اليمن: العثور على 3 جثث لأجنبيات مخطوفات وتضارب حول البقية

الحوثيون يدينون الجريمة وينفون تورطهم.. ومصادر تعتبر اختطاف أطباء مستشفى السلام كان تغطية

أوروبيان يتجولان في شوارع المدينة القديمة بالعاصمة اليمنية صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تضاربت المعلومات أمس حول عدد القتلى من الأطباء المخطوفين في محافظة صعدة اليمنية فالمصادر المحلية الرسمية تؤكد مقتل 3 نساء فيما مصادر أخرى قالت إن جميع المخطوفين الـ9 قد قتلوا بعد اختطافهم منذ يوم الجمعة الماضي. وقد عثرت السلطات اليمنية أمس على ثلاث جثث تعود لثلاث أجنبيات كن اختطفن الجمعة الماضية مع ستة آخرين من وسط مدينة صعدة اليمنية من قبل مجموعة مسلحة مجهولة. وقالت أجهزة الأمن اليمنية إن الخاطفين قتلوا ثلاث نساء من الرهائن هن ألمانيتان وكورية، وقاموا برمي الجثث في منطقة تسمى عكوين بوادي نشور على بعد بضعة كيلو مترات شمال شرق مدينة صعدة. وأفادت مصادر محلية أن عملية قتل الرهائن الثلاث تمت بواسطة مسدس وسلاح ابيض (خنجر). لكن مصادر غير أمنية في صعدة قالت إنه عثر على جثث الـ9 المخطوفين الذين خطفوا قبل يومين ويعملون في المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة. بينما تحدثت مصادر محلية عن العثور على جثث 7 من المخطوفين الأجانب والعثور على طفلين من الأطفال الألمان الـ3 على قيد الحياة وهو ما يتناقض مع المعلومات والتصريحات الرسمية، وتواصل السلطات اليمنية توجيه الاتهام إلى الحوثيين الشيعة في صعدة بالتورط في خطف وقتل الأجانب الذين يعمل معظمهم أطباء وممرضين ومهندسين في المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة، عدا المواطنة الكورية التي تعمل معلمة.

وقال مصدر في السلطة المحلية بمحافظة صعدة إن مصير بقية المخطوفين مازال مجهولا، وطالب المصدر من سماها «العناصر التخريبية» بسرعة إطلاق بقية الرهائن وحملها مسؤولية «الاختطاف والجريمة البشعة». وقال إن هذه الجريمة الشنيعة تخالف كل القيم الإنسانية، وتسيء إلى الأخلاق السامية للدين الإسلامي الحنيف والأعراف والعادات والتقاليد اليمنية. متوعدا «المجرمين» بأنهم «لن يفلتوا من العقاب الرادع وستطالهم العدالة».

غير أن الحوثيين يواصلون أيضا نفيهم التورط في خطف الأجانب وقتلهم. ودانت جماعة الحوثي حادثة قتل الرهائن الثلاث. وفي بيان صادر عنه ـ حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه ـ قال عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين: «ندين ونستنكر بشدة ما تعرض له أطباء المستشفى الجمهوري من عمل إجرامي بشع يتنافى مع القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية»، وحمل السلطة المسؤولية في «حماية وأمن المجتمع بعيدا عن المكايدات السياسية والاستهلاك الإعلامي كونها بتلك التصرفات والمكايدات تسهل تمرير أخطر المؤامرات التي تستهدف الجميع»، على حد تعبير البيان.

وفي الوقت الذي يعتقد مراقبون أن عملية الخطف والقتل تحمل بصمات جماعات متطرفة، يتواصل الحديث في الشارع اليمني عما يعتقد البعض أن الاختطاف والقتل يرجع لأسباب تتعلق باتهام الأجانب المختطفين بالعمل على «التبشير». ويعتقد المراقبون أيضا أن عملية الاختطاف التي سبقت خطف الأجانب التسعة والتي تمت في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران واستهدفت 22 من الأطباء والعاملين في مستشفى السلام السعودي بصعدة، كانت مجرد غطاء إعلامي وأمني على عملية خطف العاملين في المستشفى الجمهوري، خاصة أن عملية تحرير الرهائن الـ 22 تمت خلال أقل من 24 ساعة وكانت أطرافها معروفة وليست غامضة كما هو الحال بالنسبة لخاطفي الرهائن التسع.

ورغم تكرار حالات اختطاف الأجانب في اليمن خلال العقدين الماضيين من قبل رجال القبائل، إلا أن هذه تعد ثاني حالة خطف يقتل فيها رهائن، فقد قتل أواخر العام 1998م أربعة سياح استراليين وسائحان بريطانيان، وجرح آخرون في عملية تحرير فوج سياحي غربي اختطفه ما كان يعرف باسم «جيش عدن ـ أبين» الإسلامي المحظور الذي كان يتزعمه أبو الحسن المحضار الذي أعدم فيما بعد. وقد حمل مصدر محلي من وصفهم بالمخربين مسؤولية الاختطاف والجريمة البشعة التي اقترفت، وأكد أن هذه الجريمة الشنيعة تخالف كل القيم الإنسانية وتسيء إلى الأخلاق السامية للدين الإسلامي الحنيف والأعراف والتقاليد والعادات اليمنية، مؤكدا أن من وصفهم بالمجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب ووصف هذه الواقعة بأنها هزت وجدان أبناء صعدة وكل أبناء اليمن وتوعد منفذي عملية القتل والاختطاف وأن العدالة ستطالهم.

يذكر أن الأجانب الـ 9 يعملون في الهيئة العالمية للخدمات الطبية بصعدة منذ أكثر من 30 عاما، وهم مهندس ألماني يعمل في مستشفى بصعدة وزوجته و3 من أطفاله وممرضتان ومهندس بريطاني ومدرسة كورية، وكانوا قد خرجوا في نزهة في صعدة. وزادت هذه الجريمة من أجواء الحزن الشديد الذي ساد في أوساط المواطنين في صعدة خاصة وفي اليمن بصورة عامة، فالضحايا هم من العاملين في الخدمات الطبية ويقدمون خدماتهم للمواطنين من سنوات طويلة. من جهة أخرى قالت مصادر محلية إن 10 من الحوثيين قتلوا في الساعات الأولى من يوم أمس في مواجهات عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة في مديرة غمر التي كانت ساحة للمواجهات بين الجانبين منذ عدة أشهر، وقالت المصادر إن المجابهات أسفرت عن مقتل شخصين من القبائل وجندي من القوات الأمنية فضلا عن القتلى من الحوثيين.