اللجنة العربية ـ الأميركية لمكافحة التمييز تدعو العرب لدعم مبادرات أوباما

عضو الكونغرس المسلم يطالب عرب الولايات المتحدة بدعم جهود أوباما

TT

في وقت يواصل المندوب الأميركي للسلام جورج ميتشل، جولته في الدول العربية، يجتمع عدد كبير من العرب النافدين في الولايات المتحدة، لبحث أوضاعهم وسياسة الإدارة الجديدة تجاه أوطانهم الأم. وكان من الواضح في نقاشات المؤتمر السنوي للجنة العربية ـ الأميركية لمكافحة التمييز، التطلع الكبير لما تحمله الأشهر المقبلة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وخاصة في مجال السلام.

وشدد عدد من المتحدثين في المؤتمر على أهمية دعم الشعوب العربية، لما يقدمه أوباما من مقترحات للمنطقة. وقال عضو الكونغرس كيث إيليسون، وهو أول عضو كونغرس مسلم، كما أنه عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي: «يجب ألا تنظروا إلى خطاب الرئيس أوباما في القاهرة على أنه يوم سعيد فقط، بل على أنه يجب أن تبدأوا العمل من الآن». وأضاف: «الرئيس أوباما فتح الباب للجميع، لي ولكم، لكي نبدأ العمل، وأن نفعل ما نستطيع لدعمه، وممكن أن نغير الأوضاع». وتوقع إليسون، أن يفي أوباما بوعوده بالسلام، قائلا: «لقد وقف على مسرح دولي وأعلن موقفه»، مضيفا: «لا أتوقع أن إدارة أوباما مستعدة للخجل أمام العالم والفشل». ولكنه أشار إلى أن «الرئيس قد يكون متقدما أكثر من مؤسسة السلطة، وقد يتعرض لضغوط للتراجع، ولهذا يجب تحرك المجموعات هنا لدعمه».

ودعم هدا الرأي البروفسور جون ميرشايمر، من جامعة شيكاغو، بقوله: «اللوبي الإسرائيلي سيبدأ الرد على الرئيس أوباما قريبا، فعلينا تأييده الآن». وأضاف ميرشايمر، وهو الذي كتب مع ستيفن والت، كتابا حول نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن: «من الضروري أن يجتمع العرب هنا بالعناصر اليهودية التقدمية للدفع من أجل السلام، ودعم الرئيس أوباما، وهذا من أجل مصلحة العرب وإسرائيل والولايات المتحدة». وشارك ميرشايمر وإليسون في جلسة حول سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط، مع الناشط المصري سعد الدين إبراهيم صباح أمس، الذي قال: «علينا أن نساعد أوباما، على أن يساعدنا على مساعدة أنفسنا». تركز النقاش في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس، حول السلام وأوضاع العرب في الولايات المتحدة، وطرق تفعيل دورهم السياسي والاجتماعي في البلاد. وأكد المتحدثون أن طريقة الحديث والتفكير عن منطقة الشرق الأوسط في واشنطن تغيرت. وأشار إليسون، الذي زار غزة بعد هجوم إسرائيل عليها نهاية العام الماضي، إلى أن «الحديث عن غزة قائم في الكونغرس، عدد من أعضاء الكونغرس زاروا غزة ويعلمون المصاعب التي يعاني منها أهلها خاصة مشكلات الحواجز المغلقة». من جهته، قال ميرشايمر: «هناك تغيير جذري في النقاش حول النزاع العربي ـ الإسرائيلي، والنظر إلى الإعلام يظهر ذلك، في الاحتفال بـ50 عاما على قيام إسرائيل لم يتم التطرق إلى ما عاناه الفلسطينيون البتة، بينما عند الاحتفال الذكرى الـ60، تم التطرق في غالبية المقالات إلى وضع الفلسطينيين، وعدد من المقالات أشارت إلى النكبة، وهي كلمة يريد الإسرائيليين التخلص منها». ولفت إبراهيم، الذي يدرس حاليا في جامعة «هارفرد» وكان قد درس في الولايات المتحدة قبل 40 عاما، إلى أن التغيير في الآراء الأميركية تجاه المنطقة واضح في الجامعات الأميركية أيضا. وفي ما يخص جوانب السياسة الخارجية الأخرى، قال ميرشايمر: «المشكلات الأساسية ما زالت قائمة في العراق، وسأدهش إذا انسحبت القوات الأميركية قبل عام 2011، أو حتى قبل انتهاء ولايته الأولى، ستبقى القوات لسنوات طويلة». وانتقد ميرشايمر سياسة أوباما تجاه أفغانستان، مطالبا بالانسحاب منها، بينما قال: «لا أرى أوباما يوقف تطوير إيران أسلحة نووية». إلا أن إليسون شدد على أهمية أن يدرك الجميع أن «أوباما سياسي، وعليه أن يتعامل ضمن المتاح، وأن يجمع وجهات نظر مختلفة»، مضيفا: «يجب أن نفهم ما تتطلبه السياسة منه».