أكد صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي أن هناك لجانا في مجلس الوزراء العراقي قد تشكلت للتحقيق مع الكابتن كفاح حسن، مدير عام الخطوط الجوية العراقية، وإيقافه عن العمل لحين استكمال إجراءات التحقيق بتهمة إرجاع الطائرة التي كان على متنها وزير التجارة العراقي المستقيل عبد فلاح السوداني أثناء محاولته الهرب من البلاد. وقال الساعدي مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» إن معلومات قد وصلته بمحاولة رفع الحصانة عنه أيضا ومن ثم تقديمه للقضاء، وقال إن «تهمتي هي الإبلاغ عن السوداني بأنه يروم الهروب من العراق»، وأكد أن هناك «محاولات لإيقاف استجواب الوزراء وقد تم التباحث في هذا الأمر في اجتماعات كثيرة».
وكان السوداني الذي ينتمي إلى حزب الدعوة تنظيم العراق قد تم استجوابه من قبل البرلمان العراقي الشهر الماضي ونقل إلى السماوة لإجراء تحقيقات معه بعد أن تمت قبول استقالته من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي وبعد أن أعيدت طائرته نهاية الشهر الماضي بعد ساعة ونصف من إقلاعها إثر ورود بلاغ بمنع سفر السوداني الذي كان مغادرا إلى دولة الإمارات. واتهمت لجنة النزاهة في البرلمان العراقي مسؤولين في وزارة التجارة بينهم شقيقا السوداني وأحد أبنائهم بتقاضي رشاوى مقابل إبرام عقود لتوريد مواد غذائية، ولكن الوزارة نفت هذه التهم وقالت إنها إشاعات يروجها موظفون “حاقدون وخصوم سياسيون".
فيما أصدرت الجهات القضائية مذكرات اعتقال بحق عدد من مسؤولي الوزارة اعتقل على إثرها، خلال شهري ابريل (نيسان) ومايو (آيار)، مدير إعلام الوزارة، محمد حنون، وشقيق الوزير صباح السوداني بالإضافة إلى محمد عبد الصاحب أحد المديرين العامين بالوزارة وهم محتجزون حاليا في سجن المثنى الإصلاحي. واتهم الساعدي الأحزاب المتنفذة في الحكومة بمحاولة عرقلة استجواب الوزراء باعتبار أن غالبية الوزراء هم أعضاء في تلك الأحزاب. وأشار الساعدي إلى أنه يفخر لكونه أحد المحاربين للفساد في العراق وأنه سيواجه القضاء بتهمة محاربة الفساد، مؤكد أن «على أعضاء مجلس النواب الوقوف صفا واحدا ضد أي قضية فاسدة ومروجيها لأنه السبب الرئيس في الإرهاب ولأن الدولة تنخر من خلال الفساد المستشري فيها». وتعليقا على التحقيق مع مدير الخطوط الجوية، اكتفى بنكين ريكاني، وكيل وزارة النقل العراقية بالقول لـ«الشرق الأوسط» بأنه «لا تعليق لدي على الأمر». وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالكابتن كفاح حسن لكن هاتفه لم يكن ضمن نطاق الخدمة كما لم يرد على الهواتف مساعدوه الآخرون. وكانت مصادر برلمانية موثوقة قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأسبوع الماضي شهد اجتماعا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برؤساء الكتل السياسية طرحت فيه عدة قضايا بينها التحقيق مع مدير الخطوط الجوية العراقية وإيقافه عن العمل ولم تؤكد هذه المصادر الجهات التي دعت إلى هذا الأمر.
.