لجنة المصالحة بين فتح وحماس تلتئم بالتزامن في الضفة وغزة

لتهدئة الأوضاع بوقف الاعتقالات السياسية والمطاردات وإغلاق المؤسسات

شابان فلسطينيان يقفان عند كتلتين إسمنتيتين في حاجز قديم للجيش الاسرائيلي قرب مستوطنة افرات قرب بيت لحم، عليهما ملصقان لباراك اوباما بالكوفية الفلسطينية مكتوب عليهما باراك حسين اوباما معاد للسامية وكاره لليهود، امس (ا. ف. ب)
TT

لأول مرة منذ بدء جلسات الحوار الوطني، عقد اجتماع للجنة المصالحة التي تضم ممثلي حركتي فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة برعاية مصرية. وقال جمال أبو هاشم ممثل حماس في لجنة المصالحة إن اللجنة اختتمت أعمالها بعد ظهر أمس. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال إن اللقاء كان استطلاعيا، وناقش العديد من القضايا العالقة بين الجانبين، مشيرا إلى أن اللقاء المقبل سيهدف إلى «تحديد جدول أعمال لجنة المصالحة العامة، التي ستعمل على تهدئة الأوضاع في الضفة وغزة، وضمن ذلك الاعتقالات السياسية والحريات العامة والمطاردات وإغلاق المؤسسات، وكل ما من شأنه أن يسهل مهام وعمل اللجان الأخرى، ويخفف من حدة الاحتقان». وأوضح أبو هاشم أن اللجنة ستعمل على إزالة جميع المعوقات التي تحول دون التوصل لاتفاق نهائي، معتبرا أن التحدي الذي يقف أمامها هو وقف ما يجري في الضفة من اعتقالات ومطاردات لقادة ونشطاء حماس، مشددا على أن حركته جاهزة للقيام بكل ما من شأنه تهيئة الظروف لإنهاء الحوار الوطني بالتوصل لاتفاق يضع حدا لحالة الانقسام الداخلي. وأشار هاشم إلى أن هناك اهتماما مصريا واضحا باجتماعات لجنة المصالحة على أمل أن تؤدي إلى نتائج إيجابية. ويمثل حماس في اللجنة في غزة إضافة لأبو هاشم، النائب إسماعيل الأشقر رئيس لجنة الأمن في المجلس التشريعي وأيمن طه القيادي في الحركة، في حين يمثل فتح إبراهيم أبو النجا مفوض الإعلام والتعبئة الفكرية في الحركة والمحافظ عبد الله أبو سمهدانه والنائب أشرف جمعة. وفي الضفة الغربية تتمثل فتح برئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، والنائب عن الحركة محمد العالول، في حين تتمثل حماس بوزير المالية السابق عمر عبد الرازق والنائب محمد زيدان. ويشرف قنصل مصر في رام الله هيثم الشربتلي على أعمال اللجنة في الضفة وغزة حسب بيان لأبو النجا الذي قال «إن عملها ليس بديلا بأي حال من الأحوال عن اجتماعات الفصائل، ولكنه سيمهد الأجواء أمامها، لتوقيع اتفاق المصالحة في 7 يوليو (تموز) المقبل». وقال النائب جمعة إن اللجنة كان يفترض أن تلتئم منذ عودة الوفود من جلسات الحوار في القاهرة، موضحا أنه لو اجتمعت لكان من الممكن أن يتم وقف عمليات الاعتقال السياسي في الجانبين. وأضاف أن اللجنة التي تلتئم في الضفة وغزة هي تنسيقية، تهدف إلى بحث القضايا الخلافية على الأرض للوصول إلى حلول، مثل وقف الاعتقالات السياسية والملاحقات وإغلاق المؤسسات. وطالب جمعة بضرورة أن تبدأ اللجنة ممارسة عملها وتفعيلها وذلك من أجل تطويق التجاوزات والاعتقالات السياسية، وتمهيدا لتوفير أجواء إيجابية للحوار.

ومن ناحية ثانية، ذكرت مواقع إلكترونية مقربة من حماس أن الأجهزة الأمنية في الضفة واصلت مطاردة واعتقال قادة ونشطاء حماس. وذكرت هذه المواقع أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الليلة قبل الماضية 15 شخصا، بينهم عبد الله الولويل القيادي البارز في الحركة في مدينة قلقيلية وعدد من أنصاره، وكذلك البروفسور نزار عورتاني أستاذ الكيمياء في جامعة النجاح في نابلس. وحسب المواقع فقد جرى نقل محمد الطاهر المعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس للمستشفى بسبب تعرضه للتعذيب مع العلم أنه يعاني من مرض السرطان.

وفي قطاع غزة نظمت الأطر النسوية في فتح وحماس مظاهرتين احتجاجا على الاعتقال السياسي. فقد تظاهرت نسوة يمثلن حماس في ميدان الجندي المجهول بحي الرمال احتجاجا على اعتقال زوجات قادة حركة حماس ونشطائها في الضفة، بينما تظاهرت نساء يمثلن فتح أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر احتجاجا على قيام الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة إسماعيل هنية باعتقال نشطاء الحركة في غزة.