طائرات باكستانية تقصف معقلا لزعيم طالبان

إسلام آباد تستعد لتوسيع حربها في جنوب وزيرستان

TT

قال شهود ومسؤولون في أجهزة المخابرات أن طائرات حربية باكستانية قصفت أمس معقلا لزعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية.

وجاءت الغارة الجوية وسط تنامي توقعات بأن يشن الجيش هجوما في منطقة ينظر إليها منذ وقت طويل على أنها مركز لنشاط طالبان و«القاعدة» بينما يدخل هجوم آخر يشنه الجيش في وادي سوات مراحله الأخيرة. ويقع الوادي إلى الشمال الغربي من باكستان وهو أقرب إلى إسلام آباد. وقال محمد خان، وهو صاحب محل في قرية تقع في قلب أراض يسيطر عليها محسود «قصفت أربع طائرات مقاتلة مناطق من مكين في وقت مبكر أمس لكننا لا نعرف حجم الدمار أو الضحايا».

وفي واشنطن ذكر مسؤولون أميركيون في مجال الدفاع، أمس، أن إسلام آباد تنوي توسيع هجومها على طالبان في منطقة جنوب وزيرستان القبلية (شمال غرب) القريبة من الحدود الأفغانية، مؤكدين بذلك شائعات ينفيها الجيش الباكستاني حتى الآن. وأكد مسؤول في مجال الدفاع لعدد من الصحافيين طالبا عدم كشف هويته أن إسلام آباد التي تشن حملة منذ نهاية أبريل (نيسان) لطرد مقاتلي طالبان من وادي سوات شمال غربي البلاد «تعد لحملة منفصلة في جنوب وزيرستان». وتشكل هذه المنطقة معقلا لبيعة الله محسود زعيم حركة طالبان الإسلامية وتنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة أخرى. وأعلنت حركة محسود مسؤوليتها عن هجومين انتحاريين وقعا الجمعة في مسجدين في باكستان إلى جانب الهجوم على فندق بيرل كونتيننتال في مدينة بيشاور الثلاثاء. وصرح المسؤول الأميركي أن حركة طالبان الباكستانية ستكون الهدف الأول لهذه العملية، لكن الولايات المتحدة تأمل أيضا في أن تستهدف «القاعدة» وطالبان الأفغان الذين أطيحوا عن السلطة في كابول أواخر 2001 وأقاموا معاقل في هذه المنطقة. وأوضح هذا المسؤول «من الواضح أن هذه المجموعات متصلة ببعضها» وأن «هجوما في جنوب وزيرستان يمكن بالتأكيد أن يضطلع بدور بالغ الأهمية»، مؤكدا أن «الاستراتيجية تقضي بممارسة الضغط على جانبي الحدود». ويقاتل حوالي تسعين ألف جندي أميركي ومن التحالف الدولي في أفغانستان عناصر طالبان ومتمردين آخرين. وقال مسؤول أميركي آخر في قطاع الدفاع للصحافيين إن الجيش الباكستاني نشر قوات في المناطق التي تحيط بجنوب وزيرستان. وأضاف «نعتقد أن المرحلة التمهيدية من العمليات بدأت». ومني الجيش الباكستاني بهزائم عدة في مناطق وزيرستان القبلية بين 2004 و2008. وقد اضطر لإبرام اتفاق سلام تخلى بموجبه عن المنطقة لحركة طالبان. لكن حاليا تعتقد واشنطن أنه أفضل وقت لتحقق الفوز في هذه المنطقة. وأضاف «العمليات الجارية على ما يبدو ستكون الأوسع التي تجرى في وزيرستان». وتابع هذا المسؤول «إنها المرة الأولى التي نرى هذا الدعم من الرأي العام، وأن الجيش الباكستاني عدل خططه للتقليل من المشاكل الناجمة عن العمليات العسكرية السابقة» في المنطقة. وأضاف أن «الوسائل التكتيكية تم تكييفها لتخفيف بعض المشاكل التي ارتبطت بالعمليات العسكرية السابقة». إلا أنه رفض كشف جدول زمني محدد لمراحل انتشار القوات. وتعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، في كلمة إلى الأمة بثها التلفزيون ليلة أول من أمس، بمواصلة الهجوم العسكري الحالي «حتى النهاية» ضد تمرد طالبان «أيا يكن الثمن». وقال «سنواصل هذه الحرب حتى النهاية، وسنكسبها بأي ثمن». وأضاف «نحن نخوض حربا للحفاظ على سيادتنا»، ثم خاطب مواطنيه بالقول «يتعين عليكم ربح هذه الحرب أيا يكن الثمن، وسنربحها». وأوضح أن «طالبان هم أعداء الأبرياء. يريدون إرهاب الشعب والسيطرة على مؤسسات البلاد»، مؤكدا «إنهم يقتلون الأبرياء باسم الإسلام لكنهم لا يمتون إلى الإسلام بصلة». وأضاف أن «كل طفل باكستاني يقول اليوم إنه سيقاتل طالبان»، مشيرا بذلك إلى ريبة الناس المتزايدة حيال طالبان واعتداءاتهم، كما تقول الحكومة.