تفكيك طرد ملغوم يحوي مواد متفجرة بمقر الأمن العام في بيروت

الرسالة كانت مرسلة إلى ليبيا.. ومحققون يشتبهون ببعض الأشخاص

TT

عثرت السلطات الأمنية في لبنان أمس على طرد ملغوم يحوي 200 غرام من المتفجرات، أرسل إلى مقر قيادة الأمن العام في بيروت، إلا أن العبوة لم تنفجر بسبب عطل تقني فيها، مما مكن خبراء المتفجرات من تفكيك العبوة بعد اكتشافها. وجاء هذا الحادث بعد يوم من اكتشاف قنبلتين يدويتين غير معدتين للتفجير، بالقرب من مدرسة الحكمة في منطقة الجديدة الواقعة شرق بيروت، وبعد أيام من فوز فريق 14 آذار بالانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد الماضي. وكانت سلسلة تفجيرات استهدفت سياسيين في 14 آذار وأحياء سكنية، معظمها في المناطق المسيحية، قد ضربت لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005.

وقال مصدر قضائي بارز إن الطرد المفخخ جهز في لبنان وكان مقررا إرساله إلى الخارج بواسطة البريد السريع (DHL)، وأن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا كلف الأمن العام وقسم المباحث الجنائية بإجراء التحقيقات اللازمة لكشف هوية المتورطين وتوقيفهم وجلاء الملابسات المحيطة بالعملية. وأفاد المصدر بأن الطرد كان مرسلا من لبنان إلى ليبيا، مشيرا إلى أن «تحديد الأشخاص الذين أعدوه هو رهن التحقيق القائم حاليا»، وقال: «هناك شبهات تحوم حول بعض الأسماء التي ستخضع للتحقيق».

وكانت مصادر أمنية ذكرت أن الطرد الذي ضبط عبارة عن مغلف يحتوي ما بين 150 و200 غرام من مادة الـ«تي. إن. تي» شديدة الانفجار موصولة بساعة توقيت وصاعق «لكنها غير موصولة بشكل دقيق مما عطل التفجير».

وأصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا أوضحت فيه أنه «لدى معاينة طرد بريدي مدون على غلافه عبارة أقراص مدمجة، تبين وجود عبوة جاهزة للتفجير داخله هي عبارة عن حوالي 150 غراما من مادة الـ(تي.إن.تي) مربوطة بقنينة غاز صغيرة وموصولة بصاعق مع ساعة توقيت. وتجري التحقيقات لكشف الخلفيات».

هذا الحادث وإن لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق وانفجر طرد مفخخ قبل نحو خمس سنوات في مركز بريدي في بيروت بعد وصوله من الخارج وأدى إلى بتر ذراع موظف في المركز، لكنه الأول الذي يضبط في مؤسسة أمنية رسمية.

وبحسب مصادر رسمية لبنانية متابعة للتحقيق، فإن الطرد الملغوم يحمل أكثر من رسالة ويطرح جملة من الأسئلة عمن يقف وراء هذه العملية ومن هو المستهدف من هذا العمل الأمني بعد التثبت من أن وجهة الطرد هي ليبيا، وعما إذا كان المقصود جر لبنان إلى أزمات ومشاكل جديدة مع دول عربية، خصوصا أن الرسالة السياسية المفخخة تأتي غداة انتهاء الانتخابات النيابية التي كرست الأكثرية البرلمانية لقوى 14 آذار. كما أنها تتزامن مع الأجواء التفاؤلية التي تشيعها القوى السياسية التي تؤكد أن لبنان مقبل على انفراجة سياسية وأمنية وصيف سياحي واعد. ويتخذ هذا الحادث أهمية بسبب وجوده في مركز أمني، علما بأن التقارير الأمنية تصدر يوميا تقريبا وتعلن العثور على قنبلة في هذه المنطقة أو تلك. وآخر هذه الرسائل القنبلتان اللتان وجدتا أول من أمس أمام مدرسة الحكمة في الجديدة (شرق بيروت) وتبين أنهما صالحتان للاستعمال لكنهما ليستا معدتين للتفجير.