تل أبيب تعتبر أحمدي نجاد كنزا للسياسة الإسرائيلية

TT

مع انتشار القلق في الشرق الأوسط والعالم جراء إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لدورة ثانية في إيران، يشعر القادة الإسرائيليون بالارتياح البالغ. ويعربون صراحة عن ترحيبهم بهذا الانتخاب، مؤكدين أن الرئيس الإيراني المنتخب هو «كنز للسياسة الإسرائيلية».

وكان مسؤولون إسرائيليون أبلغوا صحيفة «معاريف» أنهم يفضلون إعادة انتخاب أحمدي نجاد، ونشرت تصريحاتهم على صدر صفحتها الأولى أول من أمس. وكتب المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أمس، أن المسؤولين الإسرائيليين تنفسوا الصعداء من سقوط المرشح الليبرالي، مير حسين موسوي. فهذا الرجل كان رئيسا للحكومة الإيرانية في سنوات الثمانينات، وهو الذي بدأ عمليا مشروع التسلح النووي الإيراني. فقد التقى شخصيا مع عالم الذرة الباكستاني، الجنرال عبد القادر خان، واشترى منه خبراته. وهو لم ينف أنه سيواصل المشروع النووي.

ويضيف بن يشاي أن خطورة موسوي تكمن في اعتداله. فهو لا يختلف في أهدافه عن أحمدي نجاد وكان سيواصل مشاريعه، ولكن الأمر الوحيد الذي كان سيحصل في زمنه هو أنه كان سيجد لغة مشتركة مع الغرب، وقد يضلل الغرب، في مسيرة تفاوض طويلة تنتهي إلى فشل. ويستغل خلالها الوقت لينفذ ما يريد في موضوع التسلح النووي.

وأما أحمدي نجاد، فهو، كما يؤكد بن يشاي، كنز للسياسة الإسرائيلية في الغرب. فحديثه عن إنكار المحرقة وتصريحاته بضرورة القضاء على إسرائيل وتهديداته الصاروخية بعيدة المدى وتطرفه اليميني المتعصب ودعمه لحزب الله من جهة ولحركة حماس من جهة أخرى، كل هذه أثارت قلق الغرب وجعلته يتجند ضده وأتاحت له أن يفهم ويتفهم مواقف إسرائيل أكثر وأكثر. ويوضح المعلق بن يشاي أن القادة السياسيين الإسرائيليين باتوا أكثر تفاؤلا اليوم إزاء انتخاب نجاد، حيث إن الغرب سيدرك سريعا أن الرجل يشكل خطرا على العالم الغربي كله.

غير أن هذا الموقف لم يمنع مسؤولين سياسيين إسرائيليين كبيرين هما نائب رئيس الوزراء سلفان شالوم وداني يعلون نائب وزير الخارجية، عن القول إن إعادة انتخاب أحمدي نجاد، تبين الخطر المتصاعد القادم من طهران وطموحاتها النووية. ودعا هؤلاء المسؤولون، كما ذكرت وكالة «الأسوشييتد برس» العالم إلى الدخول في حوار مع إيران.

وقال إيلون «لو كانت هناك ذرة أمل في التغيير في إيران فإن إعادة انتخاب أحمدي نجاد تؤكد الخطر الإيراني المتزايد». وأشار إيلون إلى عدم وجود خلاف بين موقفي أحمدي نجاد ومير حسين موسوي في ما يتعلق بالقضية النووية، لكن الناطق باسم الحكومة مارك رغيف أكد أن شالوم وإيلون يعبران في ذلك عن موقفيهما وأن الحكومة لم تعلن بعد موقفها رسميا.