صنعاء: محاكمة خلية الحوثيين الـ9 تبدأ في بني حشيش والمتهمون يواجهون تهما بالإرهاب

مناوشات عسكرية في الشمال مع الحوثيين.. ومسيرات «رافضة» و«مؤيدة» للوحدة في الجنوب

كلام صورة؟؟؟
TT

مثل 12 شخصا من الحوثيين المتهمين من قبل النيابة العامة اليمنية بإحداث التمرد المسلح الذي وقع في مديرية بني حشيش القريبة من صنعاء العام الماضي، والذي أودى بحياة عدد من الجنود الحكوميين من قوات الجيش والأمن والمدنيين في هذه المديرية، أمام محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب بالمنطقة نفسها.

وتضمن قرار الاتهام ضد المجموعة التي تسمى بـ«خلية ال9 من الحوثيين»، الذي قدمه ممثل النيابة إلى هيئة محكمة البدايات المتخصصة بالنظر في قضايا وأحداث الإرهاب وأمن الدولة في اليمن، عددا من التهم، من بينها؛ تشكيل عصابة مسلحة، واقتراف أفعال تخريبية، وقتل عدد من أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن ومن المواطنين من النساء والأطفال. وتشير عريضة الاتهام، إلى أن أعضاء هذه الخلية جهزوا الوسائل التي تمكنهم من تنفيذ مقاصدهم في محاربة النظام السياسي القائم في اليمن من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وصواريخ ومتفجرات وجمع للأموال والنقود وبناء وحفر المتاريس في مديرية بني حشيش ودعم الحوثيين في محافظة صعدة من خلال جمع الأموال والتنسيق معهم، من أجل نقل الحرب من تلك المحافظة التي تبعد عن صنعاء بأكثر من 250 كيلومترا إلى مديرية بني حشيش التي تقع على مسافة نحو 40 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من صنعاء.

وقالت عريضة الدعوى الجزائية ضد هذه الخلية إن عددا من المتهمين سافروا من بني حشيش للوقوف إلى جانب الحوثيين في محافظة صعدة، حينما كشفت النيابة عند بداية النظر في التهم الموجهة إلى هذه الخلية التي تتكون من 12 شخصا أن عدد الذين نفذوا التمرد في هذه المديرية كان 1200. وأكدت النيابة تأثر المتهمين بفكر الحوثيين من خلال الملازم والأشرطة المدمجة التي وزعها على المتهمين عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين في صعدة، فضلا عن تأثرهم بالفكر الشيعي للثورة الإيرانية عبر الأفلام الدعائية والفكرية للثورة الإيرانية.

وبعد الانتهاء من قراءة الدعوى الجزائية من قبل النيابة العامة رفض المتهمون هذه المحكمة واعتبروها غير شرعية وغير دستورية مرددين الشعار المعروف عن الحوثيين بالموت لأميركا وإسرائيل والنصر للإسلام. وعلى صعيد ذي صلة، فقد قررت المحكمة ذاتها استكمال الإجراءات القضائية في محاكمة خلية الـ«3 من الحوثيين»، وحددت 3 من يوليو (تموز) المقبل موعدا للنطق بالحكم بحق هذه الخلية.

ويصل عدد من قدمتهم النيابة العامة أمام هذه المحكمة حتى الآن إلى 111 متهما، بينما يبلغ عدد المتهمين من مختلف الخلايا على ذمة الأحداث في بني حشيش 133 عنصرا، وينتظر أن يتم تقديم بقية المتهمين في غضون الأيام القليلة القادمة. وفيما تجري هذه المحاكمات، ارتفعت درجة التوتر والاتهامات بين الحكومة والحوثيين حول نشوب عدد من المواجهات بين الجانبين في بعض المديريات بمحافظة صعدة كان آخرها الاشتباكات والخروقات التي شهدتها مديرية ساقين من المحافظة ذاتها وسقوط العديد من الضحايا من الطرفين في هذه المجابهات.

يشار إلى أن المتهمين من قوام الخلية الـ«9 من الحوثيين» هم: محمد سعيد المزيجي 29 عاما، الأغربي محمد حاتم 21 عاما، حسين حميد الدين 23 عاما، أحمد حمود فعزة 31 عاما، عبد الرحمن الجولاني 34 عاما، عبد الله محمد الحوثي 25 عاما، عبد الله محمد الكبير 22 عاما، سام أحمد الهمداني 25 عاما، يحيى محمد ربيد 18عاما، سهيل صالح الأغربي 16 عاما، محمد الرديف 23 عاما، وإبراهيم المزيجي.

في هذه الأثناء تشهد محافظة صعدة توترا ملحوظا ومناوشات عسكرية واتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين الشيعة. وأفادت المصادر الواردة من صعدة بسقوط عدد من القتلى والجرحى في محاولة للحوثيين للاستيلاء على مواقع عسكرية، غير أن الآخيرين ينفون ذلك ويتهمون الجيش وبعض رجال القبائل باستهداف «المواطنين الآمنين». إلى ذلك شهدت عدة مدن وبلدات في محافظة لحج اليمنية أمس مظاهرات لآلاف الأشخاص من أنصار ما يسمى «الحراك الجنوبي السلمي» للمطالبة بإطلاق سراح عشرات المعتقلين في سجون السلطات اليمنية في صنعاء من عدن ولحج وغيرهما من المحافظات. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المتظاهرين رفعوا شعارات ولافتات وصورا «شطرية» تطالب بعودة قادة جنوبيين سابقين أمثال الرؤساء علي سالم البيض، علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس.

وأفادت مصادر محلية أن عددا غير قليل من المتظاهرين سقطوا جرحى بعد أن قامت قوات الأمن اليمنية بتفريق تلك المظاهرات التي كانت إحداها مسلحة في مدينة طور الباحة، حاضرة مناطق قبائل الصبيحة في محافظة لحج، وأخرى في منطقة المسيمير، في المحافظة ذاتها. وعلى الصعيد ذاته، أحيا الآلاف في محافظة الضالع الجنوبية ذكرى مقتل التاجر محمد ثابت الزبيدي على يد رجال الأمن في المحافظة. ومثلت الذكرى مناسبة جديدة للاستمرار في طرح القضايا التي يتبناها «الحراك الجنوبي»، مثل «فك الارتباط» بين شمال اليمن وجنوبه و«استعادة الدولة»، وهي الشعارات التي ترفعها الفعاليات السياسية كافة التي تشهدها المظاهرات والفعاليات التي تزايدت في الآونة الأخيرة في جنوب اليمن.

وفي مدينة حجة اليمنية تظاهر الآلاف من أنصار الحكومة تنديدا بما سموه «الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها عناصر خارجة عن النظام والقانون في بعض مديريات محافظة صعدة ومديريات بعض المحافظات الشرقية والجنوبية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة وإعاقة التنمية ونشر بذور الفتن والفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد». وندد المتظاهرون بـ«الدعوات المشبوهة التي تستهدف المساس بوحدة الوطن وإحياء النعرات والعصبيات». وفي بيان صادر عنهم، أكد المشاركون في المسيرة أن «أبناء محافظة حجة بكل فعالياتها الوطنية والاجتماعية والثقافية يحزنهم ويسوءهم تلك الممارسات التي تقوم بها شرذمة من العناصر المأجورة والخارجة عن الدستور والقانون، الهادفة الإضرار بالوطن ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد بعد أن تحقق له الخير ومنّ الله عليه بالوحدة المباركة والاستقرار»، بحسب البيان الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية.