المعلم: خريطة طريق لتطبيع العلاقات السورية ـ الأميركية من 3 مرتكزات

أبدى استعداد دمشق للتوسط بين واشنطن وطهران

TT

شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على رغبة بلاده في تحسين العلاقات السورية – الأميركية، قائلاً: «انني متحمس جداً لرؤية تحسن حقيقي في علاقتنا مع واشنطن». وأثنى المعلم في حوار أجرته معه مجلة «فورين بولسي« «العلاقات الخارجية» ونشرته على موقعها الالكتروني أمس على الرئيس الأميركي باراك أوباما، قائلاً: «نعتقد أن الرئيس باراك أوباما يبدو صادقا جداً، ولكن هل يمكن له أن يحقق ما يوعد به؟ هناك دائماً الكونغرس واللوبي الإسرائيلي يجب الانتباه إليه». وأضاف: «نحن نتفق مع الرئيس أوباما كثيراً، الرجل أعاد السلام الشامل إلى الأجندة، كما أنه ينوي الانسحاب كلياً من العراق، نحن مستعدون للمساعدة في ذلك ولكن نحتاج لمعالجة شروطنا في تلك المسألة أيضاً». وفي الحوار الذي أجري يوم 4 يونيو الجاري وخلال القاء اوباما خطابه من القاهرة، عبر المعلم عن آمال بأن «يحقق أحلام الجميع، بما فيها حلمه وحلم الفلسطينيين، وهو رؤية الأراضي المحتلة محررة من الاحتلال وأن يعيش كل الإسرائيليين بسلام». وحول امكانية اجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل بتسهيل تركيا للمفاوضات، قال المعلم: «كنا سعيدين جداً بالدور التركي، كانوا مهنيين ومحل ثقة ومساعدين كوسطاء»، وأضاف: «كان الاتفاق على البدء بمفاوضات غير مباشرة بهذه الطريقة وبعدها لو تمكنا من انهاء الأولويات مع الأتراك، الخطة كانت اعطاء مهمة انهاء عملية السلام للأميركيين». واعتبر المعلم أن «الطريقة الأفضل الآن هي العودة إلى هذه الخطة الآن، لو نجحت النجاح سيكون لباراك اوباما.. واذا فشلنا، سيكون فشلنا وحدنا». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد اجرت مكالمة هاتفية مع المعلم يوم 31 مايو (ايار) الماضي، وحول هذا الاتصال، قال المعلم: «أتصور أن هيلاري كلينتون وزيرة خارجية جيدة وفعالة، وقد اتفقنا على خريطة طريق لتطبيع العلاقات السورية- الأميركية في جميع المجالات السياسية والأمنية والثقافية». وأضاف: «اتفقنا اننا لدينا رؤية متبادلة ومشتركة ترتكز حول 3 نقاط: استقرار العراق، والعمل من أجل سلام شامل في الشرق الأوسط، والعمل على مواجهة الإرهاب». وأردف قائلاً: «نعلم أن كل هؤلاء لا يعتمدون على سورية والولايات المتحدة فقط، ولكن يشملون لاعبين آخرين أيضاً». وحول علاقته بالمندوب الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، قال المعلم: «لا أعرف السناتور ميتشل ولكن قد عملت عن قرب في السابق مع فريد هوف، وهو أحد مساعديه». وأضاف: «ما سمعناه عن عمل ميتشل في آيرلندا الشمالية وعلى مفوضية ميتشل حول القضية الفلسطينية يشجعنا، نحن على استعداد للعمل معه».

وتطرق المعلم في الحوار مع المجلة الأميركية النافذة في واشنطن إلى موضوع العقوبات الأميركية على سورية واحتمال رفعها، قائلاً: «لم يحدث شىء بعد، حتى حول قضية قطع الغيار لطاقم الطيران المدني، لم نر تحركات، لم يبلغوا الأوروبيين بعد أنه من الممكن ارسال تلك القطع». وشدد على ضرورة رفع العقوبات عن سورية، قائلاً: «القضية انحلت، لقد سحبنا قواتنا من لبنان وتبادلنا السفراء مع بيروت». وعرض المعلم أن تلعب سورية دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، قائلا: «نحن مستعدون للمساعدة، نريد أن نساعد في تثقيف الطرفين حول أهميتهما، حول أهمية الولايات المتحدة الحقيقية في العالم وأهمية إيران الحقيقية للمنطقة». وفي ما يخص دور وساطة سوري محتمل بين الفلسطينيين، أي فتح وحماس، قال المعلم: «جهود الوساطة تحتاج إلى دور مصري مباشر، مثل الوضع الحالي، ويجب أن يدعم العرب هذا الدور». وأضاف: «لكن يجب أن يكون الوسيط محايدا بين فتح وحماس». وشدد المعلم على أهمية أن يعي الرئيس الأميركي تحركات حماس، قائلاً: «يجب أن يعي أن حماس اتخذت خطوتين مهمة، فخالد مشعل أعلن تأييده لدولة فلسطينية ضمن حدود 1967، كما قال إن حماس ستقبل بحل سياسي للنزاع إذا قبلت غالبية الفلسطينيين بذلك».