لبنان.. والتوزيع الطائفي

TT

يلعب التوزيع الطائفي والديمغرافي دورا كبيرا في استحقاق الانتخابات النيابية في لبنان، حيث لم يجر أي إحصاء رسمي لعدد السكان منذ 1932، تاريخ الإحصاء الذي أجراه الفرنسيون خلال فترة انتدابهم. وفي 2006، نشر الباحث يوسف شهيد الدويهي، دراسة عن اللبنانيين وتوزعهم الطائفي والديمغرافي، ضمن كتاب بعنوان «اللبنانيون 1907 ـ 2006» استند فيها إلى سجلات النفوس اللبنانية، وهي الدراسة الأولى المفصلة منذ 1932. ويبلغ عدد اللبنانيين المسجلين، بحسب الدويهي، أربعة ملايين و571 ألفا و92. إلا أن القانون اللبناني لا يفرض على اللبنانيين تسجيل مكان سكنهم، ما يعني أنه لا يعرف بالتحديد عدد المقيمين منهم في لبنان، وعدد المهاجرين أو المقيمين في الخارج. وتشير تقديرات إلى أن عدد اللبنانيين الموجودين على الأراضي اللبنانية يصل إلى 4.1 مليون نسمة. والأمر نفسه ينطبق على الناخبين البالغ عددهم، بحسب القوائم الانتخابية النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية لعام 2009، ثلاثة ملايين و257 ألفا و230. ولا يعرف عدد المقيمين في الخارج أو الذين عادوا بهدف المشاركة في الاقتراع اليوم، علما أن القانون اللبناني لا ينص على آلية تسمح للبنانيين بالاقتراع في دول إقامتهم. وفي داخل لبنان، يفترض بكل لبناني أن يصوت في مسقط رأسه. ويشير الدويهي، إلى أن هذه العوامل، تضاف إليها قوانين انتخابية مفصلة على قياسات الأطراف السياسية، تجعل المعركة محسومة حتى قبل إجرائها، تساهم إجمالا في جعل نسبة المشاركة منخفضة نسبيا (بين 50 و55 في المائة كحد أقصى). ونسبة المشاركة في العمليات الانتخابية منخفضة إجمالا عند المسيحيين أكثر من المسلمين. فهي نادرا ما تعدت 43 في المائة، بينما انخفضت في 1992 إلى أقل من عشرة في المائة، في ظل الوجود السوري، وقرار بالمقاطعة اتخذته التيارات المسيحية الكبرى. والتوزع المذهبي والديني للبنانيين هو، بحسب كتاب «اللبنانيون 1907 ـ 2006»، على الشكل التالي:

مسيحيون: 34.96 في المائة، بينهم 24.19 في المائة موارنة، وهو المذهب المسيحي الأكبر.

مسلمون: 64.64 في المائة، بينهم 29.24 في المائة سنة، و17.29 في المائة شيعة. وبموجب إحصاء 1932، كان عدد السكان 785 ألفا و543، نسبة المسيحيين بينهم 51.22 في المائة.

ويفسر علماء الاجتماع التراجع في نسبة المسيحيين في لبنان، بظاهرة الهجرة وارتفاع معدل الإنجاب لدى المسلمين أكثر من المسيحيين.