العثور على جثتين لرجلين وحطام من الطائرة الفرنسية المختفية في المحيط الأطلسي

عثر على حقيبة ظهر بلاستيكية تحوي جهاز كمبيوتر نقال وحقيبة جلدية فيها بطاقة سفر على شركة «إير فرانس»

أقارب لضحايا الطائرة الفرنسية التي وقعت في المحيط الاطلسي يغادرون كنيسة رواسي في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

عثر أمس على جثتين وحطام من الطائرة الفرنسية التي اختفت يوم الاثنين الماضي، بحسب ما أعلن المتحدث باسم سلاح الجو البرازيلي الكولونيل جورجي أمارال، في وقت كانت الآمال قد بدأت تخف بالعثور على أثر للطائرة المختفية منذ بداية الأسبوع.

وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي في ريسيف «حصلنا هذا الصباح على تأكيد لانتشال حطام وجثتين من رحلة إير فرانس 447 من المياه»، مشيرا إلى أنهما جثتا رجلين. واختفت طائرة إيرباص إيه 330 التابعة لشركة «إير فرانس» وسط المحيط الأطلسي ليل الأحد الاثنين وعلى متنها 228 شخصا. وهي أول جثث وحطام يعثر عليها بعد عمليات بحث مستمرة منذ خمسة أيام ولم تسفر حتى الآن عن نتيجة.

وكان الجيش البرازيلي أعلن الخميس العثور على حطام يعود للطائرة قبل التثبت من الأمر، ثم تبين أن هذا الإعلان خاطئ. وأوضح الكولونيل أمارال أن أول قطعة حطام عثر عليها كانت مقعد طائرة.

وأضاف: «عثرت طائرة على أول جثة وانتشل طاقم الزورق كابوكلو الجثة». ثم عثر على حقيبة ظهر بلاستيكية تحوي جهاز كمبيوتر نقال وحقيبة جلدية فيها بطاقة سفر على شركة «إير فرانس». وقال إن المقعد لونه أزرق «ويحمل رقما متسلسلا لكننا ننتظر تأكيد «إير فرانس» لمعرفة ما إذا كان مقعد طائرة إيرباص، ولو أن اللون يشير إلى ذلك على ما يبدو».

وانتشلت الجثتان والحطام على مسافة حوالي 450 ميلا بحريا قبالة أرخبيل فرناندو دي نورونا الواقع على مسافة 360 كلم من السواحل البرازيلية.

وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن مكتب التحقيقات والتحاليل المكلف التحقيق التقني الفرنسي أن الطائرة الفرنسية أرسلت 24 رسالة بحصول أعطال أو توقف عمل أنظمة في أقل من خمس دقائق. وقال مدير مكتب التحقيقات والتحاليل بول لوي اأرسلانيان، إن الطائرة بعثت برسالة تتحدث عن أن أنظمة مختلفة «في حالة عطل أو توقف»، وبين هذه الأنظمة نظام الطيار الآلي. وأضاف أرسلانيان في تصريح صحافي أن الرسائل التي تحدثت عن أعطال والتي أرسلتها الطائرة، هي نفسها عندما يقوم قائد الطائرة بتوقيف نظام عن العمل «طوعا». وواصل الأسطول الدولي الذي أرسل للبحث عن حطام الطائرة عملياته أمس لليوم الخامس. ولتعزيز العمليات، أعلنت فرنسا إرسال الغواصة النووية الهجومية «إيميرود» (زمرد) التي يفترض أن تنجح بفضل لواقطها، في تحديد مكان الصندوقين الأسودين، وهو أمر أساسي لفهم أسباب اختفاء الطائرة في رحلتها بين ريو دي جانيرو وباريس، والتي ما زالت مجهولة حتى الآن. وقال متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية، إن فرنسا أرسلت غواصة تعمل بالطاقة النووية ومزودة بمعدات سونار متطورة للمساعدة في تحديد مكان الصندوق الأسود وأي حطام غارق آخر. ويمكن أن تعوق الجبال في قاع المحيط التي توجد على عمق ثلاثة كيلومترات تحت سطح الماء تلك الإشارة حتى إذا تم إرسالها. ومع كل يوم يمر يقل احتمال العثور على أي جثث في تلك المنطقة المليئة بأسماك القرش. وينتشر الحطام، الذي رصدته طائرات سلاح الجو البرازيلي، فوق منطقة واسعة من المحيط تبلغ مساحتها 1100 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل. وقالت مصادر عسكرية إن فرق التفتيش تعتقد أن الجثث ربما غرقت مع جزء كبير من الطائرة إذا كان سليما نسبيا عندما سقطت في المحيط. وكانت الشكوك قد تعززت حول إمكانية أن تكون الطائرة قد تعرضت لعمل إرهابي بعدما قال وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران إن فرضية هجوم إرهابي ليست مستبعدة.

وجاء ذلك في وقت أعلن فيه مكتب المدعي العام في فرنسا أن قضاة فرنسيين بدأوا تحقيقا يتعلق بتهمة القتل الخطأ في تحطم الطائرة وهو إجراء روتيني بعد سقوط مثل هذا العدد الكبير من القتلى. وقد يستغرق اكتمال هذا التحقيق سنوات. ويعرف المحققون من الدفعة الأخيرة من الرسائل الآلية للطائرة والتي أرسلت خلال فترة بلغت ثلاث دقائق أنه كان يوجد تناقض بين سرعات الطيران المختلفة التي تم قياسها بعد فترة وجيزة من دخول الطائرة منطقة عاصفة.

وقال مسؤول بصناعة الطيران إن تحذيرات مثل تلك التي أرسلتها إيرباص لا يتم إرسالها إلا إذا كان المحققون في الحادث توصلوا لحقائق يعتبرونها مهمة بما يكفي لإصدارها لشركات الطيران على الفور. وأجازت هذه التوصيات الوكالة التي تحقق في الكارثة والتي قالت إن مستويات السرعة التي سجلتها مجموعة الرسائل التي بثتها الطائرة أظهرت «تشوشا». ولا يعرف المحققون ما إذا كانت الطائرة كانت تطير بسرعة غير سليمة لدى عبورها المنطقة العاصفة.

وقال خبير في الطيران، طلب عدم نشر اسمه، إن مجسات سرعة طيران الطائرة تعمل بالضغط الجوي وربما تعطي قراءات غير سليمة إذا أعاقها شيء مثل الثلج. ويتم تسخين هذه المجسات لمنع تراكم الثلج عليها على ارتفاع كبير ولم تتوفر معلومات فورية عن الخطأ الذي حدث.