الأكثرية والأقلية تتمسكان بالحوار واستكمال بناء المؤسسات

التجديد لبري في رئاسة البرلمان ينتظر «تشاور» قوى الأكثرية

TT

ما زالت كل القوى السياسية اللبنانية ملتزمة سقف التهدئة بعد الانتخابات التي أفضت إلى احتفاظ فريق «14 آذار» بالغالبية البرلمانية. وقد تلاقت المواقف السياسية والنيابية لدى طرفي الأكثرية والأقلية على التزام منطق اليد الممدودة والحوار من دون شروط مسبقة وفتح صفحة جديدة من أجل استكمال بناء الدولة والمؤسسات. وفي هذا الإطار أشاد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة بـ«قرار الشعب اللبناني الحفاظ على مسيرة الاستقلال والديمقراطية والعروبة من خلال إعادة تأكيد الثقة بثورة الأرز وبانتفاضة الاستقلال وقياداتها». وقال، خلال زيارته النائب وليد جنبلاط في المختارة على رأس وفود شعبية: «إن اللائحة التي قادها وليد جنبلاط في الشوف مثلت خير تمثيل التنوع داخل الرابع عشر من آذار».

وأكد «استمرار فريق 14 آذار في نهج اليد الممدودة والحوار من دون شروط مسبقة والتمسك بالثوابت التي جمعت حولها الملايين من الانتفاضة الأولى في العام 2005 إلى أقلام الاقتراع في العام 2009».

واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب هاشم علم الدين «أن مرحلة الانتخابات النيابية يجب أن تطوى وتفتح صفحة جديدة من أجل استكمال مشروع بناء الدولة والمؤسسات». وقال: «إن خيارنا في تيار المستقبل كان واضحا ومنفتحا على جميع الشركاء في لبنان. وهذا الأمر أكده مرارا وتكرارا رئيس الكتلة النائب سعد الحريري الذي دعا إلى شبك الهمم لأجل لبنان». ورأى «أن المرحلة المقبلة دقيقة للغاية. وواجب على الجميع في هذا الوطن أن يطووا صفحة الانتخابات ويفتحوا صفحة جديدة».

ومن جهته، دعا النائب المنتخب عقاب صقر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «أن يقدم للأكثرية النيابية وجمهورها وللبنانيين تسوية مشرفة» وقال في تصريح أدلى به أمس: «إن ما نريده هو تسوية مع الجميع للوصول إلى لبنان الواحد القوي غير قائمة على التكاذب». وأكد أن «الترشح لرئاسة مجلس النواب يرتبط بميزان قوى داخل الطائفة الشيعية. ولكن لا يحق للقوى داخل الطائفة الشيعية أن تفرض أمرا ما على بقية القوى». وإذ عدَّد مواقف الرئيس بري «الذي واجه قوى الرابع عشر من آذار بشراسة في الانتخابات النيابية ولدى إقفاله باب مجلس النواب وكان منحازا لفريق 8 آذار وكان مشاركا بأحداث 7 أيار» سأل: «كيف يستطيع النائب سعد الحريري مواجهة جمهور بيروت والجبل ويلاقي الرئيس بري من دون تحفظ؟ ولذلك على الرئيس بري أن يقدم للأكثرية وجمهورها دفتر شروط ونظام عمل». أما البطريرك الماروني نصر الله صفير فحمد الله على «أن الانتخابات النيابية جرت من دون حوادث مهمّة. وأقبل الناخبون على صناديق الاقتراع شعورا منهم بأهمية القيام بهذا الواجب الوطني». وأمل بأن «يوفّق المعنيون بتأليف حكومة تضطلع بما عليها من مسؤوليات، بشجاعة، في هذه الأوقات العصيبة، وتتوصّل إلى جمع اللبنانيين حول وطنهم أولا قبل الالتفات إلى ما سواه من أوطان، من مصلحة لبنان أن يوثق بينه وبينها أمتن أواصر الصداقة والتعاون، إنما ليس على حساب استقلاله وسيادته ومصالحه».

وأفاد النائب المنتخب نديم الجميل بعد لقائه البطريرك صفير بأن «لا قرار حتى الآن في حزب الكتائب بالنسبة إلى انتخاب رئيس المجلس النيابي». وحول مطالبة البعض بالثلث المعطل، قال: «إن موقفنا كان قبل الانتخابات وما زال مع المشاركة في الحكومة لمن يرغب بذلك. ولكن بما يتعلق بالثلث المعطل فنحن ضده لأننا ضد تعطيل أي مؤسسة دستورية أو حكومية في البلد». ومن جهته، اعتبر الوزير السابق فريد هيكل الخازن بعد لقائه البطريرك صفير «أن المستقلين وقوى 14 آذار في كسروان انتصروا بالوقوف إلى جانب بكركي ورئاسة الجمهورية».

أما لجهة مواقف فريق «8 آذار» فقد تمنى رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد «أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تعاون وعودة إلى معادلة التناغم بين المقاومة ومشروع بناء الدولة. وهي معادلة أرسيت على مدى 15 عاما». وأمل في «أن تكون الغيمة العابرة التي مرت قد انتهت ونعود جميعا إلى تحمل مسؤولياتنا في حفظ وحماية مصالح اللبنانيين وحقوقهم والانتباه إلى المتطلبات والأعباء التي تستلزمها مسيرة النهوض والإعمار وتعويض ما رتبته الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان». ولفت عضو كتلة «حزب الله» النائب المنتخب علي فياض إلى «أن معادلة الأكثرية والأقلية أيا تكن طبيعتها إنما تنتج تغييرات محدودة في الواقع السياسي اللبناني لأن التوازنات السياسية والشعبية والطائفية في لبنان هي أكثر تأثيرا من التوازنات النيابية». وقال النائب عن الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان إن «الأيدي ممدودة لإنقاذ لبنان. وعلى الأكثرية ألا تكرر المشهد السابق. وسمعنا (النائب) وليد جنبلاط في وصفه وتقويمه للمرحلة المقبلة. ونحن نشجع هذا المنطق ونطلب من حلفائه أن ينحوا هذا المنحى أيضا لأن ذلك يعيد إلى لبنان صحته وبيئته القومية والوطنية».

وأمل عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب أنور الخليل، أن «تثمر الاتصالات وأجواء الانفتاح والتهدئة المستجدة على أثر الانتخابات النيابية العامة مزيدا من الاستقرار كمقدّمة ضرورية لولوج باب المعالجات المتصلة بالملفات المختلفة لا سيما منها». ورأى «أن الدور الهام والكبير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي (النائب وليد جنبلاط) ساهم ويساهم في تحويل مساحات الاختلاف السياسي إلى مساحات للحوار التي نأمل أن نصل من خلاله إلى الحلول المرجوة».

واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب أيوب حميد «أن اللبنانيين عبروا عن وعي وحكمة في التعاطي مع خياراتهم السياسية، حيث شكلت الانتخابات النيابية تعبيرا واضحا عن إصرارهم على ممارسة التجربة الديمقراطية بكل مسؤولية».

وأعلن النائب هاغوب بقرادونيان، عقب لقائه الرئيس بري في دارته في المصيلح (جنوب لبنان) أمس أن حزب الطاشناق «مع الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي. أما في موضوع رئاسة الحكومة ففي المرة الماضية عندما سمى الجميع الرئيس فؤاد السنيورة، نحن كتلة نواب الأرمن، سمينا النائب سعد الحريري. واليوم كون النائب سعد الحريري زعيما للأكثرية وفاز بالانتخابات، لا مانع أن يكون رئيسا للحكومة».