بلخادم يشن هجوما على الجزائري بجاوي بسبب ترشحه لقيادة «يونسكو» باسم كمبوديا

هون من أنباء عن وجود بوتفليقة في عيادة بجنيف بغرض العلاج

TT

وصف عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ترشح رئيس محكمة العدل الدولية الأسبق محمد بجاوي (جزائري)، لمنصب مدير اليونسكو، باسم كمبوديا، ووصفه بأنه «شخص غير منضبط»، في وقت تدعم فيه الجزائر ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني.

وذكر بلخادم الذي شغل منصب وزير الخارجية في السابق، للصحافيين بالعاصمة أمس أن محمد بجاوي «كان يفترض أن يطلب من بلده (الجزائر) أن يرشحه لمنصب مدير عام يونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)، فعلى الإنسان أن يكون منضبطا حيال بلده». وأبدى بلخادم الذي يعد من أقرب المسؤولين إلى بوتفليقة، تحفظا بشأن الخوض في القضية حيث قال: «إنني أعلم أشياء كثيرة حول هذه المسألة، لكنني لن أكشف عنها للصحافة». وقال أيضا من دون ذكر بجاوي بالاسم: «إنني على علم بأن هذا الشخص سيترشح تحت قبعة كمبوديا». يشار إلى أن انتخابات استخلاف الياباني كويشيرو ماتسورا على رأس المنظمة، ستجري الخريف المقبل ويعد الوزير المصري من أبرز المرشحين لخلافته.

وذكر مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن محمد بجاوي «رجل هادئ ومتزن وكان ممثلا للجزائر في هيئات دولية وإقليمية عديدة، خلال مساره الوظيفي الطويل، ولم يسبق له أن تحدث باسم أي بلد آخر غير الجزائر، وإذا قرر أن يترشح لإدارة اليونسكو تحت مظلة بلد آخر فهذا يعني أنه يشعر بتنكر المسؤولين الجزائريين له عندما اختاروا دعم ترشيح شخص آخر، وهم يعلمون أن جزائريا سيدخل المنافسة لخلافة الياباني ماتسورا». وتابع المصدر نفسه: «في اعتقادي، ينبغي قراءة تصرف بجاوي على أنه قرار بالترشح ضد مرشح الجزائر». يشار إلى أن بجاوي كان مندوب الجزائر الدائم لدى منظمة اليونسكو بين 1971 و1979، وقد عينه بوتفليقة وزيرا للخارجية عام 2005 وغادر المنصب في 2007 بطلب منه، ويشاع أن السبب هو تفرغه للمنافسة على منصب مدير عام «يونسكو». وهون بلخادم من جدل قام حول الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، بعد أن كشفت الصحافة السويسرية أول من أمس عن تواجده في عيادة بجنيف بغرض العلاج. وقال بلخادم في الموضوع: «الرئيس في صحة جيدة، وحتى إذا سافر بغرض العلاج فهذا لا يدعو إلى الاستغراب لأن الكثير من الناس يسافرون من أجل العلاج ويعودون إلى بلدهم». وخضع الرئيس لعملية جراحية بفرنسا نهاية 2005 إثر نزيف حاد بالمعدة، وأثار ذلك جدلا واسعا في الأوساط السياسية الجزائرية وتنبأ كثيرون بعدم ترشحه لولاية ثالثة. ونفى بوتفليقة أن يكون عاجزا عن الاستمرار في الحكم عن طريق التكثيف من خروجه إلى الميدان لمتابعة مشروعات التنمية، وترشح لانتخابات أبريل (نيسان) الماضي وفاز بأغلبية كبيرة (أكثر من 90 في المائة من الأصوات).

وفي سياق آخر، نفى بلخادم، الذي يقود حزب الأغلبية (جبهة التحرير الوطني)، أخبارا أوردتها صحيفة محلية بخصوص مساع يقوم به سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ومستشاره الشخصي، لإطلاق حزب جديد. حيث قال: «لا يعدو أن يكون كلام صحف.. فنحن لا نملك معلومات حول تأسيس حزب سياسي جديد لفائدة الرئيس الذي كان بحاجة إلى من يدعمه في انتخابات الرئاسة فكنا نحن سندا له».