السلطات الإيرانية تطرد صحافيين هولنديين.. وتشوش على إرسال «بي بي سي» في الشرق الأوسط

أغلقت مواقع على شبكة الإنترنت ومكتب قناة «العربية» في طهران لمدة أسبوع

TT

شنت السلطات الإيرانية حملة على وسائل الإعلام والصحافة الأجنبية، واعتقلت عددا من الصحافيين الغربيين، وأغلقت مكاتب صحافية في طهران، قبل أن تقوم بالتشويش على القنوات الفضائية الأجنبية ومواقع في شبكة الإنترنت.

وأعلن تلفزيون «نيديرلاند2» الهولندي الرسمي أمس أن اثنين من صحافييه كانا يغطيان الانتخابات الرئاسية الإيرانية وقفتهما الشرطة وأمرتهما بمغادرة البلاد. وأعلنت في بيان نُشر على الإنترنت «أمر الصحافي في (نشرة الأخبار) نوفا، يان إيكلبوم، والمصور دنيس هيلغرز، بمغادرة إيران». وأضافت أنهما «كانا يصوران أمام المقر العام لـ(مير حسين) موسوي، المنافس الرئيسي (للرئيس محمود) أحمدي نجاد، عندما وقفتهما الشرطة».

وتابع البيان: «تم دفعهما إلى الحائط وصودرت شرائطهما وسُحب ترخيصهما وأجبرا على مغادرة البلاد على الفور». وكان الصحافيان وصلا إلى إيران منذ أيام لتغطية الانتخابات الرئاسية، بحسب المصدر. من جهتها أعلنت هيئة التلفزيون والإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس أن الأقمار الصناعية التي تبث برامجها للشرق الأوسط وأوروبا تتعرض لعملية تشويش كبرى «مصدرها إيران». وقالت الهيئة في بيان: «قد يلاحظ مستمعو ومشاهدو (بي بي سي) في إيران والشرق الأوسط وأوروبا تشويشا لبرامج (بي بي سي) التلفزيونية والإذاعية».

وتابع البيان: «هذا ناتج عن عملية تشويش إلكترونية كبرى على الأقمار الصناعية التي تستخدمها (بي بي سي) في الشرق الأوسط لإرسال بثها بالفارسية إلى إيران»، موضحا أن الفنيين «رصدوا (مصدر) التشويش وهو قادم من إيران». وأوضحت «بي بي سي» أن التشويش بدأ بُعيد الساعة 12.45 تغ الجمعة «وازداد تدريجيا». وقالت المجموعة إنها اتخذت عدة إجراءات لمعالجة الوضع، مشيرة إلى أن برامجها بالعربية وبلغات أخرى تواجه صعوبات في البث تصل أحيانا إلى فترات انقطاع كلي.

وقال بيتر هوروكس مدير الخدمة العالمية لـ«بي بي سي» التي تبث برامج تلفزيونية وإذاعية إلى الخارج بالإنكليزية و31 لغة أخرى: «يبدو أن نمط سلوك السلطات الإيرانية يتضمن الحد من التغطية الإعلامية لتبعات الانتخابات التي كانت موضع خلاف». وتابع: «إن أي محاولة لقطع شبكة «بي بي سي» بالفارسية غير مبررة ومخالفة للمعاهدات الدولية المتعلقة بأقمار الاتصال الصناعية. وينبغي على الذين يحاولون قطعها التوقف عن ذلك فورا». وقال إن جون سيمسون مراسل «بي بي سي» في طهران ومصوره اعتُقلا لفترة وجيزة، كاشفا أن بعض وسائل الإعلام تعرضت لضغوط لمنعها من إرسال صور للتظاهرات في شوارع طهران إلى الخارج.

من جهتها أعلنت قناة «العربية» التي مقرها دبي والتابعة لمجموعة مركز تلفزيون الشرق الأوسط «إم بي سي» أنها تبلغت من السلطات الإيرانية إغلاق مكتبها في طهران لمدة أسبوع دون تحديد سبب واضح للقرار. وقال رئيس تحرير «العربية» نبيل الخطيب إن مراسل القناة ضياء الناصر، وهو عراقي معتمد ومقيم في العاصمة الإيرانية منذ أربعة أشهر، تبلغ «شفهيا من وزارة الوعظ والإرشاد قرار إغلاق المكتب لأسبوع اعتبارا من الآن». وأضاف الخطيب أن القرار يشمل «منع القيام بأي تغطية خلال الأسبوع، دون أي توضيح للأسباب أو إنذار مسبق».

وذكر رئيس تحرير القناة أنه سبق للعربية أن واجهت مشكلات مع السلطات في طهران إذ طُرد مدير مكتبها حسن فحص في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكن دون إغلاق المكتب.