سفير ليبيا في روما ينفي وجود وساطة إيطالية بين طرابلس وتل أبيب

قال إن زيارة القذافي لإيطاليا كسرت الجليد في علاقات البلدين

TT

نفى السفير الليبي في روما حافظ قدور أن تكون إيطاليا قد طلبت من ليبيا السماح لها للقيام بوساطة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واصفا أن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي لروما كسرت ما وصفه بالجليد في علاقاتها مع طرابلس. وأضاف قدور في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «بالنسبة لليبيا هذا الموضوع (الوساطة الإيطالية بين طرابلس وتل أبيب) لم يطرح لا قبل الزيارة ولا أثناءها ونحن لسنا مستعدين. نحن متجهون نحو أفريقيا واقترحنا حل الصراع العربي الإسرائيلي في الكتاب الأبيض.. هذا هو موقفنا».

وكان القذافي قد عاد إلى بلاده منهيا زيارة تاريخية مثيرة للجدل إلى العاصمة الإيطالية روما دامت أربعة أيام هي الأولى له منذ توليه الحكم قبل نحو أربعين عاما. والتقى القذافي أول من أمس وفد الإيطاليين المبعدين من ليبيا عام 1970، ووفد مندوبي اليهود الليبيين في إيطاليا الذين كانوا قد خرجوا من ليبيا قبل قيام الثورة في سبتمبر (أيلول) عام 1969.

وقالت وكالة الأنباء الليبية إن وفد اليهود الليبيين في إيطاليا قد عبر عن سعادته بزيارة القذافي إلى روما، وقدموا له هدية من الصناعات اليدوية، وطلبوا الحصول على توقيعه على صوره.

وأوضح السفير الليبي أن الوفد الذي اجتمع مع القذافي يمثل اليهود الإيطاليين الذين طرودا من ليبيا إبان حرب يونيو (حزيران) 1967. وقال: «التقينا ببعض اليهود سمع الأخ العقيد منهم وعلق وقال ليس لدينا معهم أي مشكلة والثورة الليبية ليست مسؤولة عن ما حدث لهم وما ورد في الكتاب الأبيض ينطبق عليهم»، في إشارة إلى مقترح القذافي القاضي بإنشاء دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين تحمل اسم «إسراطين».

وفيما يخص ما تردد عن أن طائرة القذافي غادرت روما قبل موعدها بثلاث ساعات، نفى السفير الليبي الواقعة قائلا «هذا غير صحيح جملة وتفصيلا. لم تكن هناك أي ساعة محددة للمغادرة بحكم أن جميع المواعيد كلها تمت في مقر إقامتنا، بالعكس اكتفينا ببرنامجنا، لا تقديم ولا تأخير». وأوضح أن الزعيم الليبي استقبل كل شرائح المجتمع الإيطالي بما فيها السياسيون والاقتصاديون ورجال الأعمال والأكاديميون وطلاب الجامعات والنساء، مؤكدا أن الزيارة في مجملها كانت «إيجابية وممتازة». ووصف زيارة العقيد القذافي إلى إيطاليا بأنها كسرت الجليد، لافتا إلى أن مطالبة ليبيا بالتعويض من إيطاليا عن الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الليبي خلال فترة الاستعمار إحدى شرعيات وثوابت الثورة الليبية.

إلى ذلك، كشفت وكالة أنباء «اكي» الإيطالية النقاب أمس عن أن الخطاب الذي كان يعتزم رئيس البرلمان الإيطالي جانفرانكو فيني إلقاءه لدى اجتماعه مع القذافي قبل أن يقوم بإلغائه احتجاجا على تأخره ساعتين من الزمان، كان يتضمن رفض فيني لمقارنة الزعيم الليبي للأميركيين بقصف طرابلس وبنغازي عام 1986 بما قام به تنظيم القاعدة بقتل الأبرياء في نيويورك ضمن أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).