اتفاق داكار يعيد ترتيبات الساحة الموريتانية

من يفوز بالحكم في موريتانيا: رئيس الفقراء ولد عبد العزيز.. أم ولد فال صاحب التجارب والأموال؟

TT

قال مقربون من أقوى مرشحي الرئاسة الموريتانية الجنرال ولد عبد العزيز والرئيس الأسبق ولد فال، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقع أخيرا أعاد ترتيبات الساحة الموريتانية من جديد، من حيث تبدل المواقف وطبيعة التحالفات، خصوصا بعد إعلان ولد فال ترشيحه في الانتخابات الرئاسية.

وترى المصادر أن ولد فال يجذب إليه جميع الرموز المؤثرة في موريتانيا، خصوصا شيوخ القبائل والعشائر؛ نظرا إلى تجاربه السابقة، حيث حكم إدارة الأمن العام طيلة عشرين عاما، وكان رجل الظل في عهد حكم الرئيس ولد طايع، وهو يعرف الإدارة السياسية المحنكة ويملك كلمة السر في التعامل مع الشيوخ وجماعات الضغط والأحزاب وكل الأساليب السرية، إضافة إلى تقربه من الغرب، وهو ضابط عسكري متمرس ولديه علاقات طيبة بالمؤسسة العسكرية، إضافة إلى صفات أخرى مثل الكتمان، فهو يتحرك في الخفاء ولم يتحدث طيلة الأشهر الماضية، ويتهمه البعض بأنه يحرض ضد الجنرال ولد عبد العزيز.

على الجانب الآخر يلقب الجنرال ولد عبد العزيز برئيس الفقراء وينحاز للبسطاء، ولكن أصوات هؤلاء لن تحرز له الفوز المطلوب في الانتخابات، ومع ذلك بدأ ولد عبد العزيز بداية جديدة للاستعداد للانتخابات التي ستجرى في 18 يوليو (تموز)، من حيث الاعتماد على شخصيات وتحالفات جديدة. وقد قبل الجنرال ولد عبد العزيز بتأجيل الانتخابات شهرا ونصف الشهر تجاوبا مع المساعي الدولية التي طالبت بها لجنة الاتصال الدولي، ورأى أن التأجيل لشهر ونصف لن يؤثر على شعبيته أو يفيد الآخرين، خصوصا أن المعارضة كانت ترغب في تأجيل يصل إلى مدة ستة أشهر.

وتعد مدة التأجيل التي حددت بشهر ونصف كافية لتصحيح الأخطاء في الحملة الانتخابية للرئيس ولد عبد العزيز، الواثق من فوزه حتى بعد وجود منافسين أقوياء مثل ولد فال وأحمد ولد دادة.

وترى المصادر المقربة من المرشحين للرئاسة تغييرا كاملا في مناطق الكثافة الانتخابية، خصوصا في نواكشوط وفي شرق موريتانيا، باتجاه انقلاب في المواقف، واعتبروا أن الأيام القادمة تحمل تحولا كبيرا على الساحة الموريتانية. فيما اعتبرت مصادر مقربة من الرئيس المخلوع ولد الشيخ أن موريتانيا تسير نحو المجهول على الرغم من إيجابية اتفاق داكار. ولم تنفِ أو تؤكد المصادر نية الرئيس المخلوع في الترشح للرئاسة، وإن كانت قد اكتفت بالقول إن كل شيء جائز، مما يعني إمكانية أن يرشح الرئيس المخلوع نفسه، مؤكدين أنه لم يحسم أمره بعد. كما تشير المصادر ذاتها إلى أن الرئيس المخلوع يجتمع مع معاونيه طوال الوقت متجنبا الحديث لوسائل الإعلام.

ومع كل ما تعج به الساحة الموريتانية من أحداث قديمة وجديدة تبدو ثقة الجنرال ولد عبد العزيز بالفوز كبيرة ليكون رئيس الفقراء، ولكن من المبكر الجزم بهذه النتائج التي ستحسم يوم 18 يوليو (تموز) المقبل عبر صناديق الانتخابات، وقد يمتد انتظار الحسم إلى تاريخ أول أغسطس (آب) في حال حصول الجنرال ولد عبد العزيز على 18% من الأصوات، وبن فال على 15%، وأحمد ولد دادة على 10%، وباقي المرشحين السبعة على نسب قليلة. وفي حال حصل الجنرال ولد عبد العزيز على 51% فالأمر عندئذ منتهٍ، ليفوز أول رئيس للفقراء في موريتانيا.