منتدى في بريطانيا يدعو إلى الوحدة بين السنة والشيعة ونبذ خطاب الفتنة

الهلباوي: نحن في حاجة اليوم إلى نظام عالمي جديد

TT

اختتم مساء أول من أمس في العاصمة لندن المؤتمر الثالث لمنتدى الوحدة الإسلامية بعد يومين من الحوارات المتواصلة حول «دور الأمة الإسلامية في بناء حضارة إنسانية عادلة» شارك فيها علماء ومفكرون سياسيون من مختلف أنحاء العالم.

وقد بدا واضحا في جلسات الندوة التي افتتحت الجمعة بغرب لندن، أن الحوار لا يتجه صوب الماضي وحسم قضايا تاريخية وعقدية مضى عليها عهد من الزمن، وإنما صوب التركيز على تحديات الحاضر، وفق القاعدة الفقهية «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه». وركز المؤتمر على أهمية التقريب والتوحيد بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتوحيد جهود المشاركين لنشر ثقافة الوحدة بين صفوف المسلمين. ودعا الحكومات للإصغاء إلى مطالب شعوبها التي تتبنى الوحدة، وأكد المؤتمرون أن الإنسانية تتعرض إلى أنواع من المعاناة والمشكلات التي تسهم في عرقلة طموحاتها المشروعة. وناقش المؤتمر عدة مفاهيم مثل الدولة والأمة والحضارة، كما بينوا أن التقدم العلمي والصناعي ليس العامل الوحيد في صناعة الحضارة وأن هزيمة أمة في حرب لا يعني أنها انهارت للأبد. وقد تضمنت الكلمات الافتتاحية التي ألقاها كل من القائمين على المنتدى الشيخ الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا، وسعيد الشهابي، كلمات للشيخ فضل الله من لبنان والشيخ محمد باقر الناصري من العراق وعبد الغفور السامرائي من العراق أيضا، والدكتور سعد الدين العثماني من المغرب وعبد المجيد مناصرة من الجزائر، ومنير شفيق من فلسطين، وناصر الصانع من الكويت وآخرين من البحرين وماليزيا، إشارة واضحة إلى أن الحوار الذي افتتحه منتدى الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة قد تجاوز مرحلة التقريب بين الفئتين، وأنهما الآن يلتقيان كأسرة واحدة، ويناقشون تحديات مشتركة تهدد وجودهم جميعا.

وقال الشيخ كمال الهلباوي «نحن في حاجة اليوم إلى نظام عالمي جديد»، مشيرا إلى أن الحضارة الغربية القائمة اليوم في طريقها إلى الانهيار والاندثار، ومن ثم وجب الدعوة إلى نظام عالمي جديد، يقوده أصحاب الحق والرؤية والقيم بدلا من أصحاب الجشع والاستغلال والهيمنة. وطالب بضرورة تحرير بلاد المسلمين من الجهل والتعصب والتطرف والتكفير.

شارك في المؤتمر الثالث للوحدة الإسلامية ما يقرب من 60 عالما من السنة والشيعة من نحو 20 قطرا عربيا وإسلاميا. وشارك العلماء والمفكرين ببحوث تصب في مهمة إيقاظ المسلمين ودعوتهم إلى الإسهام في بناء حضارة إنسانية عادلة. وأوضح الهلباوي: «لا يمكن أن نصل إلى هذا الدور مع التمزق والتشرد والتكفير». وقال يجب علينا اليوم الدعوة إلى الإنتاج بدلا من الاستهلاك والدعوة إلى الحب بدلا من الكراهية والوحدة بدلا من التشرذم. وركز المؤتمر بحسب الهلباوي على ضرورة الاهتمام بمثلث القوة الاستراتيجية في الأمة الإسلامية أي العرب والأتراك والإيرانيين، في بحث الأستاذ فاتح الراوي من سورية. وطالب الهلباوي بالبعد عن روح التشرذم، وعدم الانخداع بالدعاوى التي تدعو إلى تمزيق الأمة والبعد عن فتاوى التكفير. ثم تتالت جلسات الحوار بمنطقة ويمبلي على مدى يومين كاملين بمشاركة علماء ومفكرين عاملين في الحقل الإسلامي من بلدان عربية وإسلامية كثيرة من بينها مصر والعراق ولبنان وإيران والسعودية والكويت والبحرين والأردن واليمن والسودان والجزائر والمغرب والصومال والهند وماليزيا وبريطانيا والولايات المتحدة.