كليات تغلق أبوابها أمام الطلاب المحتاجين

خفضت عدد المنح المقدمة للفقراء.. واختارت طلابا أقل تفوقا قادرين على الدفع

TT

أبلغ قسم قبول الطلاب في كلية ريد في بورتلاند، أن الفصل الأول الذي حضروا له بجهد كبير طوال أسابيع، لا يمكن البدء به كما هو مقرر. السبب كان المال. فالكثير من الطلاب يحتاجون إلى مساعدات مالية، والكلية لم يكن لديها ما يكفي من الأموال. لذا كلفت مديرة المساعدات المالية فريق العمل بمهمة أخرى: تخفيض عدد يزيد على مئة طالب من الطلاب الفقراء، قبل إرسال خطابات القبول، واستبدالهم بهؤلاء الذين يستطيعون دفع المصاريف كاملة.

تعترف ليزلي ليمبر، مديرة المساعدات، أن فكرة إقصاء طالب لمجرد المال تتعارض مع مبادئ الكلية. وتقول: «لا يشعر أحد منا بالسعادة.. كلية ريد لم تشطب أي طالب من قائمتها في العام الماضي ولم تكن تحتاج في السابق إلى التخلص من العديد من الطلاب المستحقين». كان ذلك القرار من أكثر القرارات صعوبة لتلك الكلية الخاصة الصغيرة التي تشتهر بجمعها بين الصرامة الأكاديمية والمنهج السلس في التعليم الذي اجتذب من قبل ستيفن غوبس، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، للدراسة في الحرم الجامعي الذي يبعد عن وسط المدينة بعدة دقائق.

ومع تضرر منح الكليات الخاصة مثل ريد بفعل الأسواق المالية وزيادة أعداد الطلاب الساعين للحصول على مساعدات، تلجأ هذه الكليات إلى إجراء العديد من التغييرات في العام الحالي في هيئة التدريس والطلاب والمصاريف والفصول، وتأمل في أن تتغلب بهذه التغييرات على الأزمة من دون إلحاق الضرر بسمعتها أو أهدافها التعليمية.

وقد سمحت كلية ريد وغيرها بدخول المزيد من الطلاب لزيادة الدخل من خلال فصول أكبر. وتخفض العديد من الكليات النفقات بتجميد أو تخفيض الرواتب، ووقف التعيينات وتأجيل صيانة المباني والإنشاءات. وتتزايد تكلفة الحضور؛ ففي ريد، ارتفعت بنسبة 3.8 في المائة، لتصل إلى 50 ألف دولار في العام عن 1,300 طالب ملتحق بها.

ولكن الكلية أجلت إجراءات جذرية، مثل إنفاق المزيد من منحها أو إغلاق بعض الأقسام أو بيع بعض العقارات بالقرب من الحرم الجامعي. وبدلا من ذلك، ينتظر مسؤولو الكلية أن تتحول حالة الاقتصاد سريعا، كما كان واضحا عندما سمحوا لمراسل نيويورك تايمز بالحضور في مناقشات حول الميزانية هذا الربيع.

وقال كولين دايفر، رئيس جامعة ريد: «نحاول، مثل الجميع أن نبدأ بتخفيض الأشياء التي من الأرجح أن تسبب أقل ألم حقيقي للبرنامج». وعندما تحدث عن رد فعل ريد قصير المدى على حالة الركود، اعترف دايفر بأنه مشتت، متسائلا ما إذا كان إجراء إعادة تقييم شاملة أمرا سليما.

وقال ربما يكون شيئا جيدا إذا تمكنت حالة الركود من إعادة تركيز إدارة الكليات على جودة التعليم العالي بدلا من الاستثمار في حوائط التسلق (لا يوجد في ريد مثله)، ومظاهر الترفيه في الحياة الجامعية التي أشعلت سباقا بين الجامعات يعتمد على ارتفاع المصروفات وجمع التبرعات.

ويقول دايفر واصفا الضغوط من أجل التماشي مع الكليات الأكثر ثراء ومعربا عن إحباط نادرا ما يفصح عنه رؤساء الكليات: «أحاول أقول باستمرار نحن في مجال التعليم. والمبدأ الوحيد الذي يقوم عليه التعليم العالي هو أننا نعرف شيئا لا تعرفه. لذا لا يجب أن نقدم لهم وسائل ترفيه».

ولكن لا يوجد رئيس كلية يرغب في أن يكون أول من يجري تغييرات كبيرة في كليته. فمثلا لا تتخلى ريد عن خططها لإقامة مركز جديد للفنون المسرحية. ويقول دايفر مشيرا إلى الكليات عامة: «إذا كنا سنغير طريقتنا، فسنحتاج بالفعل إلى دفعة. لن يحدث ذلك من الداخل». وحتى الآن، التغييرات بسيطة وغير ملحوظة تقريبا للطلبة. وسيكون التأثير غالبا في تكوين الطلاب في غضون الأعوام الأربعة المقبلة.

وقد تخلت ريد حاليا عن آمالها في قبول الطلاب وفقا لتميزهم فقط، من دون النظر إلى المال. تحولت إلى قائمة الانتظار التي لديها في العام الحالي، واختارت فقط الطلاب الذين يمكنهم تسديد مصروفات الدراسة. وفي العام الحالي، وضع مكتب المساعدة المالية قائمته الخاصة المنفصلة بالطلاب الذين تغيرت أحوالهم أو طلباتهم المالية غير مكتملة. وعلى الرغم من أن ريد خفضت من قبل قائمة المقبولين لأسباب مالية، إلا أنها كانت دائما ما تجد وسيلة لمساعدة عدد من الطلاب الذين يعانون من انتكاسات غير متوقعة. وفي العام الجاري، وصلت عشرات الطلبات، وحصل العديد فقط منها على المزيد.

وفي العام الحالي، كانت هناك زيادة بنسبة 23 في المائة في أعداد الطلاب الجدد الذي يسعون للحصول على مساعدة مالية، وهو ضعف عدد الطلاب الذين استأنفوا طلبات المساعدة. وتضيف ليمبر، مديرة قسم المساعدة: «لقد وضعنا بعض الشروط الصارمة،» في محاولة لمساعدة «الطلاب الذين تغيرت ظروفهم» أولا.

* خدمة «نيويورك تايمز»