«إير فرانس» تعجل بتغيير معدات طائراتها بعد حادث طائرتها المنكوبة

انتشال 3 جثث جديدة لركاب طائرة «إير فرانس» المنكوبة * باريس لا ترجح أي فرضية في حادث اختفاء الطائرة

ضابطان في سلاح الجو البرازيلي يبحثان عن بقايا طائرة «إير فرانس المنكوبة» (رويترز)
TT

انتشل الجيش البرازيلي صباح أمس ثلاث جثث لركاب من طائرة «إير فرانس» المنكوبة، على ما أعلن متحدث عسكري. وقال المتحدث باسم القوات الجوية الكولونيل هنري مونهوز: «انتشلت ثلاث جثث هذا الصباح»، مضيفا: «لا شك أن الحطام الذي تم انتشاله مصدره الطائرة، وكذلك الجثث». وبذلك يرتفع إلى خمس عدد الجثث التي تم انتشالها بعدما عثر على جثتين السبت. وتنقل الجثث الخمس في فرقاطة برازيلية إلى أرخبيل فرناندو دي نورونا الواقع على مسافة أكثر من 800 كلم من الموقع الذي تحطمت فيه طائرة «إيرباص إيه 330» وعلى متنها 228 شخصا في أثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس. وقال المتحدث إن جثثا أخرى شوهدت وسيتم انتشالها لاحقا خلال النهار، مشيرا إلى أن الأحوال الجوية «مواتية» الأحد في منطقة عمليات البحث.

من جهة اخرى أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» أمس، أنها تعتزم التعجيل بتغيير بعض المعدات في طائراتها وذلك بعد تحطم طائرتها من طراز إير باص «إيه 330 200» في المحيط الأطلنطي.

ومن المقرر أن يتم تغيير جميع صمامات «بيتوت» التي تستخدم في قياس ضغط الهواء وبالتالي تساعد في قياس انتشار الهواء داخل الطائرات، وذلك في أسطول الشركة بالكامل من طراز «إيه 330» و«إيه 340»، على أن يتم ذلك بشكل أسرع مما كان متفقا عليه. وتساعد المعدة أيضا الطيارين في تحديد الارتفاع ومعدل سرعة الصعود والهبوط. وكانت الشركة قررت في 27 أبريل (نيسان) الماضي تغيير صمامات «بيتوت» في طائراتها، إلا أن الإجراء سيتم تنفيذه الآن أسرع مما كان متفقا عليه. وقالت الشركة إن هذه الخطوة لا تعني أن الحادث الذي وقع يوم الاثنين الماضي جاء بسبب مشكلة فنية في هذه الصمامات. من ناحية أخرى، ذكر مكتب التحقيق الفرنسي في الحوادث وتحليلها الذي يترأس عمليات البحث في ملابسات الحادث، أن وجود خلل فني في صمام «بيتوت» الخاص بالطائرة المنكوبة جعلها تلقت قراءات غير دقيقة من خلال أجهزة مختلفة حول سرعة الهواء أثناء الدقائق الأخيرة لرحلتها. وكانت شركة الطيران قالت عام 2007 إنها تنصح بتغيير جميع صمامات «بيتوت» في طائراتها من طراز «إيه 320» بسبب احتمال وقوع خلل فني. إلا أن الشركة لم تذكر شيئا بشأن باقي طائراتها من الطرز المختلفة. وقال محققون أول من أمس، إن شركة إيرباص تعتزم تغيير أجهزة تحديد السرعة على طائراتها من طراز «إيه 330» في أعقاب حصول عدد كبير من الأخطاء فيها، وذلك بعد تحطم طائرة إيرباص تابعة لإير فرانس في المحيط الأطلسي. وقال رئيس لجنة التحقيق في الحادث بول لوي ارسلانيان «لقد رأينا عددا من هذه الأخطاء في طائرات إيه 330»، مؤكدا أن الطائرة المنكوبة واجهت مشكلة في حساب السرعة. وأشار إلى أن لدى الشركة «برنامجا لتغيير أو تحسين» تلك المؤشرات، مضيفا أن الطائرات التي لم يجر عليها التغيير بعد لا تشكل خطرا بالضرورة. وأضاف أن «الطائرة مثل الكائن الحي، تجري عليها تحسينات دائما». ومن جهة أخرى رفضت الحكومة الفرنسية أمس ترجيح أي فرضية في تحطم طائرة إير فرانس في المحيط الأطلسي، مقرة في الوقت نفسه بإمكانية أن يكون عطل في أجهزة رصد السرعة تسبب بهبوط مفاجئ في ارتفاع الطائرة أو بتفككها. وقال وزير الدولة لشؤون النقل دومينيك بوسرو متحدثا لإذاعة «ار تي ال»: «ليس هناك في الوقت الحاضر أي مؤشر يسمح بترجيح فرضية على أخرى، سواء حصل تفكك في الجو أو اصطدام أو تحطم على سطح المحيط». وسئل عن إمكانية أن تكون مشكلة طرأت على صعيد أجهزة رصد السرعة التي يتركز التحقيق الفني عليها على ما يبدو، فاعتبر أن هذه المشكلة لا يمكن أن تبرر وحدها «اختفاء الرحلة إيه إف 447». وتسمح هذه الأجهزة «من تحديد السرعة بشكل دقيق بواسطة الضغط في أجهزتها لقياس قوة الرياح».

من ناحية أخرى انتشلت فرق البحث البرازيلية أول من أمس أول جثتين من طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي سقطت في المحيط الأطلسي، وقال محققون إنه تم اكتشاف قراءات سرعة خاطئة في نفس طراز الطائرة المتحطمة. وقال مسؤولو الإنقاذ إن سفن البحرية عثرت على جثتي رجلين وحطام يضم مقعدا أزرق برقم مسلسل يماثل أرقام رحلة إير فرانس رقم 447 وحقيبة ظهر بها بطاقة تطعيم وحقيبة بداخلها تذكرة لإير فرانس. وتجوب طائرات تابعة لسلاح الجو البرازيلي وسفن تابعة للبحرية البرازيلية منطقة واسعة من المحيط تبلغ مساحتها نحو 1100 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل منذ اختفاء الطائرة الإيرباص إيه 330 ـ 200 يوم الاثنين، مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 228 شخصا. ويعد تحطم هذه الطائرة خلال رحلة لها من ريو دي جانيرو إلى باريس أسوأ الكوارث الجوية في العالم منذ عام 2001 والأسوأ منذ نشأة إير فرانس قبل 75 عاما. ويعتقد رجال الإنقاذ أن جثثا كثيرة يمكن أن تكون غرقت أو التهمتها أسماك القرش. وقالوا إنه لن يتم إبلاغ أحد سوى أفراد العائلتين بهويتي الجثتين اللتين عثر عليهما.