وزير خارجية المغرب السابق ترشح في مسقط رأسه أصيلة.. وغالبية الأحزاب لم تقدم مرشحين ضده

محمد بن عيسى.. «العداء» الذي وصل بمدينته مبكرا إلى رحاب التنمية والعالمية

TT

ترشح محمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب السابق، ورئيس بلدية أصيلة حاليا، للانتخابات البلدية، التي ستجرى غدا، في مسقط رأسه مدينة أصيلة (شمال المغرب). وامتنعت جميع الأحزاب السياسية بالمدينة عن تقديم مرشح ضده في الدائرة رقم «واحد»، باستثناء حزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية. وترشح بن عيسى بصفته مستقلا (غير منتم)، رافعا شعار «فلتستمر المسيرة»، بينما اختار «العداء» رمزا انتخابيا له. واعتبر مراقبون عدم تقديم معظم الأحزاب السياسية المغربية لمرشحين لها في الدائرة التي ترشح فيها بن عيسى بمثابة إجماع على الرجل الذي أخرج مدينة أصيلة من عزلتها والتهميش الذي عانت منه طويلا لتصبح مدينة ذائعة الصيت في مختلف أرجاء العالم بفعل مواسمها الثقافية الدولية، التي انطلقت عام 1978.

وتعتبر أصيلة نموذجا لربط الثقافة والفن بالتنمية. كما أن المشروع الثقافي الذي قاده بن عيسى على مدى أكثر من 30 عاما، لم ينس أبدا تطعيم نفسه بمشروع اجتماعي ـ اقتصادي مواز، تجسد في المشاريع الاجتماعية (مدارس، سكن اجتماعي، مستشفى، محطة طرقية، دار العجزة)، التي ساهمت مؤسسة منتدى أصيلة في تحقيقها لصالح المدينة، بشراكة مع المجلس البلدي، ومؤسسات الدولة، والدول الشقيقة وفي مقدمتها السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين. وفي سياق ذلك، قال عضو في حملة بن عيسى الانتخابية لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الأخير دافع في حملته عمن يراهم مؤهلين للعمل معه في المجلس البلدي المقبل للمضي قدما في مشروعه الإصلاحي والتنموي لمدينته. وتتكون مدينة أصيلة من 25 دائرة انتخابية، وتخضع لنمط الاقتراع الفردي الأحادي الاسمي، نظرا لأن عدد سكانها لا يتجاوز 35 ألف نسمة. في حين تخضع المدن التي يتجاوز عددها هذا الرقم لنمط الاقتراع باللائحة.

وبلغ عدد المرشحين لمجلس البلدية 71 مرشحا بدل 91 مرشحا عام 2003، منهم 24 مرشحا للتجمع الوطني للأحرار (مشارك في الحكومة)، و12 مرشحا لحزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية المعارض، و10 مرشحين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الحكومة)، و9 مرشحين لجبهة القوى الديمقراطية (معارضة)، و7 مرشحين لحزب الإصلاح والتنمية، و3 مرشحين لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، ومرشحين لحزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الحكومة)، ومرشحين لحزب القوات المواطنة، ومرشح واحد لحزب الاستقلال (مشارك في الحكومة)، ومرشح مستقل واحد، هو بن عيسى.

وبلغ عدد النساء المرشحات في أصيلة، سبع مرشحات منهن أربع مرشحات مع التجمع الوطني للأحرار، ومرشحتان مع جبهة القوى الديمقراطية، ومرشحة واحدة مع حزب الأصالة والمعاصرة، إضافة إلى 3 لوائح إضافية للنساء ينتمين لـ«العدالة والتنمية»، وجبهة القوى الديمقراطية، والتجمع الوطني للأحرار. ودخل بن عيسى إلى مجلس بلدية أصيلة لأول مرة عام 1976 كعضو مستقل، ولم تكن له فيه أي مسؤولية، ومن هناك بدأت تظهر المعالم الأولى لمشروع أصيلة الثقافي حين بادر مع الفنان التشكيلي محمد المليحي، الذي كان عضوا بالمجلس، في إحدى دورات المجلس البلدي بدعوة مجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة لصباغة جداريات المدينة القديمة مع الأطفال كمساهمة إبداعية منهم للحفاظ على البيئة ونظافة المدينة. وفي عام 1978 أسس بن عيسى والمليحي جمعية المحيطة الثقافية المنظمة لمواسم أصيلة التي تحولت لاحقا إلى «مؤسسة منتدى أصيلة».

وفي عام 1983 انتخب بن عيسى رئيسا للمجلس البلدي بالغالبية، وكان آنذاك عضوا مؤسسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، وظل بن عيسى عمدة للمدينة في الانتخابات الموالية. ومع حلول موعد الانتخابات البلدية والقروية المزمع تنظيمها يوم غد يكون بن عيسى قد قضى 27 عاما على رأس بلدية أصيلة.

ويسود انطباع في المدينة أنه كيفما كانت التشكيلة السياسية المكونة للمجلس البلدي المقبل، فإن بن عيسى لديه حظوظ كبيرة لإعادة انتخابه عمدة لأصيلة، فالرجل بالفعل «عداء» وصل مبكرا بمدينته إلى رحاب التنمية والعالمية، ولديه إرادة للمضي قدما في مواصلة تحقيق المزيد في هذا المجال.