الربيعي: لدينا حقوق برية وبحرية ونهرية لدى دول الجوار سنعمل على استردادها

مستشار الأمن الوطني السابق أعلن عن مولد «الوسط» دعما للعملية السياسية في العراق

TT

مع بدء العد التنازلي للانتخابات النيابية في العراق، شرعت قوى سياسية بابتكار تجمعات وحركات وكتل في محاولة لاستمالة الجهات والشخصيات وحتى المواطنين الذين فضلوا البقاء على الحياد والاكتفاء بمشاهدة الوضع العراقي وصعود وهبوط قوى وأحزاب سياسية، للمشاركة في الانتخابات، وهذا ما دفع بعض السياسيين أمس، إلى الإعلان عن مولد تجمع «الوسط» ودعوة كل الجهات على اختلاف مشاربها للانضمام دعما للعملية السياسية والانتخابات المقبلة.

رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر «الوسط» موفق الربيعي، الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي سابقا، أكد في كلمة له خلال المؤتمر الذي حضره أعضاء برلمان ووزراء وشخصيات سياسية وشيوخ عشائر من كافة محافظات العراق «أن المؤتمر هو مكمل لمؤتمر خيمة العراق المقام في جنوب العراق وشاركت به 3500 شخصية يمثلون كافة المدن»، مشيرا إلى أن «أهداف هذا التجمع هو لدعم العملية السياسية والتعبئة للانتخابات المقبلة، ودعم المشروع الوطني للعملية السياسية، وهو أيضا حالة من تعبئة الكوادر التي لم تنخرط في العملية السياسية ولم يفسح لها المجال، وبعيدا عن كل الخنادق القومية والمذهبية والدينية».

وأكد الربيعي «أن الوسط سينتظم فيه الأكاديميون والمثقفون والفنانون والأدباء والكوادر العلمية والأدبية وشخصيات اجتماعية وحتى النقابات والجمعيات والاتحادات المهنية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني، وسيكون بمثابة حزب لمن لا حزب له»، وبين أيضا أنه «سيجمع كل من يؤمن بالاعتدال والوسطية ويرفض التطرف ونبذ الطائفية ويؤمن بأن العراق واحد لا يقبل القسمة، وأن الصيغة الاتحادية هي الصيغة المثلى لوحدته، ولضمان عدم تركز السلطة في مكان واحد أو شخص واحد».

وأوضح الربيعي «لقد عملنا على تعزيز استقلال وسيادة العراق وإنهاء الوجود الأجنبي منذ بدا الاحتلال، من خلال طرح مشروع المقاومة السياسية لإخراج القوات الأجنبية من البلد، ومن خلال مفاوضات مضنية استطعنا أن ننهي الاحتلال باتفاق الانسحاب وكان من الممكن الحصول على نتائج أفضل لولا التجاذبات السياسية». وابرم العراق والولايات المتحدة الاتفاقية الأمنية أو اتفاقية سحب القوات أواخر العام الماضي، تضمنت انسحاب القوات الأميركية من العراق قبل نهاية 2011. وكشف مستشار الأمن القومي السابق «عن العمل على استرداد حقوق العراق من دول الجوار، لأن للعراق حقوقا في حدوده البرية والبحرية والنهرية التي فرط بها النظام السابق وتنازل عنها بعد سلسلة حروب ضد دول الجوار، ونعمل على استردادها بقوة العراق المتأتية من قوة نظامه السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي يفرض احترامه على جيرانه والعالم»، وأضاف متسائلا «أن العراق خلص المنطقة من شر (القاعدة) ومنع تسللها إلى دول الجوار، ألا يستحق أن يعفى من الديون التي فرضها النظام السابق بسبب حروبه العبثية ضد الأشقاء والأصدقاء».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر، ورداً على موقف هذا التكتل من عودة حزب البعث إلى السلطة، قال الربيعي «إن هذا التكتل يعتبر عودة حزب البعث الصدامي الى الحياة السياسية، ومحاولات تأهيله هي أخطر تهديد على الأمن الوطني العراقي والنظام الديمقراطية ومؤشر على عودة الدكتاتورية، لأن الظاهرة الصدامية مارست الإرهاب وهي في السلطة وأصبحت حاضنة للإرهاب خارج السلطة، ومن ارتكب الجرائم ضد الشعب لا مكان له حاليا».

من جانبه، أوضح همام حمودي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي والقيادي في الائتلاف العراقي الموحد، في كلمته «أن الأحزاب تسمي نفسها بحسب أهدافها أو صفات مكوناتها، كما هو حزب العمل والأخوان المسلمين، أما اختيار اسم الوسط فقد جاء ضد التطرف الذي حكم الحالة العراقية»، وأضاف «أن العراق عاش أربعين عاما من التطرف واستخدام كافة أنوع الإرهاب ضد الشعب، فلا نجد حالة وسطية، إما أن تكون معنا أو ضدنا، كما أن صدام احتفل في السبعينات بمولد لينين وفي الثمانينات رفع راية العلمانية وفي التسعينات تبنى شعار الدين، وهي حالة متناقضة وبعيدة عن الاعتدال، ونحتاج لمثل هذه الأفكار (الوسطية) حاليا».