قتلى بالعشرات في هجوم على قافلة تابعة للأمم المتحدة بجنوب السودان

ميليشيات قبلية هاجمت 31 قاربا على النيل تتبع معظمها إلى برنامج الغذاء العالمي والقتلى من الجيش الشعبي

TT

تضاربت الأرقام حول عدد قتلى جنود الحركة الشعبية لتحرير السودان في هجوم تعرضوا له في الجنوب، فيما تعدد الروايات حول ملابسات الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها تتعرض لها قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية. وأعلنت رواية أن أكثر من 40 جنديا ومدنيا قتلوا وأصيب 41 آخرون في كمين نصبه مقاتلو قبيلة «النوير ـ الجنكنغ» لقافلة نهرية كانت في طريقها من مدينة «الناصر» إلى مدينة «اكوبو» في جنوب السودان، تتألف من 31 قاربا منها 28 تتبع إلى برنامج الغذاء العالمي و3 قوارب تجارية كانت تحرسها قوة من الجيش الشعبي. وكشفت تقارير أخرى أن عدد القتلى وصل إلى 400 من قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، في الهجوم نفسه.

ويتوقع عمال الإغاثة في المنطقة تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن تتصاعد الصدامات القبلية في المنطقة في الأيام المقبلة، كما يخشون من قيام قوات الجيش الشعبي بهجوم انتقامي ضد الضابط الذي نفذ الهجوم ومجموعته. فيما قلل الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في حديث لـ« الشرق الأوسط» من التقارير التي تشير إلى تصاعد في التوترات القبلية في الجنوب، وقال «إنها تعميم وتهويل»، فيما اتهم حزب المؤتمر الوطني بتسليح القبائل في جنوب السودان لإفشال الحركة الشعبية في الانتخابات المقبلة.

وقال نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار في تصريحات صحافية، إن الميليشيا التي هاجمت القوارب تريد الانتقام من مواطني اكوبو «النوير» بسب قتال وقع بينهم قبل شهر حتى لا تصلهم الإغاثة، وأضاف أن «القوارب لم تكن تحمل أسلحة وإنما إغاثة من برنامج الغذاء العالمي» بجانب 3 قوارب تحمل سلعا وبضائع تجارية، مشيرا إلى أن المواطنين نهبوا كل حمولة القوارب. وقال مشار إنه تم احتواء الموقف وفرض حظر التجول في الناصر وسيتم نزع سلاح المواطنين عقب استقرار الأوضاع.

وروى مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الهجوم نفذه ضابط من أبناء قبيلة «النوير» على رأس قوة تتبع للحركة الشعبية منسوبين للقبيلة ذاتها إلى القوارب لمنع تفتيشها بعد أن شك الأهالي في منطقة الناصر بأن القوارب الثلاثة ربما تحمل أسلحة منقولة لصالح قبيلة «النوير» لاستخدامها في حرب تدور بينها وبين قبيلة «المورلي»، ويعتقد مصدر بالأمم المتحدة أن الهجوم هو أول حادث يسقط فيه عدد كبير من القتلى بين الجنود في الاشتباكات القبلية.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الوضع متفجر، ومضى «هناك علامات على أن قبيلة «نوير» تعد لهجمات انتقامية»، حسب تعبيره. وأكد ملاك أيون أجوك المتحدث باسم الجيش الشعبي قتل نساء وأطفال كانوا على متن القوارب سواء بالرصاص مباشرة أو غرقا بعد أن قفزوا إلى النهر.