كوريا الشمالية تتوعد بصنع المزيد من القنابل النووية.. وسترد عسكريا على محاولات منعها من حيازة أسلحة

قالت إن مجلس الأمن أجبرها على صنع أسلحة نووية بتشديده العقوبات عليها

TT

توعدت كوريا الشمالية ببناء المزيد من القنابل النووية والبدء في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الأسلحة النووية، ردا على فرض مجلس الأمن عقوبات عليها أول من أمس، بسبب إجرائها تجربة نووية الشهر الماضي.

ووصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية قرار مجلس الأمن بتشديد العقوبات بأنه «ثمرة خسيسة» للحملة التي شنتها الولايات المتحدة، وقالت إن بيونغ يانغ لن تتخلى أبدا عن أسلحتها النووية وستعتبر أية محاولة لوقفها عملا حربيا. وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أنه «سيتم استخدام كافة البلوتونيوم المستخلص في صنع أسلحة». وأضافت أن ثلث قضبان الوقود المستخدمة في مفاعل يونغبيون أعيدت معالجتها لتصبح بلوتونيوم يصلح للاستخدام في الأسلحة. وجاء في البيان «ثانيا سنبدأ بتخصيب اليورانيوم» مضيفة أن الشمال نجح في تطوير التكنولوجيا الضرورية لذلك. وأضاف بيان الخارجية «لقد أصبح خيارا مستحيلا تماما بأن تفكر كوريا الشمالية حتى مجرد تفكير في التخلي عن أسلحتها النووية»، مضيفا أن بيونغ يانغ ستعتبر أي حظر (على الأسلحة) عملا حربيا وسترد عليه عسكريا. وكان مجلس الأمن قد طلب في قراره إلى الدول الأعضاء تفتيش السفن التابعة لكوريا الشمالية خوفا من إمكانية نقلها لأسلحة. ورأت كوريا الشمالية أن الهدف من العقوبات هو «نزع سلاحنا وخنقنا اقتصاديا» من أجل التخلي عن الآيديولوجيا والنظام الذي اختاره الشعب. وقالت إنها لم تكن ترغب مطلقا في إنتاج أسلحة نووية «ولكنه طريق فرضته علينا سياسة الولايات المتحدة العدائية والتهديدات النووية». وأضافت أنه «مهما بلغت محاولات القوى العدوانية التي تقودها الولايات المتحدة في فرض كافة أشكال العزلة والحظر، فإن كوريا الشمالية، القوة النووية التي تعتز بنفسها، لن تتخلى عن تلك الأسلحة».

وكان أعضاء مجلس الأمن الـ15 قد صوتوا بالإجماع أول أمس على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية لإعاقة برامجها النووية والباليستية. وأشادت واشنطن بالقرار إلا أنها حذرت من أن بيونغ يانغ يمكن أن ترد بـ«مزيد من الاستفزاز». ونفت بيونغ يانغ في عام 2002 المزاعم الأميركية بأن لديها برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى عمليات التخصيب المعتمدة على البلوتونيوم التي أقرت بها. وكان قد تم إغلاق مصانع إنتاج البلوتونيوم بموجب اتفاق نزع الأسلحة الذي تم التوصل إليه في المحادثات السداسية في عام 2007. إلا أن بيونغ يانغ توعدت بإعادة تشغيل تلك المعامل بعد أن أدان مجلس الأمن الدولي في أبريل (نيسان) إطلاقها صاروخا بعيد المدى.

ويدعو نص القرار رقم 1874 الذي لا يسمح باستخدام القوة، الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى فرض عقوبات موسعة على كوريا الشمالية في رد على إجرائها تجربة نووية تحت الأرض في 25 مايو (أيار) وإطلاق عدة صواريخ. وتشمل هذه العقوبات عمليات تفتيش على الشحنات التي يشتبه بأنها تحمل مواد محظورة تتعلق بنشاطات كوريا الشمالية النووية والباليستية، وتشديد الحظر على الأسلحة باستثناء الأسلحة الخفيفة، كما يشتمل على قيود مالية جديدة لوقف مصدر مهم من عائدات كوريا الشمالية من القطاعين النووي والصاروخي.

ويدين القرار «بأشد العبارات» التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية و«يطالب بعدم قيام كوريا الشمالية بإجراء أية تجارب نووية إضافية أو إجراء أي إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية». ويطالب بيونغ يانغ «بالتخلي عن كافة الأسلحة النووية وبرامج الأسلحة النووية الحالية بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه والتوقف الفوري عن كافة النشاطات المتعلقة بذلك».

وقالت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، إنه «استنادا إلى خبرات سابقة وإلى النمط الذي تتبعه كوريا الشمالية بالقيام بأعمال خاطئة وخطيرة، لن يكون مفاجئا إذا ردت كوريا الشمالية على هذه العقوبات القاسية للغاية بطريقة ستمثل استفزازا أكبر». ويتوقع مسؤولون استخباراتيون أميركيون بأن كوريا الشمالية سترد بتجربة نووية ثالثة، حسب ما نقلت مصادر عن شبكات تلفزيون أميركية.

وأتبعت كوريا الشمالية تجربتها النووية الأخيرة بتجربة لصاروخ قصير المدى وتخلت عن الهدنة مع جارتها الجنوبية وهددت بشن هجمات عليها. وأرسلت كوريا الجنوبية نحو 600 جندي إلى جزيرتين حدوديتين وسط تصاعد التوتر. وقال البروفسور يانغ مو ـ جين من قسم دراسات كوريا الشمالية في جامعة سيول، إن إعلان بيونغ يانغ تطوير تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم يثير الفزع. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية «إذا صح ذلك، فإن العالم سيواجه وضعا مزعجا للغاية... فكوريا الشمالية تمتلك مخزونا وافرا من اليورانيوم الطبيعي من النوعية الجيدة الذي إذا توفرت له التكنولوجيا والمنشآت ستنتج عنه ترسانة نووية هائلة». وقال إن «ذلك يعني أن السياسة الأميركية لنزع أسلحة الشمال بفرض عقوبات لم تنفع».

وأعلنت بيونغ يانغ العام الماضي أنها استخلصت 30 كلغم من البلوتونيوم من يونغبيون على مدى سنوات. ولا يعرف ما إذا كان قد تم إعداد تلك الكمية لاستخدامها في أسلحة. وقد تتمكن كوريا الشمالية من إنتاج ستة كيلوغرامات إضافية عن طريق إعادة معالجة نحو 8000 قضيب وقود، حسب يانغ، مما يمنحها إمكانية الحصول على 36 كلغم وهو ما يكفي لإنتاج من ثماني إلى تسع قنابل.

وقال السفير الصيني إلى الأمم المتحدة زهانغ يوسي للصحافيين، إن على الدول الضالعة في تفتيش الشحنات التصرف بحكمة وطبقا للقوانين الدولية والداخلية» بناء على «أدلة كافية». وقال إنه «يجب أن لا تستخدم القوة أو التهديد باستخدام القوة تحت أي ظرف من الظروف»، مثيرا بذلك مخاوف أشار إليها نظيره الروسي فيتالي تشوركين.