«سي آي ايه» تعتمد الإنترنت التفاعلي لجمع المعلومات

«انتليبيديا» تشهد أربعة آلاف تعديل وإضافة يوميا

TT

تبدأ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) رويدا رويدا باعتماد الإنترنت التفاعلي، لكن هذا التطور يلقى معارضة في منظمة تتوخى التكتم والسرية. ويقول المحلل في السي آي ايه شون دينيهي «لا نزال في بدايات العملية». ويقدم نفسه على أنه «مبشر» بنظام «انتليبيديا» وهي الموسوعة التفاعلية لأسرة الاستخبارات الأميركية التي تعمل على غرار موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت. وأوضح خلال مؤتمر نظمته شركة «غوغل» العملاقة في واشنطن في اليومين الأخيرين «ثمة الكثير من الصعوبات التي لا يمكن تجنبها إذا ما أردنا إدخال مصدر معلومات مفتوح على كل عائلة الاستخبارات». وتعمل «انتليبيديا» في إطار شبكات داخلية (إنترانت) آمنة للإدارة الأميركية وتستخدمها 16 وكالة استخبارات أميركية. وأطلقت نسختها التجريبية في عام 2005. ودشنت هذه الوسيلة التي لا يمكن للجمهور الوصول إليها، رسميا في أبريل نيسان 2006. ويستشهد دينيهي بكلام للمهاتما غاندي داعية اللاعنف الهندي «في البداية يتم تجاهلنا ثم الاستخفاف بنا ثم محاربتنا وفي النهاية نربح». ويضيف «لقد تم تجاهلنا والاستخفاف بنا ومحاربتنا ولم نكسب بعد». ويقول المحلل إنه منذ إطلاق المشروع «نحن في معركة فعلية. البعض دعمنا لكن ثمة الكثير لا يزالون ينتظرون لرؤية ما سيحصل». ويضيف «بعض الزملاء برتب عالية نسبيا» يستخدمون الشبكة بشكل كثيف ويعتبرون أن «انتليبيديا» تشكل «وسيلة قد تؤدي إلى تغيير الأمور». ويقول إن المدونات والمواقع التفاعلية «صعبة في ثقافتنا إذ تربينا على مبدأ «الحاجة إلى المعرفة» وبات علينا أن نقيم الآن توازنا بين هذا المبدأ ومبدأ آخر هو «الحاجة إلى المشاطرة»». ويوضح «محاولة تطبيق ذلك في عائلة الاستخبارات هو كمن يقول للناس إن أهاليهم قاموا بتربيتهم بطريقة سيئة. هذا تحول ثقافي هائل». ويتذكر البدايات قائلا «في البداية كان بعض الأشخاص يتصفحون انتليبيديا ويدونون الصفحات التي تتضمن أخطاء وينقلونها إلى المسؤولين عنهم». وثمة مشكلة أخرى واجهها المشروع وهو الرغبة في حصر نطاق نشر المعلومات. ويوضح المحلل «السؤال الأول لكل شخص كان «كيف يمكنني أن أقفل الصفحة؟» أو «كيف يمكنني إقفال صفحة لكي يتمكن فقط خمسة من زملائي من الاطلاع عليها؟» مضيفا «كان جوابنا على الدوام أن يفتشوا عن وسيلة أخرى مثل توجيه رسائل إلكترونية». ويضيف «هذا النظام مختلف لأن وضع الإقفال سيقضي عليه خصوصا وأن هذه الأوساط تخشى المخاطر وتتجنبها في الأساس». وأوضح دينيهي أن «انتليبيديا» تشهد أربعة آلاف تعديل وإضافة يوميا.

ويوضح كالفن اندروس مسؤول التحديثات في سي آي ايه حيث يعمل منذ 26 عاما أن النظام أداة مهمة جدا في عصر الاتصالات المباشرة السريعة. ويفيد بأن «المواقع التفاعلية هي مجموعة من الناس يكتبون معلومات بطريقة جماعية، يمكن تعديلها وتكييفها بسرعة مع المعلومات الجديدة» مضيفا «لا تأخذ معلومات الأمس لتنشرها غدا». ويقول «في العراق مثلا تلقينا معلومات بأن عددا من المقاتلين الأعداء موجود في مطعم وبعد ربع الساعة قمنا بقصف المكان». ويختم قائلا «نحن في عالم تزداد فيه الحاجة إلى اتخاذ قرارات في جزء من الثانية بشكل كبير».