«سي آي ايه»: بن لادن مازال في باكستان

TT

تراقب الإدارة الأميركية وأجهزتها الأمنية التطورات العسكرية في باكستان عن كثب، خاصة أنها مقتنعة بأن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان. وردا على سؤال حول مكان اختباء بن لادن، قال مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» ليون بانيتا أول من أمس إن وكالة الاستخبارات الأميركية تعتقد أنه في باكستان، موضحا: «آخر معلومات حصلنا عليها، مازال الأمر قائما».

وأوضح بنيتا في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» بعد إلقائه خطابا في الكونغرس أول من أمس أن العثور على بن لادن «اكبر أولوياتنا»، مضيفا: «أحد آمالنا هي أن يتحرك الباكستانيون عسكريا، مع عملياتنا، حتى تكون لدينا فرصة أفضل» للعثور عليه». واعتبر بانيتا أن «القاعدة» مازالت «اكبر خطر أمني» على الولايات المتحدة، مضيفا أن قيادات التنظيم في باكستان مازالت تخطط ضد الولايات المتحدة. ولكنه أكد أن بلاده تلاحقهم خاصة أن «عددا من الأشخاص» في باكستان يزودونهم بالمعلومات. ويحرص المسؤولون الأميركيون العسكريون والدبلوماسيون على التشديد على عدم مشاركة القوات الأميركية في العمليات العسكرية الباكستانية، لكن يؤكدون تزويد باكستان بـ«الدعم اللوجستي». وقال بانيتا: «لدينا عدد من الأشخاص على واقع الأرض في باكستان يزودوننا بالأهداف والمعلومات التي نحتاجها لملاحقة القاعدة». وبينما قال قائد القيادة الوسطى الأميركية ديفيد بترايوس إن الدعم للجيش الباكستاني «غير مباشر»، تعتمد الولايات المتحدة بشكل أساسي على القصف الجوي بطائرات من دون طيار على المناطق التي تعتقد الولايات المتحدة أنها تؤوي عناصر «القاعدة». وتثار تساؤلات عدة في واشنطن حول جدوى القصف الجوي التي تقوم به القوات الجوية الأميركية في باكستان والذي يواجه انتقادات شديدة من باكستان وسبق أن طالبت الحكومة الباكستانية بوقفه. وأصدر «مركز أمن أميركا الجديد»، وهي مؤسسة فكرية مؤثرة في واشنطن وخاصة مع الإدارة الأميركية الجديدة، تقريرا أمس حول الوضع في أفغانستان وباكستان يشدد على أهمية وقف القصف الجوي، إذ اعتبر واضعوه أن هذا القصف «يعزل الشعب عن حكومته وعن التحالف، بينما يساعد على ترويج الإرهابيين الذين يستغلون حقد المدنيين على الهجمات الجوية». يذكر أن القوات الأميركية أطلقت منذ مارس (آذار) 2009 أكثر من 30 هجوما بطائرات من دون طيار في باكستان. إلا أن عددا كبيرا من العسكريين يشددون على أهمية مواصلة الهجمات لعرقلة توسيع «القاعدة» نشاطاتها في باكستان. وقال الجنرال ديفيد بارنو، الذي كان يقود القوات الأميركية في أفغانستان عامي 2004 و2005 بعد إطلاق التقرير: «اعترض جدا على وقف الهجمات الجوية، لأنها ستسمح بإعطاء المتطرفين مأوى، علينا ألا ندعم العدو من خلال تحقيق ما يطالبون به». وأضاف بارنو، هو الآن مدير المركز للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا في جامعة الأمن الوطني الأميركية: «المتطرفون يروجون لمقتل مدنيين كثيرا من أجل الضغط علينا لوقف الهجمات مما سيساعدهم كثيرا». واتفق الكولونيل كريستوفر كافولي مع هذا الرأي، قائلا: «الهجمات الجوية هي المصدر الوحيد للضغط على المتطرفين».