براون يعلن رسميا فتح تحقيق في حرب العراق بعد انسحاب آخر الجنود البريطانيين

يشمل الفترة من عام 2001 وحتى الانسحاب نهاية الشهر المقبل

صورة وزعتها الحكومة البريطانية للاحتفال بتسليم المقر السابق للقوات البريطانية في مطار البصرة إلى الجانب العراقي («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس فتح تحقيق «مستقل» بشأن مشاركة القوات البريطانية في الحرب على العراق عام 2003، على أن يشمل الفترة من عام 2001 حتى الآن. وقال براون في كلمة ألقاها أمام النواب إن هذا التحقيق سيبدأ بعد انسحاب آخر الجنود البريطانيين من العراق في نهاية الشهر المقبل على أن يستمر عاما. وأوضح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن التحقيق «سيشمل مرحلة تبدأ في صيف 2001، قبل بداية العمليات العسكرية في العراق في مارس ( آذار) 2003 وتدخلنا في العراق، حتى نهاية يوليو (تموز) من هذا العام». وأكد براون أن «هذا التحقيق أساسي لأنه بأخذنا عبرا (من هذه الحرب) سنعزز صحة ديمقراطيتنا ودبلوماسيتنا وجيشنا».

وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، أعلن في مارس (آذار) الماضي، أنه سيتم البدء بالتحقيق، بعد الانسحاب شبه الكامل لـ4100 جندي بريطاني من العراق في 31 يوليو (تموز)، وسيتناول التحقيق الظروف التي دفعت حكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير إلى إشراك بلاده في الحرب على العراق إلى جانب الولايات المتحدة في مارس 2003 وتداعيات هذا القرار.

لكن زعيم المعارضة المحافظة، ديفيد كاميرون الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي للفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة، أخذ فورا على براون أنه تعمد إرجاء إعلان نتائج التحقيق إلى ما بعد هذه الانتخابات لتفادي أي «استنتاج غير ملائم». وتجمع العديد من المتظاهرين أمام مجلس النواب خلال الجلسة منددين بقرار الحكومة إجراء هذا التحقيق في جلسات مغلقة. وعلق الطالب بين بيتش (19 عاما) «نحن هنا اليوم لأنهم أعلنوا لتوهم أن التحقيق سيتم في شكل سري، الأمر الذي يشكل في رأيي اهانة للديمقراطية في هذا البلد».

وتزامن إعلان براون مع تسليم القوات البريطانية رسميا مقرها في فندق مطار البصرة الدولي للجانب العراقي. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن نائب قائد القوات البريطانية الكابتن ريتشارد هيل قام بتسليم الفندق إلى سلطات مطار البصرة، وقال في كلمة بالمناسبة «إن مدنيين وعسكريين من جانب التحالف والجانب العراقي عملوا داخل الفندق لإيصاله إلى المستوى الذي يسمح لنا بالاحتفال بإعادته إلى البصراويين». وتابع، «علينا أن لا ننسى أن نجاح مثل هذه الجهود المشتركة هو الذي هيأ الظروف التي تسمح لقوات المملكة المتحدة بالمغادرة». وحسب البيان فإن الفندق لم يكن سوى هيكل عندما دخلته القوات البريطانية بعد الغزو في مارس (آذار) عام 2003 واتخذت منه مقرا. وأبدى براون «اعتزازه الكبير» بمهمة القوات البريطانية في العراق، مذكرا بأن 179 جنديا قتلوا في هذا البلد منذ 2003.