بغداد: تحذيرات من استهداف الصحافيين مع اقتراب سحب القوات وإجراء الانتخابات

الذكرى 140 للصحافة العراقية مخضبة بدماء 290 منهم

صبية يقفزون في نهر الفرات هربا من حرارة الشمس المرتفعة في مدينة كربلاء أمس (أ.ب)
TT

مع استعدادات صحافيي العراق اليوم للاحتفال بعيدهم السنوي ومرور 140 عاما على تأسيس أول صحيفة عراقية محلية (الزوراء 1869)، حذرت منظمات معنية بشؤون الصحافيين من إمكانية تزايد حدة الهجمات الموجهة ضدهم مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية من المدن وبدء العد التنازلي للانتخابات النيابية. غير أن فقدان ما يقرب من 290 صحافيا عراقيا خلال الأعوام التي أعقبت الإطاحة بالنظام العراقي السابق، لم يمنع الصحافي من الاستمرار في عمله وبأي ظرف كان وأي مكان على خارطة بلده، بحسب هادي جلو، نائب رئيس مرصد الحريات الصحافية في العراق. وقال جلو لـ«الشرق الأوسط» «إن الصحافة واجهت عبر السنوات الماضية الكثير من التهديدات والخروقات، منها قتل الإعلاميين واستهدافهم بدم بارد، وهناك القوانين التي تضعها مؤسسات حكومية تحد من حرياتنا ناهيك عن الاجتهادات الشخصية لبعض المسؤولين لإعاقة عمل الإعلاميين ومنع حصولهم على المعلومة»، وأضاف «أن أي مكان نوجد فيه يمكن لأي منتسب شرطة منعنا وضربنا واهانتنا، وأي وزارة يمكنها منعنا من الدخول وممارسة عملنا».

وكشف جلو عن إن «الإعلام العراقي فقد حتى الآن ما يقرب من 250 شهيدا ناهيك عن مئات الجرحى، وهناك مفقودون ومعتقلون، وللأسف نقولها إن الأجهزة الأمنية وطيلة السنوات الماضية لم تكشف عن إي جريمة اغتيال ضد صحافيين». وأضاف «لماذا بعد استهداف البرلمان قامت الدنيا ولم تقعد، وكذلك ملفات اغتيال السياسيين والمسؤولين، وأعلنوا عن الجناة بعد ساعات، لكن أين ملفات اغتيال الصحافيين، من وراء اغتيالهم؟ هذا ما لم يكشف عنه حتى الآن من دون معرفة الأسباب».

وأكد جلو أن «الصحافيين هم أفضل من السياسيين، لأنهم يقدمون خدمة مستدامة وجليلة للبلد بعكس السياسيين الذين همهم مصالحهم، وهم من خربوا البلد بينما يبني الصحافي مستقبل العراق، ورغم ذلك فإن التعامل مع الصحافي ما زال غير لائق». وأضاف جلو «أن النخب السياسية العراقية ضالعة في ممارسة الكذب، وتسمعون دوما أنهم يعلنون عن اتخاذ إجراءات (لصالح الصحافيين) وغيرها، ومن حق الصحافي الحصول على المعلومة، لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك وهناك فرق بين تصريح السياسي وما يقوم به الشرطي في الشارع». وحول أسباب الانخفاض النسبي في استهداف الصحافيين في الآونة الأخيرة، قال جلو «إن التحسن الأمني انعكس إيجابا على عملنا، ولا اعتقد أن إجراءات حماية الصحافيين هي سبب انخفاض الاستهداف، بل التحسن الأمني وراء ذلك»، لكنه حذر من استهداف الصحافيين خلال الفترة المقبلة، داعيا إياهم إلى الحذر الشديد، وتوقع وقوع هجمات تستهدف الصحافيين مع اقتراب الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل، وكذلك بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من المدن العراقية أواخر الشهر الجاري.

نقيب الصحافيين العراقيين، مؤيد اللامي، قال من جانبه لـ«الشرق الأوسط» حول أهم المتغيرات الايجابية التي حصل عليها الصحافيون خلال السنوات الست الماضية، «إن الصحافي العراقي سيحتفل يوم غد (اليوم) بالذكرى الـ140 لتأسيس الصحافة العراقية، وسيقام احتفال مركزي بحضور شخصيات برلمانية وسياسية وإعلاميين عراقيين، وكان من المقرر إقامة حفل مسائي آخر، لكنه ألغي تعاطفا مع مجلس النواب واستشهاد (رئيس كتلة التوافق العراقية حارث) العبيدي».

وقال اللامي «إن الذكرى هذه السنة ستكون بطعم خاص، كونها ستكون مخضبة بدماء 296 صحافيا عراقيا منذ عام 2003 وما زال الصحافي غير متحزب وغير طائفي».

وأوضح اللامي «أن عدد الصحافيين في العراق الآن أكثر  من 10 آلاف منذ عام 1958 ولغاية الآن، أما عدد الصحافيين العاملين حاليا فهو 4900 وهناك ما يقرب من 3500 من المتمرنين والمشاركين، وهناك عملية تخصص من محرر ومدير أخبار ورئيس تحرير، وهذا ما سنركز عليه لتفعيله مع المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي واتحاد الصحافيين والجامعة العربية لإقامة دورات متخصصة».