طلباني في طهران للاطمئنان على صحة الحكيم ويبحث تحالفات جديدة

«الدعوة» و«الاتحاد» يبحثان حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل.. وقيادي في «المجلس الأعلى» لـ«الشرق الأوسط» : قوى علمانية ستنضم للائتلاف

صورة نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة العراقية ويظهر فيها الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أثناء لقائهما في طهران أمس («الشرق الأوسط»)
TT

فيما أعلن مكتب رئاسة الجمهورية العراقية أسباب زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني لطهران بأنها للاطمئنان على صحة عبد العزيز الحكيم، رئيس الائتلاف العراقي الموحد، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، أكد عضو بارز في كتلة الائتلاف، أن هناك أسبابا أخرى للزيارة، تتعلق بإجراء مباحثات ما بين الكتلتين، فضلا عن تناول الشأن العراقي الحالي. وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية وصول طالباني إلى طهران، مساء أول من أمس، وكان في استقباله في مطار مهراباد الدولي عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين. وذكر بيان لاحق، أن طالباني زار صباح أمس الحكيم واستفسر عن صحته «ناقلاً لسماحته تحيات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وتمنياته له بالصحة والسلامة». وذكر البيان أن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، ووزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي، رافقا طالباني في الزيارة. وقال القيادي البارز في الائتلاف العراقي، وعضو البرلمان حميد المعلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «جوهر الزيارة كان للاطمئنان على صحة السيد الحكيم في طهران، خاصة أن وفود كثيرة برلمانية ووزارية وعلى مستويات مختلفة ذهبت لعيادته وزيارته والمباركة له في شفائه، أما الإطار الثاني فبالتأكيد فنحن في مرحلة دقيقة وحساسة وقريبون من المشهد الانتخابي وقريبون من إيجاد تحالفات، وانفتاح القوى على بعضها بعضا، وانفتاحنا على مكونات وقوى فاعلة داخل المجتمع العراقي، وبالتأكيد فان رجل  مهم مثل جلال طالباني وأيضا الحكيم لا بد أن يكون لهما لقاءات مثمرة، واستعراض المشهد السياسي العراقي والمشهد الانتخابي المقبل وتقييم ما آلت إليه هذه القوى وإبداء التوجيهات اللازمة بهذا الصدد».

من جانبه، قال محمد مجيد الشيخ، السفير العراقي في طهران، إن زيارة طالباني «جاءت فقط من اجل عيادة رئيس المجلس الإسلامي العراقي، ولم تكن ذات صفة رسمية».

ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن السفير العراقي تحسن الوضع الصحي للحكيم، الذي يتلقى علاجا في أحد مستشفيات طهران؛ لإصابته بسرطان الرئة جراء الإفراط في التدخين. وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي قد زار الحكيم الأسبوع الماضي؛ للاطمئنان على صحته، ولبحث تعزيز الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها بداية العام المقبل. إلى ذلك، بحث المكتبان السياسيان لحزب الدعوة الإسلامية، بزعامة المالكي، والاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة طالباني، مساء أول من أمس، في العاصمة بغداد، تنشيط العملية السياسية والعمل المشترك من أجل حل المشاكل العالقة بين بغداد وإقليم كردستان. وتأتي هذه المباحثات في وقت تنشط فيه القوى السياسية لتشكيل تحالفات؛ استعدادا للانتخابات التشريعية.

وحول اللقاء قال المعلة، إن «هناك مباحثات تجري حاليا ما بين القوى كافة وانفتاحات فيما بينها من اجل مناقشة الأوضاع فيما بينها، وكذلك عرض التحالفات وعرض الأرقام والأشياء الأخرى المهمة والدقيقة، والآن الحديث يجري حول تقييم ما هو واقع وتقييم لما يمكن أن نقدم عليه من تحالفات، واعتقد هذه هي النقاشات التي تحظى بقبول الجميع، وبالتالي لا نتوقع في هذه الحلقة من النقاشات حدوث نوع من أنواع الاحتكاك أو عدم القبول»، كاشفا عن وجود محاورات بين الائتلاف وقوى علمانية للانضمام إلى الائتلاف العراقي الموحد. وأضاف، أن «إعلان الائتلاف العراقي واضح وهو يدعو للانفتاح مع ما هو قائم، ثم القوى المنسحبة ثم القوى الخيرة في هذه البلد، بغض النظر عن كونها علمانية أو غير ذلك، المهم الانسجام مع البرنامج والاتجاه العام، الذي يتبناه الائتلاف، وكذلك ستتم مباحثات مع كتل وليس مع أشخاص؛ لأجل تشكيل كتلة أخرى كبيرة». وعلى صعيد متصل، استقبل رئيس الائتلاف العراقي وكالة، الشيخ همام حمودي، وفدا من الحركة الإسلامية في العراق؛ لبحث سبل توسيع الائتلاف والانضمام إليه. ونقل بيان صدر عن مكتب حمودي، رغبة نائب الأمين العام للحركة الحاج احمد الاسدي في الانضمام إلى الائتلاف العراقي الموحد والمشاركة الحقيقية فيه. من جانبه، أكد حمودي المكلف بتفعيل الائتلاف وتوسعته، أن «الائتلاف ليس حكراً على حزب أو جهة، وإنما هو ملك لجميع أطرافه والكل له قرار فيه».