الاتحاد الأوروبي يحدد موقفه من استقبال معتقلي غوانتانامو اليوم

اتفاق سياسي مع واشنطن تضمّن مساومات من ألمانيا والنمسا

TT

يعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، عقب مناقشات تُجرى في لوكسمبورغ اليوم، عن اتفاق سياسي مع واشنطن، بشأن استقبال عدد من معتقلي غوانتانامو، وذلك بعد أن أفادت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل، بأن الولايات المتحدة الأميركية توصلت مع الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق سياسي حول الشروط اللازمة لاستقبال عدد من الدول الأعضاء في المجموعة الأوروبية الموحدة لأعداد من المعتقلين.

وأجمع معظم المصادر داخل مؤسسات اتخاذ القرار الأوروبي، على أن الإعلان الرسمي عن الاتفاق، وفترة بقاء هؤلاء الأشخاص، سيكون عقب إقراره دون مناقشات من جانب مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد، الذي سينعقد اليوم في لوكسمبورغ، وهو الاجتماع المخصص للتحضير لأجندة قمة قادة دول الاتحاد، المقررة في بروكسل يومي 18 و19 من الشهر الحالي. وعلقت مصادر دبلوماسية أوروبية على فحوى الاتفاق، وقالت إن الأمر لم يسلم من المساومات بين الجانبين، وبخاصة من جانب النمسا وألمانيا، وبخاصة بشأن ما يتعلق ببنود تتناول الإشارة إلى أن إغلاق معسكرات غوانتانامو وتسليم المعتقلين هي مسؤولية واشنطن، كما أن الأخيرة تتحمل مسئولية استقبال أعداد من المعتقلين من المفرج عنهم من غوانتانامو، على التراب الأميركي، في حال رفضتهم دول أوروبية.

وسبق أن التقى وزير الخارجية البلجيكي كارل ديغوشت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، وأبلغها استعداد بلاده استقبال عناصر من معتقلي غوانتانامو، في حال قامت الإدارة الأميركية بالفعل بإغلاق المعتقل، وقال الوزير «إن الأمر يتعلق بعدد محدود من المعتقلين وبشروط معروفة»، وألمح إلى أن هناك توجها أوروبيا يشدّد على ضرورة تحديد من سيتم استقباله، والفترة الزمنية التي سيقضيها هؤلاء على الأراضي الأوروبية. وسبق أن أعلن في بروكسل، عن تلقّى الاتحاد الأوروبي طلبا رسميا من الولايات المتحدة الأميركية، باستضافة عدد من معتقلي معسكر غوانتانامو، الذين قررت السلطات الأميركية الإفراج عنهم. وقالت وسائل الإعلام في برلين إن الولايات المتحدة طلبت من ألمانيا قبول نحو عشرة سجناء لا يمكن إعادتهم إلى أوطانهم، وصُنفوا على أنهم لا يشكلون تهديدا أمنيا. وأعرب شيوبله، وهو زعيم في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، عن تحفظات بشأن قبول ألمانيا معتقلين. ولكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ـ وهو أحد زعماء الحزب الديمقراطي الاشتراكي ـ قال إنه يجب على ألمانيا أخذ بعض السجناء رمزا للتضامن، بعد أن حثت ألمانيا الولايات المتحدة على إغلاق السجن. وقال وزير العدل الأميركي إريك هولدر في برلين في وقت سابق، إن واشنطن حددت نحو 30 سجينا في غوانتانامو جاهزين لأن يطلق سراحهم. وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما في واحدة من أولى خطواته، بعد توليه الرئاسة، بإغلاق هذا المعتقل في غضون عام. وأشارت بعض الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا والبرتغال إلى استعدادها لقبول بعض سجناء غوانتانامو. وقال مصدر في المفوضية الأوروبية ببروكسل، إن مفوض الأمن والعدل الأوروبي تلقى طلبا رسميا أميركيا، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.