نتنياهو يؤكد هويته اليمينية وأنه قادر على صنع السلام

في رده على خطاب أوباما للعالم الإسلامي

TT

من على منبر جامعة بار ايلان القريبة من تل أبيب وهي الجامعة ذات الطابع اليميني، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه الذي حدد فيه سياسة حكومته إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط في أول رد له على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما للعالم الإسلامي في 4 يونيو (حزيران) الحالي. واختار الحديث من على منبر جامعي، كما انطلق الرئيس أوباما بخطابه من على منبر جامعة القاهرة.

ووقع خيار نتنياهو على هذه الجامعة على وجه الخصوص وهي التي خرجت قاتل أول رئيس وزراء إسرائيلي يوقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ليؤكد هويته اليمينية. كما اختار قاعة «بيغن ـ السادات» (وهما رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحم بيغن والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات اللذان وقعا في 17 سبتمبر (أيلول) عام 1978، معاهدة كامب ديفيد، لتكون أول معاهدة سلام عربية ـ إسرائيلية) بالذات، ليلقي خطابه منها ليؤكد أنه على الرغم من يمينيته فإنه رجل قادر على صنع السلام على غرار بيغن أحد عرابي اليمين السياسي المتطرف في إسرائيل.

ـ تأسست جامعة بار إيلان عام 1955 على أسس دينية يمينية صهيونية لتدعيم العلوم اليهودية وغيرها، في مدينة رمات غان شرق مدينة تل أبيب. وتحمل اسم أحد قادة الصهيونية الدينية مئير بار إيلان. ـ تخرج فيها اليميني المتطرف ييغال عمير قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين. وقد أقدم على فعلته هذه للتعبير عن احتجاجه بل رفضه لاتفاق أوسلو الذي وقعه رابين مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبرعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون في البيت الأبيض في 13 سبتمبر (أيلول) 1993.

ـ وتعتبر بار ايلان ثاني أكبر جامعة في إسرائيل بعد الجامعة العبرية في القدس المحتلة، وتضم ما مجموعه 31 ألفا و678 طالبا في فروعها التي أصبحت على مر السنين كليات، موزعة ما بين رام غان وغور الأردن شرق الضفة الغربية، ومدينتي صفد في الشمال وعسقلان في الجنوب والجليل.

وتضم الجامعة عدة كليات أساسية، منها كلية العلوم اليهودية، وكلية الحقوق، وكلية العلوم الدقيقة وعلم الأحياء. ـ وتفتح جامعة بار ايلان أبوابها أمام الطلبة من داخل إسرائيل وخارجها.

يذكر أن الجامعة، ومع كونها تمتاز بهوية صهيونية دينية، فإن كثيرا من الطلاب العرب في إسرائيل يدرسون فيها، معظمهم من منطقة المثلث الجنوبي ومدن الوسط. والحساسية السياسية بين العرب والصهيونيين الدينيين تكاد تكون معدومة داخل الحرم الجامعي. ويحتل حوالي 88 ألفا من خريجي هذه الجامعة مراكز أساسية في قطاعات في المجتمع الإسرائيلي.