140 حرفا أصبحت الوسيلة الأمثل لنقل أخبار إيران

الصحافة الأميركية تعتمد على «تويتر» ووسائل الإعلام الجديدة لمتابعة أحداث طهران

TT

طغت أخبار إيران على التغطية الخارجية لوسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، حتى أنها تقدمت على الأخبار الداخلية الرئيسية أحيانا مثل الجدل الدائر حاليا حول خطط الرئيس الأميركي باراك أوباما للتأمين الصحي في البلاد. وبينما أرسلت كبرى المحطات التلفزيونية الأميركية مراسليها الرئيسيين إلى طهران لتغطية الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فإن الأخبار الرئيسية أخذت تخرج بشكل مختلف من إيران ومباشرة من الإيرانيين عبر الإنترنت.

وتحسبا لتأثير الأصوات الشابة الداخلية في إيصال وقائع إيران إلى الخارج عبر مواقع الإنترنت مثل «فيسبوك» للتعارف الاجتماعي و«يوتيوب» للتسجيلات، منعت السلطات الإيرانية الموقعين النافذين، بينما وضعت ضغوطا على استخدام الإنترنت. إلا أنه سرعان ما لجأ الإيرانيون وغير الإيرانيين إلى وسيلة أحدث وأكثر ابتكارا، وهي موقع «تويتر» الذي أصبح أكثر المواقع استخداما للتواصل عبر الإنترنت.

وعبر 140 حرفا، وهو الحد الأقصى لإرسال الرسائل عبر موقع «تويتر»، بدأت تظهر صورة عن مجرى الانتخابات والأحداث التي تلتها. وتحت أسماء مستعارة مثل «التغيير من أجل إيران» و«أوقفوا أحمدي»، في إشارة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، بدأ شباب إيران المتقنين للغة الانجليزية يرسلون معلومات عن التظاهرات ويطالبون إيرانيين آخرين بالتجمع في مناطق معينة لتسيير التظاهرات. ووصلت شدة تناقل الأخبار عبر «تويتر» خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى درجة أن «انتخابات إيران» أصبح المصطلح الأكثر رواجا في الموقع بسحب لائحة موضوعة على الموقع تظهر المواضيع الأكثر ترددا في الموقع، بينما كانت كلمتا «طهران» و«موسوي» ثالث ورابع أكثر كلمات استخداما على الموقع حتى عصر أمس. ومساء أول من أمس ارتفعت نسبة الأخبار المتسارعة والتي وصلت إلى الآلاف من الرسائل القصيرة، إذ تناقل إيرانيون أخبارا عن اقتحام مبنى الداخلي في جامعة طهران، وقال «صوت إيران»: «لقد اقتحم مبنى الداخلي وحقا قد قتل الطلاب وسيقتل المزيد اليوم إذا تظاهروا». بينما اعتمد عدد آخر من مستخدمي الموقع على إرسال أخبار عن التظاهرات في شوارع طهران ووصف المواقف هناك، تصديا للإعلام الإيراني الذي منع تغطية التظاهرات. وظهرت مطالب عبر الموقع من إيرانيين معارضين لأحمدي نجاد للرئيس الأميركي باراك أوباما بإصدار بيان يساندهم، إذ قال إيراني سمى نفسه في الموقع «ضربة الأطلسي» إن «على أوباما أن يقول شيئا»، بينما طالب «أوقفوا أحمدي» بانتظار رد فعل أوباما قبل الحكم على سياساته تجاه إيران. وانطلقت حملة أخرى لمناصرة معارضي أحمدي نجاد، وهي ارتداء الأخضر وتغيير صور مستخدمي «تويتر» إلى الأخضر من أجل التعبير عن الدعم لإيران. وكتب المحلل السياسي الأميركي أندرو ساليفان على موقع «ذا أتلانتك» الإلكتروني التابع للمجلة النافذة ذات الاسم نفسه أن هذه «ثورة تويتر»، قائلا إنه من الضروري الاعتراف بالأصوات الخارجة عبر الموقع الذي أسس أصلا للترفيه، ومحذرا من خطر التقليل من شأن هذه الأصوات.

ولجأت كل من قنوات «سي إن إن» و«فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية إلى «تويتر» للحصول على آخر التطورات في إيران، بينما اعتمد مراسل «اي بي سي نيوز» جيم شويتو على الموقع لإرسال تفاصيل عن الأوضاع في طهران كما طالب بمساعدة عبر الموقع لمواجهة عقبات في الإنترنت واجهها أخيرا بسبب قيود السلطات الإيرانية. ونقلت «سي إن إن» و«ام اس أن بي سي» الأخبار مباشرة من «تويتر» خلال تغطيتها للأحداث في إيران، مشددة على أهمية التواصل مع الإيرانيين مباشرة. واستخدمت وسائل إعلام مثل مجلة «تايم» وصحيفة «نيويورك تايمز» الأخبار من «تويتر» لشرح المزيد من التفاصيل عن الأحداث في إيران، بينما استخدمت الموقع أيضا لنشر أخبارها. وفي صحفتها الرئيسية، عرضت «تايم» «خمسة أسباب للتشكيك بنتائج الانتخابات الأميركية».