مصادر أمنية برام الله: أحد أهم قادة القسام في الضفة يسلم نفسه بعد وساطة مصرية

حماس تؤكد أن صوافطة قائد سياسي ولم يسلم نفسه

TT

أكد الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية، عدنان الضميري تسليم أحد كبار قادة القسام في الضفة الغربية نفسه للأجهزة الأمنية في طوباس شرق مدينة نابلس. وقال الضميري، لـ«الشرق الأوسط»: «ان فازع صوافطة، أحد أهم المطلوبين لدينا، سلم نفسه طوعا بالأمس مع شقيقه علاء، الذي ينتمي أيضا لكتائب القسام»، وأخضع فازع لتحقيق، بينما أخلي سبيل شقيقه بعد أن ثبت أنه غير مطلوب للأجهزة الأمنية.

لكن حماس نفت في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن يكون صوافطة، سلم نفسه، كما نفت أن يكون من قادتها العسكريين، مؤكدة أنه أحد قادة الحركة السياسيين في الضفة الغربية، ولا علاقة له بالجناح العسكري للحركة.

وقالت الحركة إنه «على مدار الأسبوعين الماضيين جرت اتصالات مكثفة بين السفير المصري في رام الله هشام شربتلي، وبين الأستاذ فازع صوافطة، حيث طلب الأخير مقابلته لمناقشة التطورات التي تجري في الضفة الغربية». وأضاف البيان، «وبالفعل فقد تعاطى الأخ فازع صوافطة، مع هذه الدعوة، بعد تعهد قادة الأجهزة الأمنية للسفير المصري بحفظ أمنه وعدم المساس به أو اختطافه، حيث توجه الأخ فازع، إلى رام الله، للقاء السفير المصري، وجرى اللقاء بينهما، ثم طلب السفير من الأخ فازع، الذهاب إلى مقر جهاز المخابرات العامة في رام الله، لمقابلة قادة الأجهزة الأمنية لمناقشة الأحداث الجارية في الضفة، وبالفعل استجاب الأخ لطلب السفير، وتوجه ظهر هذا اليوم إلي مقر المخابرات». أما مصادر أمنية رفيعة فقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «صوافطة سلم نفسه بعد وساطة مصرية، وأضافت «كانت للمصريين أيادي بيضاء في تجنيبنا وتجنيبه الدم والموت». وتابعت القول إن المصريين بذلوا جهودا كبيرة في إقناع قيادة حماس بإبلاغ عناصرها بعدم مواجهة عناصر الأمن الفلسطيني في الضفة. واستطردت القول إن «الذين يعتقلون مصيرهم الإفراج مهما قضوا، أما المواجهة بالرصاص فتعني الموت، والمصريون أبلغوا حماس ذلك». وسلم صوافطة، نفسه بعد تلقيه ضمانات بعدم التعرض لحياته، وألمحت المصادر إلى أن السفارة المصرية تدخلت وأجرت اتصالات مع قيادات من حماس، والقيادات الأمنية الفلسطينية من أجل تسوية أمر صوافطة. ووفق المصدر فإن تكثيف البحث عن صوافطة، والتضييق عليه ساعده في اتخاذ القرار. أما حول مصيره، فقال المصدر الأمني، «إنه من أحد أشد المحرضين على مواجهة عناصر الأمن وإحداث فتنة، والقضاء سيأخذ مجراه، وسنعرف ما إذا كان متورطا في هجمات مباشرة ضد السلطة أو لا». لكن مصادر أمنية أخرى قالت إن صوافطة، تلقى ضمانات بإطلاق سراحه لاحقا على أن يلتزم بالقانون.

وكان صوافطة، مطاردا للأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ عدة أشهر، وأصدر أخيرا عدة بيانات شديدة اللهجة، يحذر فيها الأجهزة الأمنية من الاستمرار في اعتقال عناصر حماس. وصوافطة، معروف منذ كانت تربطه علاقات جيدة بأحد أبرز وأشهر قادة كتائب القسام، يحيى عياش، الذي اغتالته إسرائيل في 5 يناير (كانون الثاني) 1996، في غزة، بعد مطادرة مضنية وطويلة. وصوافطة، مهندس تخرج من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وقضى في سجون الاحتلال أكثر من عشر سنوات.

جاء ذلك في وقت، شنت فيه السلطة مزيدا من الاعتقالات في صفوف حماس، طالت الدكتور حسن السفاريني، المحاضر في كلية القانون، في جامعة النجاح، في نابلس، وعضو بلدية بيت لحم، خالد سعادة وتجارا وأسرى محررين. وقالت حماس، إن الأجهزة الأمنية واصلت حملة اعتداءاتها النوعية بحق الشخصيات الاعتبارية، واعتقلت أمس 22 من كوادرها وعناصرها في مدن مختلفة في الضفة. ودعت الفصائل والعائلات والقبائل إلى ثورة شعبية في وجه سلطة رام الله. وقال النائب مشير المصري، إن حركته أبلغت مصر «أنه لا يمكن أن يستأنف الحوار في ظل استمرار المجزرة ضد حماس والمقاومة والشعب في الضفة الغربية».