الحكومة تحمّل «القاعدة» مسؤولية اغتيال العبيدي.. والتحقيقات تركز على حراسه

مسؤول لا يستبعد أن تكون خلافات داخل «التوافق» وراء الاعتداء

TT

فيما حملت الحكومة العراقية أمس تنظيم «القاعدة» مسؤولية اغتيال حارث العبيدي، رئيس كتلة جبهة التوافق في البرلمان، استبعدت مصادر برلمانية ذلك ورجحت أن تكون العملية «جريمة سياسية منظمة». من جهته، كشف مسؤول أمني، عن أن التحقيقات تركز على الحراس المكلفين حماية العبيدي.

وقال اللواء عبد الكريم خلف، الناطق باسم وزارة الداخلية، إن الأدلة المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن تنظيم «القاعدة» كان وراء العملية، التي نفذها صبي أول من أمس في جامع الشواف بمنطقة اليرموك، حيث كان العبيدي يؤم المصلين. وحسب وكالة «اسوشييتد برس»، رفض خلف الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وورد أن منشورات منسوبة إلى «القاعدة» وزعت في المنطقة الجمعة تحذر السكان من أنها «قادمة إلى اليرموك». إلا أن النائبة المستقلة في البرلمان العراقي، صفية السهيل وبعد مشاركتها في تشييع النائب العبيدي، قالت، إن جريمة الاغتيال لا تؤشر للطريقة التي تستخدمها «القاعدة» في عملياتها، فيما أكد احد أشقاء العبيدي أن القتيل لم يكن له أي أعداء من السياسيين، وان العائلة بانتظار نتائج التحقيق التي أفرزت بشكل أولي أن الشاب الذي قتل شقيقه يحمل هوية مزورة.

وأضافت السهيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنها «قامت بزيارة مكان الحادث في اليرموك، وتبين من خلال معرفة بعض التفاصيل، وأنا متأكدة مما أقول، إن الطريقة التي استخدمت لاغتيال العبيدي لا تؤشر لضلوع القاعدة بهذا الفعل، والجميع على اطلاع بالطرق التي تتبعها القاعدة لتنفيذ هكذا عمليات، واعني الاغتيال المنظم»، مشيرة إلى أنها وبعد أن استمعت إلى أحاديث مقربين من العبيدي تستطيع الاستنتاج بأنها «جريمة (سياسية) منظمة ومخطط لها بدقة وباختيار دقيق». ودعت لجنة التحقيق في الحادث إلى التركيز في تحقيقاتها على الحمايات المخصصة للمنطقة والجامع والسوق المجاور، فهناك تقصير واضح في حماية وأمن الجامع والمكان والمنطقة في يوم الحادث. وقالت، إن استهداف العبيدي «هو استهداف لرمز من الرموز السياسية واغتيال للوطنية والاعتدال والتوازن، ومحاولة لاستهداف محاولات العبيدي الجادة والمخلصة، التي عملت من اجل تعزيز اللحمة الوطنية والاستقرار وتعزيز دولة القانون، وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان في هذا البلد، وأيضا رصد انتهاكات وتعزيز دور القضاء المستقل، وحقيقة نقول إن استهداف العبيدي فيه استهداف للعراق بأجمعه، فهو برلماني حقوقي، وخطيب إسلامي معتدل وسياسي وطني، مواقفه كلها تؤكد على إيمانه ودفعه لتعزيز الهوية الوطنية، واستهدافه كان لكل تلك الأسباب». من جانبه، أكد فراس العبيدي (محام) احد أشقاء النائب حارث العبيدي، أن أخيه ليس لديه أي أعداء من السياسيين، وان عائلته بانتظار نتائج التحقيق التي أفضت بشكل أولي إلى أن القاتل يحمل هوية مزورة، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عائلته لم تسمع بموضوع المنشورات المنسوبة إلى «القاعدة» في حي اليرموك.

وتمكن القاتل من اختراق ثلاثة خطوط أمنية أول من أمس ليدخل الجامع. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصدر أمني وثيق الصلة بالتحقيقات أن التركيز هو على الحراس الذين كانوا مكلفين بحماية العبيدي. وأضاف أن المحققين يدرسون احتمال أن يكون خلاف داخل الكتلة التي ينتمي إليها العبيدي قد أدى إلى اغتياله. وتعتقد السلطات أن القاتل كان قد خبأ أسلحته في الجامع قبل الحادث بأيام.