الجلبي يعلن إعادة تشكيل «الائتلاف» استعداداً للانتخابات.. ويؤكد: نريد أكثرية برلمانية

مصدر في المؤتمر الوطني العراقي لـالشرق الأوسط» : كلف بمهام كبيرة لضم كل المكونات

أحمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، أثناء مؤتمر صحافي عقده بمدينة النجف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أوضح رئيس المؤتمر الوطني العراقي، أحمد الجلبي، انه يعمل على تشكيل ائتلاف موحد قوي، يضم الكتل السياسية والشخصيات على أساس وطني؛ استعدادا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل. وجاء ذلك فيما قال مصدر مطلع في مكتب الجلبي لـ«الشرق الأوسط»، إن الأخير قد كلف بمهام كبيرة لإعادة تشكيل الائتلاف العراقي الموحد، بعد أن انضم إليه قبل نحو شهرين. وان إعادة التشكيل ستتم «وفق رؤية جديدة وستكون هناك إعادة لمكونات انسحبت منه سابقا، ودخول أخرى لم تكن فيه، أي أنه ائتلاف سيشمل كل مكونات الشعب العراقي». وقال الجلبي، في مؤتمر صحافي عقب زيارته أمس المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في مكتبه بالنجف، «لقد تشرفت بزيارة سماحة السيد السيستاني للاستماع إلى إرشاداته ونصائحه القيمة، واهتمامه المستمر لنبذ التوتر بين المسلمين، وأيضا اهتمامه المستمر بالمستضعفين من أبناء الشعب العراقي، وكانت كلماته كالعادة ثاقبة وفي الصميم، وسماحته مهتم بمصلحة الشعب العراقي».

وأضاف الجلبي «نحن نعمل على توحيد الصفوف ومنع الشق، واعتقد انه يجب أن نفهم جيدا أن الشرذمة لا تفيد بشيء، والجمعية الوطنية التي كان فيها الائتلاف قويا استطاعت خلال سبعة أشهر أن تكتب دستورا، أما مجلس النواب الحالي فإن الكتل المؤلفة له تفرقت، وخلال أربع سنوات لم تستطع تلك الكتل أن تعدل الدستور، وهذا هو الفرق». وكانت الجمعية الوطنية قد تشكلت في أعقاب أول انتخابات تشريعية في البلاد عام 2005 بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق، وخاض الجلبي تلك الانتخابات ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد الذي يتألف من نخبة من الأحزاب الشيعية، غير انه انشق عن الائتلاف في الانتخابات التشريعية التي جرت أواخر العام ذاته، الذي فاز فيه الائتلاف الموحد فوزا ساحقا، بينما لم يحصل الجلبي على أي مقعد في البرلمان الجديد. وقال الجلبي، إن «المرحلة المقبلة مرحلة قوية جدا فالأميركان سيخرجون من العراق، والعراق فيه مصاعب كثيرة رغم تحسن الأمن، الذي كان لرئيس الوزراء (نوري المالكي) دور كبير جدا في ذلك»، غير انه أضاف قائلا، إن «هناك مشاكل تحيط بالشعب العراقي مثل الفساد وقلة الخدمات والبطالة، وكل هذه الأمور يجب أن تعالج ونحتاج إلى أكثرية برلمانية ثابتة، وسنسعى للحصول عليها».

وقال، إن «الشعب العراقي صار عنده تجربة والشعارات لا تكفي، ويجب أن تكون لنا قائمة ائتلاف وطنية تفضل الكفاءة والإخلاص للعراق وللدستور على المصالحة الحزبية والفئوية»، مؤكدا «نعمل على تشكيل ائتلاف قوي يضم الكتل السياسية والشخصيات على أساس وطني مبني على الإخلاص للدستور بعيدا عن الطائفية». وأوضح الجلبي، أن «الاتصالات مستمرة ووجهات النظر بدأت تقترب من بعضها بعضا، والقضايا التي كانت مدعاة للمشاكل اتضحت وحددت، وهناك كتل ومجموعات وشخصيات سياسية أبدت استعدادها للدخول، ولكل طرف له شروطه، ونحن نعمل على تذليل الصعاب؛ لان الموضوع ليس جمع ناس، وان على الأطراف السياسية أن تأتي بشخصيات لها قدرات، وان يكون الشعب العراقي له ثقة بإمكانياتها وكفاءتها وإخلاصها للدستور والعملية السياسية والتبادل السلمي للسلطة».