الجيش الباكستاني: مقتل اثنين من مساعدي زعيم طالبان في كمين نصبه المسلحون

نائب مولانا صوفي محمد والمتحدث باسمه كانت تنقلهما قافلة عسكرية إلى سجن بيشاور > اعتداء انتحاري في وسط إسلام آباد يوقع قتيلا و3 جرحى

أمير عزت خان، المتحدث باسم مولانا صوفي محمد، يتحدث إلى الصحافيين في مينغورا عاصمة إقليم سوات قبل اعتقاله ومقتله في الكمين الذي نصبه المسلحون لقافلة عسكرية كانت تنقله مع متشددين آخرين إلى سجن بيشاور. (أ.ب)
TT

قتل مسلحو طالبان أمس اثنين من القيادات المهمة لحركة «تحريك نفاذ شريعة محمدية»، وهما من المعاونين المقربين لمولانا صوفي محمد، المحسوب أيضا على طالبان، وذلك خلال كمين نصبوه بمقاطعة مالاكاند لقافلة عسكرية تنقل سجناء إلى سجن بيشاور العام. وقد لقي المتحدث الرسمي باسم الحركة، أمير عزت خان، ونائب رئيس الحركة، مولانا محمد علم، حتفهما على يد مسلحي طالبان خلال كمين نصبوه لقافلة عسكرية كانت تحمل القياديين إلى بيشاور كسجناء. يذكر أن كل من أمير عزت خان ومولانا محمد علم ألقي القبض عليه من جانب أفراد بالجيش الباكستاني داخل مالاكاند منذ يومين في إطار العملية العسكرية الدائرة ضد المسلحين. من ناحيتها، أعلنت المؤسسة العسكرية القبض على القياديين، لكنها لم تحدد الاتهامات الموجهة إليهما. وقال متحدث رسمي باسم المؤسسة العسكرية في بيان له إن هذين القياديين التابعين لـ«تحريك نفاذ شريعة محمدية» كانا يجري نقلهما داخل عربة أمنية كجزء من قافلة عسكرية كانت تقلهما من مالاكاند إلى بيشاور عندما تعرضت القافلة لهجوم من قبل مسلحي طالبان.

وأعلن بيان للجيش أن الرجلين، اللذين كان أحدهما معاون مولانا صوفي محمد، والثاني المتحدث باسمه، قتلا في كمين نصبه متمردون ضد قافلة سجناء. وصرح متحدث عسكري «نصب الإرهابيون كمينا للقافلة الساعة الخامسة وعشر دقائق صباحا بالتوقيت المحلي نحو 2310 بتوقيت غرينتش». وتابع، مشيرا إلى رجلي الدين «قتل أمير عزت خان ومحمد علم، كما استشهد أحد ضباط الصف». وأضاف أن خمسة جنود أصيبوا. وقال الجيش في بيان إن محمد علم نائب الزعيم الديني مولانا صوفي محمد، والمتحدث باسمه أمير عزت، قتلا خلال الهجوم الذي وقع على جانب إحدى الطرق. ويقول مسؤولون عسكريون إن مسلحين يشتبه بانتمائهم لحركة طالبان هاجموا القافلة، فيما يشير تقرير إلى أن عبوة مزروعة على جانب الطريق انفجرت عند وصول القافلة إلى الموقع. وكانت السلطات اعتقلت علم وعزت يوم الخميس بالإضافة لثلاثة من المواطنين الأفغان من بينهم زعيم محلي للقاعدة يدعى الدكتور إسماعيل. ووقع الاشتباك بالقرب من بلدة ماردان على الطريق الرئيسية المؤدية إلى وادي سوات، حيث أطلقت قوات الأمن عملية كبيرة الشهر الماضي لطرد المتشددين. وكان عزت وعلم مساعدين وثيقين لرجل الدين صوفي محمد، الذي توصل لاتفاق سلام مع السلطات في فبراير (شباط) لإنهاء العنف في سوات. وانهار الاتفاق بعد أن رفض المتشددون إلقاء السلاح وبدأوا في توسيع نفوذهم في مناطق مجاورة. ويقول الجيش إن أكثر من 1200 متشدد و90 جنديا قتلوا منذ أن أطلق الجيش العملية في حين نفذ المتشددون تسعة تفجيرات في عدد من المدن والبلدات في الأسابيع الأخيرة. وقتل 40 شخصا على الأقل وأصيب العشرات عندما فجر مهاجم انتحاري نفسه أثناء صلاة الجمعة في مسجد بمنطقة دير العليا قرب سوات. وقتل متشددون يوم الخميس بالرصاص خمسة من رجال الشرطة وجنديا بعد أن استهدفوا أولا قافلة بقنبلة مزروعة على الطريق في ماردان بعد ساعات فقط من زيارة المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، للبلدة لتفقد مخيمات أقيمت لنحو 2.5 مليون شخص فروا من منطقة الصراع. ورحبت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون لباكستان بالهجوم الذي شنته باكستان في وادي سوات. وتشعر الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون الآخرون لباكستان بالقلق من خطر انزلاق باكستان، التي تتمتع بقدرة نووية، صوب الفوضى بعد أن بدأت طالبان توسيع نفوذها.

وأشار هولبروك، متحدثا أمس الجمعة في نهاية زيارة استمرت ثلاثة أيام، للتغيير الإيجابي في التصرفات الباكستانية وإلى استعداد الجيش للتحرك ضد المشددين، ولكنه قال إن باكستان بحاجة إلى دعم دولي لكي تنجح. وأعلن هولبروك أن الولايات المتحدة تهدف إلى تقديم 200 مليون دولار لباكستان إضافة إلى 110 ملايين دولار تعهدت بها بالفعل لمساعدتها في التعامل مع النازحين من وادي سوات. وحث أيضا الدول الأوروبية والإسلامية على بذل المزيد من الجهد لمساعدة باكستان. ومن غير المعروف مكان تواجد صوفي محمد. وترددت تقارير متضاربة أيضا حول قيام عناصر وكالات استخباراتية باعتقاله وابنيه الاثنين، يوم الخميس، وأنه احتجز في بيشاور، غير أن الحكومة نفت هذه التقارير.

إلى ذلك أعلنت الشرطة مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في اعتداء انتحاري نفذ أمس في إسلام آباد، وقال الشرطي إحسان الله: «وقع اعتداء انتحاري، فقد سار رجل باتجاه مركز إغاثة للشرطة، فحاولت (أجهزة) الأمن وقفه، لكنه فجر نفسه مما أدى إلى مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين».

ويقع مركز إغاثة الشرطة في الحي السكني في عاصمة باكستان. وأكد مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحصيلة قتيل وثلاثة جرحى، وأضاف المسؤول رافضا كشف هويته أن الحرس حاولوا من دون جدوى اعتراض منفذ الاعتداء عبر إطلاق النار عليه. وهذا الاعتداء هو الأول من نوعه في إسلام آباد منذ شهرين، ففي الرابع من أبريل (نيسان) أدى هجوم انتحاري إلى مقتل ثمانية عناصر شبه عسكريين في العاصمة.