سعود الفيصل: خطاب أوباما جاء إيجابيا ومتوازنا.. والنقطة الأهم أن أميركا تغير سياساتها

قال إن العرب تعلموا أن المهم ليس في الاتفاق الذي تتوصل إليه مع إسرائيل وإنما في التنفيذ

TT

نوه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة يوم الخميس الماضي، وقال إنه أبدى إخلاصا في حديثه، مشيرا إلى أنه يرى أن الخطاب جاء إيجابيا ومتوازنا وشاملا، وحمل الكثير من أجزائه طابعا شخصيا ومؤثرا.

وقال الأمير سعود إن اختيار أوباما كان موفقا تماما في التحية الاستهلالية، السلام عليكم، وفي الآية القرآنية التي استشهد بها في الختام. وأضاف «إن النقطة الأهم في الخطاب تركزت في أن أميركا تعمد حاليا إلى تغيير سياساتها، وأنها لم تعد أميركا السابقة. لقد تحدث الرئيس الأميركي عن التواضع، وليس القوة. وتحدث عن الديمقراطية ـ بمعنى أن الولايات المتحدة تأمل في أن يصبح العالم ديمقراطيا ـ لكنها لن تفرض الديمقراطية على العالم. وإذا كان الرئيس أوباما يرمي لجذب أتباع جدد لأسلوب تفكيره، فأعتقد أنه نجح في ذلك بين صفوف جمهور الحاضرين هناك، والجماهير بشتى أرجاء العالمين العربي والمسلم».

وأوضح الأمير سعود الفيصل، في حديث أجرته معه مجلة «نيوزويك» الأميركية، أن الناس كانوا ينتظرون تصريحات ومواقف محددة. وأضاف «من جانبنا، أخبرناه ذلك عندما التقيناه قبل الخطاب. لكننا لم نتوقع أن يتحلى بمثل هذا القدر من الدقة. لقد وصف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنها «غير مشروعة» ـ وهو توصيف أهم وأقوى من «غير قانونية»، الذي تكرر غالبا. لكن كان بإمكانه تناول قضية الأسلحة النووية على نحو أكبر، لأن قضية انتشارها لن تحل من تلقاء نفسها».

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن ما ورد في الخطاب «يجب أن يترجم إلى أفعال». وقال «شكل الخطاب مرحلة واحدة، لكن لا تزال تتعين ترجمته إلى إجراءات فعلية. لقد تعلمت الدول العربية من خبرة امتدت طيلة 60 عاما فيما يخص إسرائيل أن الأهمية تكمن ليس في الاتفاق الذي تتوصل إليه معهم، وإنما في التنفيذ». وأكد الأمير سعود أن الولايات المتحدة قادرة على ممارسة ضغوط لحمل إسرائيل على القبول بحل يقوم على أساس دولتين. وقال «عليهم أن يقولوا لهم إنه للاستمرار في تقديم المساعدة لهم، على (الإسرائيليين) أن يكونوا متعقلين وأن يقدموا تنازلات معقولة».

وردا على سؤال حول ما إذا كان يتعين على واشنطن تعليق مساعداتها لإسرائيل، قال الأمير سعود «لم لا؟ إذا قدمتم مساعدة لأحد يحتل دون تمييز أراضي شعب آخر، تتحملون جزءا من المسؤولية».

ورفض الأمير سعود دعوة واشنطن للدول العربية لإظهار انفتاح دبلوماسي حيال إسرائيل لتشجيع استئناف مفاوضات السلام، قائلا «ليس لدينا ما نعرضه على إسرائيل سوى التطبيع. وإذا قمنا بذلك قبل استعادة الأراضي العربية، سنكون قدمنا الورقة الوحيدة بين أيدي الدول العربية».

وردا على سؤال حول الجدل الواسع في واشنطن حول صورة الرئيس أوباما أثناء انحنائه أمام الملك عبد الله عندما التقاه للمرة الأولى في لندن، قال الأمير سعود «نعم، انحنى. لكن عليك أن تتذكر أنه ينتمي إلى ثقافة تحترم السن. لم تكن الانحناءة على نحو يحط من قدره أو يوحي بمذلة. عندما تقابل شخصا أكبر منك سنا، تبجله. أعتقد أن من أثاروا جلبة حول هذا الأمر كان الأحرى بهم اتباع هذه الأخلاق الحميدة».