تواصل عمليات البحث.. والغموض ما زال يلف ظروف سقوط الإيرباص الفرنسية

24 رسالة بثتها قمرة القيادة أوتوماتيكيا إلى فريق المتابعة الأرضية قبيل اختفائها عن شاشة الرادار

جنود من البحرية الفرنسية أمس يواصلون البحث عن حطام وركاب طائرة الإيرباص الفرنسية التي سقطت في المحيط الهادي ليلة 31 مايو (أيار) الماضي في أثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس (أ.ب)
TT

لا تزال أسباب تحطم الطائرة الفرنسية فوق المحيط الأطلسي غير معروفة حتى الآن، مع استمرار عمليات البحث التي تقوم بها البحريتان الفرنسية والبرازيلية لانتشال الجثث واستخراج الحطام.

فقد نقلت مصادر مطلعة عن خبراء يشاركون بالتحقيق في حادثة الطائرة الفرنسية التي تحطمت وهي في رحلة من ريو دي جانيرو إلى باريس، قولهم إن آخر رسالة إلكترونية بعثت بها الطائرة قبيل تحطمها أشارت إلى وجود عطل في موجه الدفة. وأضاف أن هذه الرسالة كانت من ضمن 24 رسالة أخرى بثتها قمرة القيادة أوتوماتيكيا إلى فريق المتابعة الأرضية قبيل اختفائها عن شاشة الرادار يوم 31 مايو (أيار) الماضي بعد تعرضها لعاصفة رعدية. وأضاف المصدر أن موجه الدفة، آلية تحدد السقف الأعلى لحركة الدفة المثبتة في جهاز التوازن الأفقي، والذي تم العثور عليه بين الحطام المستخرج في المحيط الأطلسي على بعد مئات الكيلومترات قبالة الشواطئ البرازيلية. وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الطائرات الحديثة مثل «إيرباص 301» تبث بشكل روتيني رسائل إلكترونية تفصل فيها وضع الطائرة من الناحية الميكانيكية، وذلك لمساعدة الطواقم الفنية على إصلاح أي عطل خلال فترة قصيرة بعد هبوط الطائرة. وقال الخبير إن الرسائل التي بثتها الطائرة المنكوبة قبيل سقوطها تتضمن العديد من المعلومات لكنها لا تعتبر دليلا حاسما على تحديد السبب الرئيسي لتحطمها، مؤكدا تقارير سابقة أن الطائرة لم تنفجر أبدا قبيل سقوطها.

الى ذلك تدخل عمليات البحث عن هيكل طائرة «إير فرانس» المنكوبة وجثث الضحايا الـ228 في وسط المحيط الأطلسي، الاثنين، أسبوعها الثالث وربما الأخير، إذ بات من الواجب إعطاء الأولوية للعثور على الصندوقين الأسودين وبدء التحقيق في أسباب الحادث. وما زال الغموض يلف ظروف سقوط الطائرة الإيرباص الفرنسية في المحيط الهادئ ليل 31 مايو (أيار) إلى الأول من يونيو (حزيران) أثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس، ولو أنه أشير إلى أعطال في أجهزة رصد السرعة في الطائرة. وانتشلت البحريتان البرازيلية والفرنسية مساء السبت خمسين جثة، فيما تم انتشال قطع كبيرة من حطام الطائرة بينها قطعة من ذيلها في الأيام الأخيرة. ولم ينتظر المحققون الفرنسيون العثور على الصندوقين الأسودين فاستخلصوا بعض الاستنتاجات الأولية من قطع حطام طائرة إيرباص التي تم جمعها في مستودع كبير في مطار ريسيف على سواحل شمال شرق البرازيل. ويبدو أن قطع الحطام تشير إلى أن سقوط الطائرة كان مباغتا وأنها لم تنفجر في الجو، بحسب ما نقلت الصحف عن خبراء استندوا في استنتاجاتهم بشكل خاص إلى صورة تظهر فيها مقاعد أفراد الطاقم مغلقة، ما يعني أن الطاقم كان يتنقل في أروقة الطائرة وقد فوجئ بالحادث. ونقلت الجثث الأولى حيث كشف عليها أطباء شرعيون. وكانت الطائرة تقل 228 شخصا من 32 جنسية بينهم 72 فرنسا و59 برازيليا و26 ألمانيا. والتقى ثلاثون من أقارب الضحايا، السبت، في ريو دي جانيرو مع موفد الحكومة الفرنسية إلى العائلات جان بيار فاندورن. وقال فاندورن، الذي التقي أمس العسكريين البرازيليين المكلفين الإشراف على عمليات البحث «إن همهم الأول هو العثور على الجثث وفهم أسباب الكارثة».

ويقوم أسطول صغير من السفن الفرنسية والبرازيلية منتشر في وسط الأطلسي منذ أسبوعين بتمشيط مساحة واسعة من المحيط تبعد حوالي 1350 كلم من السواحل البرازيلية. لكن بعدما قالت عناصر البحرية في الأيام الأولى إنهم «وسط بحر من الحطام» باتت قطع الحطام هذه نادرة حيث إنها إما غرقت أو جرفتها التيارات.