ميتشل في بيروت: سنستمع إلى نصحكم عندما يكون هناك خطأ.. ولا حل في المنطقة على حساب لبنان

عقد اجتماعا مغلقا مع سولانا في مطار بيروت قبل توجهه إلى دمشق

ميتشل يتحدث للصحافيين في قريطم أمس، ويبدو إلى يمينه النائب سعد الحريري (أ.ف.ب)
TT

أكد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل التزام الإدارة الأميركية الجديدة العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط مؤكدا أن «لا حل أبدا على حساب لبنان». وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان المبعوث الأميركي الذي زار بيروت أمس لساعات معدودة قبل توجهه إلى دمشق، أن لبنان مستعد للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام على أساس مرجعية مدريد والضمانات التي أعطيت بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة من دون قيد أو شرط. وقال ميتشل لسليمان إن استدعاء الرئيس الأميركي له بعد 48 ساعة على دخوله البيت الأبيض وتكليفه المهمة التي يقوم بها «دليل على الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس أوباما لأزمة المنطقة ورغبته القوية في إيجاد حل لها». وأشار إلى «أن الحكومة اللبنانية الجديدة ستلعب دورا أساسيا في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله»، مؤكدا مجددا أن الولايات المتحدة «ستستمر في دعم لبنان، وأن أي حل في المنطقة لن يكون على حساب لبنان على الإطلاق». وتوجه إلى الرئيس سليمان قائلا: «من المهم أن تدركوا أننا سنعتمد عليكم وأنتم ستعتمدون علينا. وسنستمع إلى نصحكم وتصويبكم عندما يكون هناك خطأ». وأفادت المعلومات الرسمية اللبنانية أن الرئيس اللبناني رحب بميتشل مثمنا «موقف الرئيس باراك أوباما والإدارة الأميركية والشعب الأميركي تجاه لبنان ومساعدته في شتى المجالات». ولفت إلى «أن المرحلة الجديدة بعد الانتخابات (اللبنانية) هي مرحلة إصلاحات سياسية واقتصادية وتعزيز القوى العسكرية والأمنية ومتابعة طاولة الحوار». وقال: «هذا كله في حاجة إلى مناخ السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط حيث يتطلع الشعب اللبناني إلى الدور الأميركي»، مبديا أمله في «أن لا يكون أي حل على حساب لبنان».

ورأى سليمان «أن أي تسوية للمنطقة لا ترتكز على حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين لا تجدي نفعا»، مشددا في هذا السياق على «أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر هو المدخل الصحيح نحو تحقيق السلام على أساس مرجعية مدريد وعلى قاعدة المبادرة العربية للسلام وفقا للمقاربات والمهل التي أقرتها القمة العربية الأخيرة». وأشار إلى «أن تطبيق القرار 1701 يسير بشكل جيد من جانب لبنان من خلال التنسيق الجيد بين الجيش واليونيفيل» معتبرا «أن كشف شبكات التجسس الإسرائيلية والتحذيرات الإسرائيلية المستمرة للحكومة اللبنانية يمثلان خرقا فاضحا للقرار 1701 ولسيادة لبنان بصورة مطلقة». هذا، وأكد ميتشل بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «الالتزام القوي للرئيس الأميركي بإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط. وهذا يضمن إقامة دولة فلسطينية كموطن للفلسطينيين، في أقرب وقت ممكن». وقال: «لبنان سيلعب دورا أساسيا في المدى الطويل لبناء سلام شامل ودائم ومستقر في الشرق الأوسط». وتابع: «نقول بوضوح إنه لن تكون هناك أي حلول على حساب لبنان. ونحن نتطلع قدما للعمل مع لبنان لبناء هذا الحل. كما أود أن أهنئ الشعب اللبناني على إجراء انتخابات نيابية ناجحة. وهذه الانتخابات كانت حجر أساس بالنسبة لهذا البلد. وإن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بدعم سيادة لبنان وحريته واستقلاله. ونحن نتطلع قدما لمواصلة بناء علاقاتنا الثنائية القوية والعمل مع الحكومة الجديدة، بما في ذلك العمل على إحلال سلام شامل واستقرار دائم في الشرق الأوسط». والتقى ميتشل كذلك وزير الخارجية فوزي صلوخ، كما زار رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري حيث أشاد بمزايا والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وقال: «أنا متأثر جدا هنا بالحضور الحسي والملموس لرفيق الحريري. وقد قلت للنائب الحريري إن والده لطالما كان فخورا به. وهو بالتأكيد فخور به الآن بشكل خاص نظرا إلى العمل والجهود التي بذلها في الأسابيع الماضية». وأضاف: «إن لبنان قادر وسيؤدي دورا محوريا في الجهود الطويلة الأمد المبذولة في بناء سلام شامل ودائم وإرساء الاستقرار في المنطقة». وبالموازاة مع زيارة ميتشل، بدأ أمس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، زيارة رسمية إلى لبنان. وقال إنه سيلتقي خلالها عددا من المسؤولين وممثلين عن مختلف الأحزاب اللبنانية، وإنه سيبحث مع مختلف الأفرقاء اللبنانيين «تطور الوضع اللبناني بعد الانتخابات». وتحدث عن «العمل بشكل جاد لتعميق وتقوية العلاقة بين لبنان والاتحاد الأوروبي الذي يدعم لبنان دائما».

وبعد لقائه رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أشاد سولانا بـ«نزاهة الانتخابات النيابية التي شهدت إقبالا مرتفعا». وأمل في «فتح صفحة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية» معتبرا أن «لبنان هو بلد للجميع بمن فيهم الأوروبيون. وأنا شخصيا قريب من قلوبهم جميعا». وعن إمكان زيارته قيادة «حزب الله» أكد أنه سيزور «جميع الأفرقاء السياسيين اللبنانيين». كما عقد ميتشل وسولانا اجتماعا مغلقا في إحدى قاعات مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي.