أستراليا: طلاب هنود يتظاهرون طلبا للحماية.. من عصابات لبنانية

قالوا إن الاعتداء عليهم سببه عنصري.. ورئيس الوزراء يدعو للتهدئة

رجل شرطة استرالي يوقف لبنانيين بعد المصادمة بينهم وبين طلبة هنود في سيدني أمس (أ ف ب)
TT

دفعت احتجاجات يقودها طلاب هنود في استراليا طلبا للحماية من عصابات لبنانيين يعتدون عليهم، برئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود إلى التدخل والدعوة للهدوء. وشكل الطلاب الهنود مجموعات حراسة في ثاني يوم من الاحتجاجات طلبا للحماية من عصابات اللبنانيين في سيدني وملبورن، وقالوا إنه يتم الاعتداء عليهم لأسباب عنصرية. ونزل عشرات الطلبة الهنود إلى شوارع سيدني، أمس، مما أدى إلى قيام الشرطة باعتقالات بعد هجمات في كل من سيدني وملبورن أشعلت احتجاجات دبلوماسية ومخاوف من رحيل الطلبة الأجانب عن استراليا. وقال رود لإذاعة استرالية «من غير المقبول بالنسبة لأحد استخدام العنف ضد أي طالب من أي عرق وفي أي مكان في استراليا.. كما أنه من غير المقبول القيام بهجمات ثأرية وأن يأخذ كل واحد حقه بيده». وأضاف «أعتقد أن الجميع يحتاج لوقفة في هذا الأمر، وأعتقد أننا في حاجة إلى جو من الهدوء العام بدرجة كبيرة».

وشكل الطلاب الهنود مجموعات حراسة في محطات القطارات والحافلات في ملبورن بعد سلسلة من الهجمات تعرضوا لها في المدينة على مدى السنة ونصف السنة الماضية، والتي تصر السلطات الاسترالية على أن الدافع وراءها الجريمة وأنها ليست هجمات عنصرية. ويعتقد طلبة هنود أن الهجمات «عنصرية»، محذرين من ميل إلى العنف في استراليا حيث يمثل الطلبة الأجانب ثالث أكبر مصدر للدخل والذي يقدر بأكثر من 12 مليار دولار. ويبلغ عدد الطلاب الهنود في استراليا نحو 90 ألف طالب. وانضمت الصين الأسبوع الماضي إلى الهند في إبداء مخاوف متعلقة بهجمات متفرقة على الطلبة الصينيين في السنوات الأخيرة، وحثت السلطات الاسترالية على تحسين الوضع الأمني. وفي محاولة للتخفيف من التوترات، أمرت شرطة ملبورن مجموعات من الشبان الهنود الذين يحرسون ثلاث محطات للقطارات بالتفرق بعد أن تجمعوا لمنع المزيد من الهجمات على أبناء بلدهم. وفي سيدني تجمع نحو 70 شخصا في ضاحية «هاريس بارك» بغرب المدينة حيث زعم ممثلو الجالية الهندية أن عصابات استرالية من أصل لبناني هاجمتهم فردوا على الهجمات باستخدام مضارب البيسبول. وحذرت الشرطة من أن «هاريس بارك» منطقة خطيرة ليلا بسبب العصابات الإجرامية وأن الهجمات التي استهدفت الطلبة الهنود إجرامية بشكل خالص.

وتجمع الطلاب وهم يصرخون «نريد العدالة»، احتجاجا على الاعتداءات الأخيرة عليهم. وقالوا إن الاعتداء الأخير على شابين هنديين حصل يوم الاثنين الماضي من قبل شبان من أصول لبنانية. وليلة الاثنين، جرى الاعتداء على ثلاثة شبان لبنانيين في ما يبدو أنها عملية انتقامية. واعتقلت الشرطة شابين هنديين خلال التظاهرات أمس، واتهم أحدهما بحمل سكين. وقال أحد المتظاهرين، كينيث لوك، إنه تعرض للضرب من قبل عصابة من اللبنانيين وكسرت نظارته. وأضاف أن الشرطة استغرقت وقتا طويلا للرد على الشكاوى، وقال «إذا لم يأخذوا (الشرطة) الأمور بجدية، فإنها ستتكرر دائما». وقال قائد الشرطة المحلية روبرت ردفرن، إن على الضحايا أن يتقدموا بشكاوى رسمية. وأضاف «تقدموا بشكواكم وأعطونا الدليل لكي نتمكن من القيام بالاعتقالات اللازمة». ويقول سكان منطقة هاريس بارك في سيدني، إن التوترات بدأت تتصاعد في المنطقة أخيرا مع انتقال عدد من الهنود للعيش في محيط يسيطر عليه اللبنانيون. وقال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث، إن السيطرة على العنف ربما تستغرق «بعض الوقت»، في حين أن خبراء التعليم حذروا من أن الضرر لسمعة استراليا في العالم باعتبارها وجهة آمنة للدراسة قد يستمر فترة أطول. وقالت شرطة ولاية فكتوريا إنها تشن حملة أمنية جديدة لإعادة النظام، وإنها ستستفيد من الدوريات التي أعلن بالفعل عن زيادتها. وفي سيدني بدأ عدد أكبر من أفراد الشرطة يحرسون الضواحي الأكثر تضررا من هذه الهجمات.

ووصف رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الهجمات في كلمة ألقاها أمام البرلمان بأنها أعمال عنف خالية من المنطق، في حين انضم وزير الخارجية الهندي إس.إم كريشنا إلى رود في الدعوة إلى الهدوء.