وكيلة وزيرة الخارجية الأميركية: مستقبلنا يعتمد على مد يد الصداقة للعالم

طالبت بعلاقات مع العالم في مواجهة أعدائها

TT

حرصت الإدارة الأميركية الجديدة منذ تولي باراك أوباما الرئاسة الأميركية، التشديد على مد جسور التواصل مع العالم والعمل على تحسين صورة البلاد أمام الرأي العام العالمي. وأكدت وكيلة وزيرة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة غوديث ماكهيل، في خطابها الأول منذ توليها منصبها، أن «الرئيس ووزيري الخارجية والدفاع ملتزمون بتجديد تواصلنا مع شعوب العالم وإعادة القيادة التي جعلت الولايات المتحدة قوة في التقدم العالمي للكثير من تاريخنا». وأضافت: «إدارة أوباما تعترف بالدور المركزي للدبلوماسية العامة كآلة للقوة الذكية وعنصر أساسي في السلطة للقرن الحادي عشر». واختارت ماكهيل تقديم خطابها الأول أمام مؤتمر حول الأمن الوطني الأميركي في واشنطن، مؤكدة أن الدبلوماسية العامة ضرورية لحماية مصالح الولايات المتحدة، وقالت: «من القاهرة إلى كابل من القرى الهادئة إلى المدن المزدحمة، أميركا تمد يد الصداقة للعالم.. نعرف أنه العمل الصحيح الذي علينا أن نقوم به وأن مستقبلنا يعتمد عليه». وشددت ماكهيل على أهمية الدبلوماسية العامة التي كثفتها الإدارة الأميركية وتوجت أخيرا بخطاب أوباما للعالم الإسلامي في القاهرة. ولفتت ماكهيل إلى اعتماد الولايات المتحدة على وسائل وتقنيات جديدة لتطوير الدبلوماسية العامة، معتبرة أن «نقطة البداية» في الدبلوماسية العامة يجب أن تكون «إقرار كم غيرت الثورة المعلوماتية العالم الذي نعيش فيه». والنقطة الأخرى التي شددت عليها ماكهيل هي «الدبلوماسية بين الشعوب»، موضحة أن الخارجية الأميركية ستخصص المزيد من المخصصات للتبادل الثقافي والجمع بين الولايات المتحدة وشعوب أخرى. وشرحت ماكهيل أهمية تحسين صورة الولايات المتحدة حول العالم، قائلة: «الحكومات التي تريد دعم السياسات الأميركية ستتراجع إذا كانت شعوبها لا تثق بنا، ولكن في حال أنجزنا الأمور بطريقة صائبة، سنطور علاقات مع الشعوب حول العالم، وإذا كانوا يثقون بنا الدينامية ستنقلب، الأنظمة الأقل تعاونا ستعدل مواقفها تحت الضغوط الشعبية». وأضافت: «بحسب درجة نجاحنا، التهديدات التي نواجهها اليوم ستقل والشراكات الجديدة ستكون ممكنة». ونبهت ماكهيل إلى أن الولايات المتحدة ليست الوحيدة في العمل على التواصل وإظهار وجهة نظرها، قائلة: «أصدقاء ومنافسون وأعداء يتحركون بسرعة»، مشيرة إلى أن «الصينيين يبنون بنى تحتية ومراكز ثقافية حول العالم ويطورون علاقات بعيدة الأمد في أفريقيا وأميركا اللاتينية وفي مناطق أخرى». وأضافت: «شبكة الدبلوماسية العامة الإيرانية في الشرق الأوسط وخارجه تشمل قنوات فضائية وشبكات إذاعية بلغات أخرى، وأكثر من 100 صحيفة ومجلة والآلاف من المواقع الإلكترونية». وتابعت: «بالطبع القاعدة ومتطرفون آخرون يستمرون بالتواصل الشديد واستخدام جملة من وسائل الإعلام الجديد والقديم». ولكنها أردفت قائلة: «هذه ليست منافسة للبروبغاندا، إنها سباق علاقات، وعلينا أن نعود للعبة». ولفتت ماكهيل إلى مشكلة عانت منها جهود الدبلوماسية العامة الأميركية منذ سنوات، وهي الانقسام بين جهود وزارتي الدفاع والخارجية في الدبلوماسية العامة ولعب الجيش دورا أكبر في هذا المجال. وقالت: «لا يمكن لنا أن نتجاهل القلق الشرعي من أن لا ينظر إلى الدبلوماسية العامة الأميركية على أنها ترتدي جزما حربية، يجب أن يكون هناك وجه مدني أيضا». واستشهدت بوزير الدفاع روبرت غيتس الذي قال إنه من الضروري أن يكون الجيش «في دور داعم للوكالات المدنية». إلا أنها قالت إن المشكلة التي تواجه الجهات المدنية هي الشحة في المصادر المالية، ملتزمة بمعالجة المشكلة. وقالت ماكهيل إن «زمن الحروب على النفوذ انتهى»، مضيفة أنها تدرس حاليا استراتيجية الدبلوماسية العامة الأفضل للبلاد وستقدم أفكارها خلال الأسابيع المقبلة. ولكنها كشفت عن جزء من الاستراتيجية، موضحها أنها ستكون على مستويين، الأول «الاتصال، وهي لعبة الهواء والإذاعة والنشرات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية والتواصل الإعلامي، لشرح ووضع الخلفية لسياسات وعمل الولايات المتحدة». وأضافت أن المستوى الثاني هو «التواصل، لعبة الأرض على التبادل المباشر بين الشعوب والمتحدثين واللقاءات التي ترعاها السفارات لبناء العلاقات الشخصية». ويذكر أن ماكهيل تخلف جيمس غلاسمان الذي عينه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للمنصب وقبله كاثرين هيوز التي كانت مقربة من بوش. وكانت الإدارة السابقة أيضا شددت على أهمية الدبلوماسية العامة، إلا أن ماكهيل أوضحت أن التغييرات تحت الإدارة الجديدة تعني «إعطاء محاضرات أقل والاستماع أكثر» للآخرين، مضيفة «كلما أبدينا احتراما أكثر للشعوب، سنكون نفاذين بشكل أكبر».