكدا أن الخبر زائف ومزور وبعيد كل البعد عن الصحة، مؤكدا أن كلا من الشيخ أويس والشيخ حسن تركي الآن بصحة وعافية ولم يصابا بأي أذى. وكانت تقارير غير مؤكدة من مصادر صومالية شبه رسمية قد زعمت أن أويس وتركي تعرضا لإصابة بالغة خلال المواجهات التي جرت أول من أمس بين قوات المعارضة وميلشيات جماعة أهل السنة والجماعة المدعومة بقوات حكومية في قرية واهبو بإقليم جلجدود وسط الصومال، وعلى مقربة من الحدود الإثيوبية.

وأسفرت المواجهات بين المتناحرين للسيطرة على المنطقة عن مصرع نحو 64 شخصا، وجرح ضعف هذا العدد، معظمهم من المدنيين العزل، وفقا لما أكدته مصادر محلية في قرية واهبو لـ«الشرق الأوسط» أمس هاتفيا.

ورغم ادعاء الطرفين تحقيقهما انتصارات حاسمة ضد الطرف الآخر، فإن نفس المصادر أكدت أنه لم يتمكن أي من الطرفين من حسم الموقف العسكري لصالحه على الأرض، فيما هرب سكان المنطقة إلى الغابات المحيطة لتفادي التعرض للمزيد من الخسائر.

وانتشرت جثث القتلى في شوارع قرية واهبو وعلى تخومها، بينما تقول الحكومة الصومالية إن معارضيها من المتمردين الإسلاميين ما زالوا يتحصنون في القرية التي تقع على بعد نحو 400 كيلومتر شمال العاصمة الصومالية مقديشو قرب الحدود الإثيوبية.

يشار إلى أن الشيخ أويس الحليف السابق للرئيس الصومالي تولى بشكل مفاجئ الشهر الماضي رئاسة الحزب الإسلامي، الذي يضم أربع حركات إسلامية متشددة تسعى للإطاحة بالشيخ شريف. وتم إدراج اسم أويس على رأس قائمة تضم عشرات من الزعماء الإسلاميين الذين ينظر إليهم في الغرب والولايات المتحدة على أنهم متشددون ولديهم صلات بجماعات إرهابية في الخارج، خصوصا تنظيم القاعدة.

وشن المتمردون الإسلاميون في السابع من الشهر الماضي حملة عسكرية لا سابق لها في مقديشيو، مما أدى إلى حملة مضادة من الحكومة بهدف طردهم إلى خارج المدينة ووضع حد للهجمات شبه اليومية التي تتعرض لها القوات الحكومية، بالإضافة إلى قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

إلى ذلك، أكد برنامج مساعدة البحارة الذي يتخذ من العاصمة الكينية نيروبي مقرا له، لمتابعة أنشطة القراصنة قبالة السواحل الصومالية، إن القراصنة أفرجوا أمس عن زورق سحب نيجيري بعد أن احتجزوه، وأفراد طاقمه رهائن عشرة أشهر.

وأوضح البرنامج في بيان له أمس أن السفينة التي تحمل علم بنما وكانت تنقل شحنة من السيارات الفارهة وعلى متنها 11 بحارا، قد أبحرت خارج المياه الإقليمية للصومال بالفعل باتجاه اليمن بعدما تسلم القراصنة فدية مالية غير محددة عن طريق الحوالة، وهو النظام المتبع عادة في تحويل لأموال بصورة قانونية من خارج البلاد.

ولفت البرنامج إلى أن انتهاء أزمة هذا الزورق جاء نتيجة لتصاعد الضغوط التي مارسها أهالي المخطوفين والحكومة الكينية على الشركة المالكة للزورق، التي تعللت في السابق بعدم قدرتها على دفع أي فديات، قبل أن تتراجع وتدفع للقراصنة مبلغ 80 ألف دولار أميركي لتوفير المستلزمات المعيشية للمخطوفين.

وكانت اللفتنانت كارولين جيسين من حلف الأطلسي قد أعلنت أن قوات الحلف التي تحرس خليج عدن تلقت نبأ الإفراج عن الزورق «ام في يينيجوا» أوشين وأفراد طاقمه العشرة مساء الجمعة، قبالة بلدة كالولا الساحلية بشمال شرقي الصومال.

وتقول جماعات مراقبة أن البحارة النيجيريين احتجزوا لفترة أطول من أي أفراد أطقم آخرين احتجزهم القراصنة الصوماليون منذ أن بدأت موجة خطف السفن في منطقة القرن الأفريقي. واختطف زورق الإطفاء والسحب في الرابع من شهر أغسطس (آب) العام الماضي، في أثناء عودته إلى نيجيريا قادما من سنغافورة حيث جرى إصلاحه.

وقالت جيسين إن جنودا من مشاة البحرية من السفينة الحربية الهولندية دي تسيفين بروفنسيان صعدوا على متن الزورق النيجيري قبل فجر أمس, مشيرة إلى أن شخصا واحدا كان في حاجة إلى رعاية طبية ونُقل إلى السفينة الهولندية لتلقي العلاج.

ولا يزال القراصنة الذين يستغلون عدم وجود حكومة مركزية فاعلة في البلاد منذ عام 1991، لإرباك حركة التجارة الدولية في منطقة المحيط الهندي وخليج عدن، يحتجزون 14 سفينة أجنبية قبالة سواحل الصومال، وعلى متنها 206 بحّارين من جنسيات مختلفة، من بينهم 44 فلبينيا.