تسعى مؤسسة كهرباء لبنان جاهدة لتأمين التيار الكهربائي لأقلام الاقتراع، غير أن إجراء الانتخابات في يوم واحد ألقى ثقلا كبيرا على المؤسسة التي تعجز في الأيام العادية عن توفير الكهرباء على كامل الساعة في كل لبنان، والسبب هو العجز المالي المتواصل للمؤسسة وعدم قدرة لبنان على شراء معامل إضافية تؤمن قدرة تغذية طبيعية على مدار الساعة. وقد أجرت مؤسسة الكهرباء تجارب لمحاولة مد أقلام الاقتراع بالطاقة تحسبا لانقطاع الكهرباء، وتحديدا خلال عمليات فرز الأصوات التي تجرى بعد انتهاء الاقتراع، تفاديا لحصول تزوير تحت جنح الظلام، كما حصل في أكثر من انتخابات سابقة حين كان يؤدي انطفاء أضواء المراكز في «لحظات حساسة» إلى التشكيك في صحة النتائج، خصوصا عندما تتخذ الأصوات بعد عودة التيار بعدا مختلفا عن اتجاهها الأول قبل الانقطاع! ويبدو أن الصعاب التقنية التي تمنع عزل مراكز الاقتراع دون ما يحيط بها، رمى بثقله على المؤسسة التي أعلنت قطع الكهرباء كليا عن بعض المناطق بغية «التخفيف من حمولات بعض مخارج التوتر المتوسط التي تغذي مراكز الاقتراع ولجان القيد، عبر قطع التغذية بالتيار الكهربائي عن المناطق المغذاة من مخارج التوتر المتوسط هذه، التي لا توجد فيها أي من هذه المراكز أو اللجان».
وستنقطع التغذية عن مراكز الاقتراع ولجان القيد نحو نصف ساعة خلال هذه الفترة، من الساعة الثانية بعد الظهر وإلى الساعة الرابعة بعد الظهر، بالإضافة إلى انقطاع التغذية عن المناطق التي سيتم فصلها في هذه الدوائر إلى غد الاثنين.
وأعلنت المؤسسة أنها لن تتمكن من تطبيق البرنامج المعتمد للتغذية بالتيار الكهربائي خلال اليوم الانتخابي غدا، بما في ذلك منطقة بيروت الإدارية، لأنها ستعطي أولوية قصوى لتغذية مراكز الاقتراع ولجان القيد في كل المناطق اللبنانية.
ووجهت نداءات إلى المواطنين لا تخلو من الطرافة، تطلب فيها منهم «الاكتفاء بإنارة الغرف المشغولة فقط، والتأكد من إطفاء الأنوار عند مغادرة أي مكان، والاكتفاء بإنارة قسم بسيط من الأنوار الخارجية في حال عدم الاستغناء عنها نهائيا، واستعمال المكيفات عند الضرورة فقط، وفي هذه الحالة ضبط الحرارة على ما لا يقل عن 25 درجة مئوية، والتأكد من إيقافها عند مغادرة المنزل، وتشغيل سخان المياه على حرارة تتراوح بين 45 و60 درجة مئوية، وعدم وصل الأدوات الكهربائية إلا عند الاستعمال فقط».