وزير يتهم أقدم حزب معارض بـ«تأجيج الفتنة الطائفية» في الجزائر

«القوى الاشتراكية» تشكو اعتقال العشرات من أعضائها في غرداية

TT

اتهم وزير في الحكومة الجزائرية، أقدم حزب معارض في البلاد بـ«الوقوف وراء نعرات طائفية» مشتعلة بين أكبر عشريتين في منطقة بريان (600 كلم جنوب العاصمة)، فيما اشتكى الحزب من اعتقال العشرات من مناضليه بالمنطقة «بسبب مواقفنا السياسية المعادية للسلطة».

وقال دحو ولد قابلية الوزير المنتدب مكلف بالجماعات المحلية، إن حزب «جبهة القوى الاشتراكية» بقيادة زعيم ثورة التحرير حسين آيت أحمد «متورط في استغلال مجموعات من الشباب الناقم على الأوضاع الاجتماعية، والزج بهم في أعمال عنف طائفي بمنطقة بريان»، التي شهدت الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الإباضيين الناطقين باللغة البربرية والشعانبة الذين يتحدثون العربية. لكن الوزير لم يوضح بالتحديد مسؤولية الحزب في الصراع الطائفي ذي الأصل الديني المستشري بالمنطقة منذ عشرات السنين.

وذكر ولد قابلية لصحافيين بالعاصمة أن حزب آيت أحمد المقيم بسويسرا منذ سنين طويلة، «يثير القلاقل بمناسبة مثول أحد مناضليه أمام القضاء». وأضاف أن الدولة «تفضل تغليب سياسة الحوار لتهدئة النفوس ولكنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء المخربين»، في إشارة إلى عشرات من الأشخاص خرجوا في مظاهرات الأسبوع الماضي، تعتقد السلطات أن «القوى الاشتراكية» تدفعهم إلى ممارسة العنف. ومعروف عن الحزب الذي تأسس في 1963، أنه شديد المعارضة ضد السلطة.

واحتج «حزب القوى الاشتراكية» على استمرار اعتقال مناضله البارز محمد بابانجار، وقال في بيان وزعه على الصحافة: «لقد انطلقت حملة واسعة من التحرشات والمضايقات البوليسية ضد إطارات ومنتخبي جبهة القوى الاشتراكية بغرداية، وتم توجيه استدعاءات بالجملة للمثول أمام الشرطة القضائية، دون ذكر السبب أو التهمة الموجهة لمناضلينا». وذكر البيان أن اعتقال مناضلي الحزب «جاء بعد الإضراب الناجح» الذي شنه مطلع الشهر الحالي تعبيرا عن استياء المنطقة من «القهر والتعذيب الجسدي والنفسي المستمر على الشاب بابانجار»، الذي أدانه القضاء بالإعدام سنة 2006 في قضية حرق مسؤول «الهلال الأحمر الجزائري» بولاية غرداية. وهي تهمة ينفيها السجين. وتعرض أكثر من 50 شخصا للاعتقال ببريان مساء الأربعاء الماضي، بعضهم يتحدر من عشيرة الإباضيين والبعض الآخر من الشعانبة.