واشنطن: تخرج أول دفعة من قائدي الطائرات بدون طيار

وفق نسخة معدلة من برنامج «توب غن» للبحرية الأميركية

TT

يستعد البنتاغون لتخريج أول دفعة من قائدي الطائرات (بدون طيار) من أكاديمية النخبة (أكاديمية أسلحة القوات الجوية الأميركية)، وذلك وفق نسخة معدلة من برنامج (توب غن) للبحرية الأميركية، الذي يهدف إلى رفع مهارات وحالة الضباط الذين يطلقون ويتحكمون في الطائرات الآلية، وهي إحدى أكبر برامج الطيران التي تتطور بمعدلات متسارعة.

وتعرف أكاديميات الطيران التابعة للقوات الجوية أو البحرية بتخريج أجيال من الرجال الأذكياء والمقاتلين الأقوياء. وخلال الحرب في العراق وأفغانستان، اعتبر العديد من القيادات في البنتاغون طائرة بريداتور MQ ـ 1 وطائرة ريبر MQ ـ 9 المسلحة بأسلحة ثقيلة من أكثر الطائرات التي نشرتها الولايات المتحدة أهمية.

ولم تكن القوات الجوية في عام 2006 قادرة سوى على إطلاق 12 طائرة بدون طيار فقط في المرة الواحدة، ولكنها أصبحت اليوم قادرة على إطلاق 34 طائرة آلية مقاتلة للاستطلاع اليومي. وكلما تطور البرنامج أصبح من الصعب العثور على أفضل طيارين لإطلاق تلك الطائرات.

فحتى وقت قريب، كان الطيارون يعملون على البيرداتور والريبير ثم يعودون إلى طائراتهم الأصلية، ولكن القوات الجوية تريد أن تدرب ضباطا يمكن أن يحولوا إطلاق الطائرات بدون طيار إلى مهنة، ويصبحوا خبراء في إدارة تلك الطائرات.

يقول كولونيل دانييل دي جيه تيرنر، الذي يقود عمليات تدريب الطيارين على هذا النوع من الطائرات في أكاديمية الدفاع: «من السهل أن نقول إن معظم الطيارين يفتقدون العودة إلى الجو، ولكننا نرى إلى أين تتجه القوات الجوية، ونحن نعي أننا نضيف أعباء إلى المهمة بطريقة حساسة». فإعطاء قائدي الطائرات الآلية أفضل تدريب يقدمه الجيش هو أحد طرق التأكد من بقاء الضباط الموهوبين في البرنامج، وأنهم لن يعودوا إلى الطائرات العادية.

يقول الميجور جيوف فوكوموتو، وهو قائد لطائراتF ـ 15 يطلق عليه «أدميرال»، وكان من أوائل الطيارين الذين دخلوا أكاديمية القوات الجوية: «أحب أن أعود وأطير مرة أخرى، ولكني أعتقد أنني قد وجدت المكان الذي تحتاجني فيه القوات الجوية. فأنا ملتزم حاليا بتلك المهنة».

وقد عزز الجيش تدريب الطيارين المقاتلين المتقدم عقب الهزيمة التي حاقت به في السنوات الأولى من حرب فيتنام. حيث تم تأسيس أكاديمية مقاتلي البحرية المعروفة شعبيا باسم «توب غن» في 1969.

وقد بدأت أكاديمية القوات الجوية في قاعدة القوات الجوية نيليس في نيفادا في تدريب الطيارين المقاتلين فقط، ولكنها توسعت على مر السنين لتشمل أنواعا مختلفة من الطائرات، ويحصل المتخرجون من تلك الأكاديمية على شارات خاصة تعلق على بذاتهم، ويسمون بعدها بـ«مرتدي الشارة».

وقضى فوكوموتو، السنوات الأربع الأخيرة في إطلاق الطائرات الآلية البريديتور والريبير في العراق وأفغانستان. ومنحه الالتحاق بأكاديمية الأسلحة الفرصة لتوسيع حدود الطيران الذي يعرفه، فيقول: «إن تتعرف على أنظمة الأسلحة الخاصة بنا وتعرف المجالات التي نتفوق فيها، فذلك شيء كنت أتطلع إليه».

وسيتلقى الطلبة الخمسة الأوائل شاراتهم يوم الخميس ويتخرجون يوم السبت، ثم يعملون بعد ذلك كأول مدربين من خريجي الأكاديمية، حيث سيعملون على تدريب عشرة طيارين كل عام.

وقد اقترحت القوات الجوية إضافة التدريب المتقدم لطائرات البريداتور قبل ثلاثة أعوام، ولكن البنتاغون قال، إنه لا يستطيع أن يوفر الطائرات أو الطيارين نظرا لانشغالهم في العراق وأفغانستان.

يقول الكولونيل تري ترنر، الذي يشرف على التدريب على طائرات البريداتور: «لم تكن لدينا الفرصة أبدا لأن نفعل ذلك لأننا كنا مشغولين بالقتال». ولكن بوجود 127 طائرة بريديتور و31 ريبير و400 قائد للطائرات الآلية، فإن القوات الجوية تلقت إشارة البدء لتنفيذ البرنامج.

ويحضر طيارو البرداتور الدروس ويؤدون الاختبارات في قاعدة نيليس مع طلبة أكاديمية الأسلحة الآخرين المتخصصين في أنواع أخرى من الطائرات، ويطلقون الطائرات بدون طيار من مكان بالقرب من قاعدة كريش للقوات الجوية، وهي قاعدة إطلاق الطائرات إلى أفغانستان والعراق.

ومن غير المرجح استخدام تلك التكتيكات، التي لا تزال قيد التطوير في العراق أو أفغانستان، مثل كيفية استخدام طائرات الريبير للقضاء على الدفاعات الجوية الدقيقة للعدو. ولكن العديد منها سوف يستخدم فعليا في الميدان، فمثلا تدرب الضباط الخمسة المتخرجون على طرق لإخفاء الضوضاء، التي تصدرها مروحة الطائرة لمنع تتبع الطائرات بدون طيار.

كما يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لإنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم، فلعدة سنوات كان الضباط الذين يقودون الطائرات بدون طيار يتحدثون في التقارير التي يقدمونها عقب تنفيذهم لمهمات معينة عن إمكانية استخدامها في عمليات الإنقاذ، ولكن لم يكن الطيارون قبل تأسيس الأكاديمية هذا العام يستطيعون اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخدام الطائرات في عمليات البحث والإنقاذ خلال القتال.

يقول كولونيل دانييل ترنر: «الكل يعرف أنه من المنطقي إرسال طائرة آلية بدون طيار، ولكننا لم نكن نعرف كيف نفعل ذلك».

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»